نتنياهو على استعداد للاستهانة بأي محاولة أمريكية لكبح جماح إسرائيل”
نتنياهو على استعداد للاستهانة بأي محاولة أمريكية لكبح جماح إسرائيل"
اعداد/جمال حلمي
في اليوم الـ70 من الحرب الإسرائيلية على غزة، أن نتنياهو على استعداد للاستهانة بأي محاولة أمريكية لكبح جماح إسرائيل”.
إن الجهود الأمريكية، لإظهار احتفاظ واشنطن بنفوذ كبير على الحكومة الإسرائيلية، تعرضت لضربة مزدوجة عندما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن استكمال مهمة استئصال حماس سيستغرق أشهراً. كما تعززت هذه التوقعات عندما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل “لن توقف الحرب حتى تُحقق النصر الكامل”.
وكشف تقييم استخباراتي أمريكي مسرب، أن ما يصل إلى 45 في المئة من إجمالي القذائف (الـ29.000 قذيفة جو- أرض)، التي أطلقتها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبركانت غير موجهة، ووصفها بأنها “قنابل غبية”.
ويتناقض التسريب مع ادعاءات وزارة الخارجية الأمريكية القائلة بأنه “ليس لديها أي مخاوف أو تقييم لما إذا كان القصف الإسرائيلي يمكن أن يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني”.
وحتى قبل أيام قليلة، كانت الرواية المفضلة للبيت الأبيض أن هذه الحرب مبررة تماماً للدفاع عن النفس ولها هدف يمكن تحقيقه. ولطالما حرصت وزارة الخارجية الأمريكية في إحاطاتها الإعلامية المنتظمة على ذكر أمثلة على استماع إسرائيل للنصائح الأمريكية والتصرف بناءً عليها، لكن هذا السرد، بدأ يتلاشى مع ظهور خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ليس فقط حول الأساليب، بل حول الأهداف أيضاً. وعلى سبيل المثال، يوم الاثنين الماضي (11 ديسمبر)، وبعد يومين من تلقي الولايات المتحدة انتقادات دولية لاستخدامها حق النقض ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، تلقى المتحدث باسم وزارة الخارجية مزيداً من الضربات خلال دفاعه عن إسرائيل، خصوصا بشأن مقتل صحفي رويترز، عصام عبد الله، وبخصوص الصور “المزعجة للغاية” للفلسطينيين المدنيين الذين جردوا من ملابسهم في غزة،
و”التقارير المثيرة للقلق” حول استخدام إسرائيل قنابل الفسفور الأبيض. وعلي ما يبدوا أن المعضلة التي يواجهها بايدن هي كيفية التعامل مع نتنياهو وحكومته الآن بعد أن أصبحت الخلافات علنية. فهل من الأفضل الاستثمار في قادة إسرائيليين آخرين، ومحاولة التوصل إلى نوع من التفاهم مع القادة العرب والضغط على نتنياهو لقبول ذلك؟ والأن ليس من المستغرب أن يتباعد الحلفاء في وقت الحرب، لكن من الأفضل تجنب الخلاف التام حول هدف الحرب طويل المدى.