المزيد

أسرار عملية «قلب الأسد» للإيقاع بجاسوس إسرائيل بقصر الرئاسة

أسرار عملية «قلب الأسد» للإيقاع بجاسوس إسرائيل بقصر الرئاسة

يسعى الكثير من المصريين إلى معرفة أسرار وكواليس الجواسيس الذين تمكنت المخابرات المصرية من الإيقاع بهم؛ حيث يحب المواطنون قراءة بطولات رجال المخابرات في حماية البلاد وفي هذا المقال نكشف عن أسرار عملية “قلب الأسد” للإيقاع بجاسوس إسرائيل في قصر الرئاسة أبان حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات علي العطفي الذي عمل طبيبا ومدلكا

وعلي العطفي ولد في عام 1922 وكان المدلّك الخاص للرئيس الراحل محمد أنور السادات وظل على مدى 7 سنوات داخل القصر الجمهوري، واسمه بالكامل علي خليل العطفي من مواليد حي السيدة زينب في القاهرة، ولم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية فحسب، وبعدها عمل كصبي بقال، ثم عامل في أحد الأفران، ثم عامل في إحدى الصيدليات، ثم انتهى به المطاف للعمل في مهنة مدلّك، وكانت مهنة غير منتشرة في ذلك الوقت، ولا يهتم بها سوى الطبقة الأرستقراطية وعمل طبيبا ومدلكا.

ومرت عقود على نجل خليل العطفي ولم يصل لشيء في دنياه بعد، وها هو قد وصل لعمر الـ41، إلا أن الحظ ابتسم له أخيرًا، فقد كان قدم على طلب للسفر إلى الولايات المتحدة، وتم الموافقة على طلبه، ورحل إلى الولايات المتحدة، ومنها إلى هولندا، وفي أمستردام، تزوج ابن حي السيدة زينب من امرأة هولندية، ليحصل بعدها على الجنسية الهولندية، إلا أن أبرز ما قام به في «فينيسيا الشمال» لم يكن زواجه، بل البحث عن المال، وكان الطريق الذي اختاره الأربعيني معروف لكثير من سكان العاصمة، فلم يكن سوى طريق سفارة إسرائيل.

وقف العطفي أمام حارس أمن السفارة الإسرائيلية بأمستردام يحاول شرح طلبه بمقابلة أحد المسؤوليين، وأمام إلحاحه وافق المسؤولون بالسفارة على مقابلته، وكانت المفاجأة هي أنه أتى لهم بعرض يصعب رفضه، فقد أتى يعرض نفسه للبيع جاسوسًا على بلاده، ولم يوافق الإسرائيليون على تجنيد المدلك سريعًا، بل طلبوا منه فترة للتفكير في الأمر، وبالفعل وضع الرجل تحت أعين الموساد لفترة، واكتشف فيها الصهاينة أن الرجل لا يعشق سوى المال، ولا ينتمي لوطن أو مبدأ، فاتخذ القرار بتجنيده.

وبعد هذا الموقف بسنوات كان يدخل إلى القصر الجمهوري بمصر، ليقدم خدمات التدليك للرئيس محمد أنور السادات، وطلب منه السفر إلى هولندا ثانية، وتولى العملية ضابط الموساد “إيلي برجمان”، الذي أخضع “علي العطفي” عميله الجديد لبرنامج تدريبي مكثف، ثم اختباره من خلال جهاز كشف الكذب للتأكد من جدارته للعمل لخدمة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، وتم منحه شهادة تفيد حصوله على الدكتوراة ليعود إلى مصر وهو الدكتور علي العطفي، المتخصص في العلاج الطبيعي مجال دراسته الأصلي، والذي كان مازال تخصصاً نادراً في مصر.ولم يكن علي العطفي حتى هذه اللحظة أن الموساد يستهدف به الرئيس محمد أنور السادات، من خلال تهميد الطريق لـ”العطفي” ليكون مدلكاً داخل القصر الجمهوري، مطلعًا بالكامل على حياة الرئيس الشخصية، وهو الذي تم تدريبه في كبرى المستشفيات على العلاج الطبيعي، حتى تحول إلى خبير بالفعل في مجال التدليك، وخطة الموساد تضمنت دعوة “علي العطفي” لمحاضرات في جامعات العالم، ولم يكن كل هذا إلا جزءً من خطة «برجمان» للدعاية لعميله، حتى يلفت نظر الرئيس، كما افتتح في ذات الوقت، أول معهد للعلاج الطبيعي في مصر، وتقلد «العطفي» منصب العميد، ولم يمضي وقت طويل حتى لفت أنظار رئاسة الجمهورية، وتلقى مكالمة باختياره عضوًا في الطاقم الطبي لرئيس الجمهورية.

وبدأت حينها مهمة “العطفي” الرئيسية، ويتقرب مع الوقت إلى الرئيس السادات وأفراد الأسرة، وبالتالي زاد نفوذه وصلاحياته، وزاد أيضًا غروره، وتخلي عن حذره، ليقرر في لحظة طيش خلال زيارته لأمستردام، زيارة السفارة الإسرائيلية، دون أن ينتبه أنه أصبح شخصية معروفة، لترصده أعين المخابرات المصرية، وملف علي العطفي تم تسليمه إلى أحد أشهر رجال المخابرات المصرية في تاريخها، العميد محمد نسيم، المعروف بـ «نسيم قلب الأسد»، وعرض الأمر على الرئيس «السادات»، الذي أمر بإطلاعه على المستجدات أول بأول، قبل أن يصدر أوامر عليا بالقبض عليه.

وفي 23 مارس 1979، ويحكم عليه بالإعدام شنقًا، ثم يتخفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة، قبل أن يموت في السجن في الأول من أبريل من عام 1990 وترفض أسرته استلام الجثة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى