المزيد

إسرائيل تقود حرب دينية

إسرائيل تقود حرب دينية

اعداد/جمال حلمي
المصدر: معاريف
الخلاصة التي على إسرائيل استنتاجها أن الحديث يدور حول حرب دينية
المعضلة الصعبة وغير المسبوقة التي تقف أمامها الحكومة – هل يجب الدفع قدماً بصفقة مع “حماس”، تتخللها تنازلات كبيرة، وتحرير آلاف “المخربين” ووقف الحرب – تمزق القلب.

التعاطف كبير مع عائلات الرهائن الذين يطالبون بتحرير أعزائهم الآن.

لكن، كما في كل مفاوضات، هناك خطوط حمراء، حتى عائلات الرهائن منقسمة بشأنها.
مطالب “حماس” بوقف الحرب وانسحاب قوات الجيش من القطاع، بالإضافة إلى وعود إسرائيلية بعدم تجديد الحرب بعد تحرير الرهائن، هي مطالب كبيرة وأشك في أن تكون الحكومة قادرة على الاستجابة لها.

ففعلاً، وقف إطلاق نار دائم يعني التنازل عن الأهداف التي خرجنا إلى الحرب من أجلها – إبادة القدرات العسكرية لـ”حماس”، واغتيال قياداتها، وحفظ قوة الردع الخاصة بالجيش في مقابل عدو لا يقلّ “وحشيةً”، حزب الله.
علينا أن نفهم أن قرار وقف الحرب بالشروط التي وضعتها “حماس”، يمكن أن يكلفنا كثيراً. يمكن لهذا تسريع الحرب مع أعدائنا في الشمال، الذين يملكون أكثر من 150 ألف صاروخ، جزء منها صواريخ دقيقة لدرجة أنها تستطيع إصابة أهداف إستراتيجية مؤلمة.
السؤال عن الحرب مع حزب الله هو ليس عمّا إذا كانت ستحدث، بل متى ستحدث؟ مطلب إسرائيل باحترام قرار مجلس الأمن 1701 هو ليس بالانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني فقط، بل أيضاً نزع سلاح حزب الله. هل هناك مَن يؤمن فعلاً بأن إيران، التي تعبّر، المرة تلو الأُخرى، عن رغبتها في إبادة إسرائيل، ستطلب من حزب الله نزع سلاحه؟ أشك في ذلك. وهذا قبل الحديث عن أعدائنا في الضفة الغربية الذين ينتظرون أن يرونا ضعفاء للانضمام إلى المعركة.
خطة حزب الله و”حماس” في الضفة وغزة كانت خوض معركة تتضمن إطلاق صواريخ دقيقة على وسط البلد واحتلال بلدات في الشمال والجنوب، وخلق حالة فوضى كراثية.

الخطة فشلت بسبب الولايات المتحدة التي أرسلت إلى المنطقة قوات بحرية وجوية غير مسبوقة، فضلاً عن تهديد مباشر لإيران بألّا تنضم إلى حرب شاملة. القوات الأميركية التي غادرت، في أغلبيتها، المنطقة، تشير إلى احتمال أن تكون إسرائيل تنازلت في هذه المرحلة عن الضربة الأولى ضد حزب الله، وتنتظر مصادقة أميركا في مرحلة لاحقة، بعد الانتخابات الأميركية، كما يبدو.

الأقوال غير المسئولة الصادرة عن صحفيين معيّنين وجِهات سياسية، وبحسب هؤلاء، فإن إسرائيل لن تنجح في تحقيق أهداف الحرب، ويبدو أنها خسرت المعركة، هي أقوال غير مسئولة وغير صحيحة. حتى لو توقفت الحرب، فإن الخلاصة هي أن “حماس” ومساعديها شهدوا حالة الجنون. عندما يعود سكان القطاع إلى ما كانت منازلهم في يوم من الأيام، سيجدون الأراضي المدمرة التي ستتطلب إعادة ترميمها أعواماً طويلة.
الخلاصة التي على إسرائيل استنتاجها هي أن الحديث يدور حول حرب دينية، وأن أعداءنا لن يتخلوا عن الأيديولوجيا القائلة إننا جسم غريب في المنطقة. لن يكتفوا فقط بالأراضي والأموال، إنهم يريدون عكا أيضاً، وتل أبيب وحيفا. نتمنى بروز قيادة فلسطينية جديدة مستقبلاً، تفهم أن إسرائيل موجودة هنا إلى الأبد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى