أفادت تقارير إعلامية عالمية، بأن أوكرانيا بدأت الهجوم المضاد على روسيا بعد طول انتظار، فيما نفت كييف ذلك، وألمحت إلى أن الأخير لم يبدأ بعد.
و كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في تقرير أن الهجوم المضاد للجيش الأوكراني، الذي طال انتظاره ضد القوات الروسية «بدأ بالفعل».
ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر عسكرية أوكرانية، قولهم إن قوات كييف كثفت هجماتها على خط المواجهة جنوب شرقي البلاد، إيذاناً ببدء الهجوم المضاد.
وقالت إن العسكريين الأربعة تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخولين بمناقشة التطورات في ساحة المعركة علناً.
واعتبرت «واشنطن بوست» أن بدء الهجوم المضاد يفتح مرحلة جديدة في الحرب المستعرة منذ فبراير 2022، بهدف استعادة أوكرانيا المناطق التي ضمتها روسيا، والاحتفاظ بالدعم الغربي المادي والعسكري.
بدورها، نقلت قناة «إن بي سي نيوز»، الأمريكية، عن ضابط كبير وجندي قرب الخطوط الأمامية، قولهما إن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد على روسيا.
إنكار كييف
ويتعارض ما أوردته وسائل الإعلام مع تصريحات أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، الذي صرح أول من أمس، أن بلاده لم تشن بعد هجوماً مضاداً، موضحاً أن بداية الهجوم سوف تكون «واضحة للجميع عندما تحدث». ونفى دانيلوف تصريحات مسؤولين روس، قالوا إن الهجوم المضاد «بدأ بالفعل».
وأفاد المسؤول الأمني في مقابلة مع «رويترز»: «كل هذا ليس صحيحاً. عندما يبدأ هذا الأمر فجيشنا هو الذي سيقرره. حين نبدأ الهجوم المضاد سيعرف الجميع ذلك وسوف يرونه».
وأضاف أن المسؤولين الروس جانبهم الصواب، عندما اعتقدوا أن التقدم الأوكراني في بعض مناطق خطوط الجبهة هو بداية العملية الأكبر.
تورط زيلينسكي
وفي سياق متصل، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تورط حكومته في تخريب خطي أنابيب الغاز «نورد ستريم 1 و2»، بحسب «واشنطن بوست».
وقال في تصريحات لمجموعة الإعلام الألمانية «أكسيل سبرنجر»، طالباً تقديم دليل على تورط أوكرانيا، «أنا الرئيس وبالتالي أصدر الأوامر. لم تفعل أوكرانيا أي شيء من هذا القبيل».
وذكرت الصحيفة أنه قبل ثلاثة أشهر من التفجيرات، التي جرت في سبتمبر 2022، علمت الحكومة الأمريكية من وكالة استخبارات أوروبية أن الجيش الأوكراني يخطط سراً لمهاجمة خطوط الأنابيب باستخدام غواصين قدموا تقارير مباشرة إلى القائد العام للقوات المسلحة.
تحقيق عاجل
وفي موسكو، استغلت روسيا التقارير، وأصرت على إجراء تحقيق في الانفجارين. وأكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الوجوب في «تحقيق شفاف، ودولي، وعاجل، فيما يجري الآن». وقال بيسكوف، في تصريحات أوردتها وكالة «تاس» الروسية للأنباء «لا نعرف مدى تطابق مثل هذه المنشورات مع الواقع».
بينما رفض مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، التعليق على تقرير «واشنطن بوست». بيد أنه قال لصحافيين خلال مؤتمر «بالتأكيد لن أشارك، هنا من المنصة، في نقاش حول الأمور الاستخباراتية».
كما اتهمت موسكو كييف أمام محكمة العدل الدولية، أمس، بتدمير سد «كاخوفكا» جنوبي أوكرانيا بقصف مدفعي «مكثف»، رافضة ادعاءات أوكرانيا أن روسيا هي المسؤولة عن تفجيره.
محاولات اختراق
ميدانياً، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله إن قواته صدت ليلاً أربع محاولات من قوات أوكرانية لاختراق الجبهة الأمامية في منطقة زابوريجيا الجنوبية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن شويجو قوله إنه تم إحباط أربع هجمات أوكرانية متفرقة على طول الجبهة، وتم إجبار قوات كييف على التقهقر «بخسائر ثقيلة».