المزيد

الإنجيليون الجدد يقودون أمريكا إلى النهاية

الإنجيليون الجدد يقودون أمريكا إلى النهاية

اعداد/جمال حلمي

ظهرت الطائفة الإنجيلية الأصولية في القرن الماضي ممسكة بمقاطع من الإنجيل تلك التـي تتحدث عن نبوءات آخر الزمان وبالتحديد سفر الرؤيا وهي التي تتحدث تحديًدًا عن معركة آخر الزمان المسماة “بالهرمجدون”. . في الفصل السادس عـشر لإنجيـل يوحنـا . حيـث سـيقاتل ٢٠٠مليون رجل من جيش الشرق لمدة عام وسوف يصل هذا الجيش إلى نهر الفرات بعـد أن يدمر كل شيء .. إنها الحرب النووية التي ستنهي الأخضر واليابس وتنهي عمر الكرة الأرضية، ولا يبقى إلا قلة من اليهود يكملون ما تبقى من عمر الأرض. وجاء سفر حزقيال ٣٨، ٣٩ ليضيف أيضاﹰ تلك الحرب النووية قـائلاﹰ : (سـتنهر الأمطـار وتذوب الصخور وتتساقط النيران وتهتز الأرض وتتساقط الجبال وتنهار الـصخور وتتـساقط الجدران على الأرض في وجه كل أنواع الإرهاب.

وفي سفر زكريا ١٢/١٤ نجد وصفاﹰ آخر لتلك الحرب : إن جلودهم سوف تتآكل وهم واقفون على أقدامهم، وإن عيونهم سوف تتآكل ما فيها وأن ألسنتهم سوف تتآكل داخل أفواههم. وفي سفر حزقيال : (وتستمر سبعة أشهر حتى يتمكن بيت إسرائيل من دفنهم قبل أن ينظفوا الأرض . ولا ننسى أن النصوص تشير إلى نزول المسيح عليه السلام لقيادة تلك المعركـة ويمـسك بزمـام الأمور، وهو ما يسمى الحكم الألفي للسيد المسيح على الأرض ويعرف عند المسيحيين بالمجيء الثاني، أما اليهود فإنه يمثل عندهم المجيء الأول للمسيح.

هذا هو ما يروج له الإنجيليون الأصوليون في أمريكـا وأوربـا، أو الحركـة الـصهيونية المسيحية التي تسيطر على أمريكا منذ القرن الماضي وحتى الآن، وهذا ما دعي أمريكـا مـن خوض الحروب والتدخل العسكري في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في أرض الفرات، أرض العراق كي تكون بمقربة من أرض المعركة الأخيرة.وأخيرا ظهرت قواتها علي شواطئ غزه .

انتظارا لمعركة “الهرمجدون” بفلسطين، حتى إن الرئيس السابق للقساوسة الإنجيلين “س.س.كريب” كتب عام ١٩٧٧يقول 🙁 في هذه المعركة النهائية فإن المسيح الملك سوف يسحق كليا ملايين العسكريين المتألقين الذين يقودهم الديكتاتور المعادي للمسيح.

وفي كتابه “آخر أعظم كرة أرضية يقول المؤلف هال ليندسي : إن دولة إسرائيل هي الخـط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل.

ويضيف الكاتب : (قبل أن يصبح اليهود أمة لم يكشف عن شيء، أما الآن وقد حدث ذلك فقد بدأ العد العكسي ـ التنازلي ـ لحدوث المؤشرات التي تتعلق بجميع أنواع النبـوءات، ولأنـه يجب أن تظهر هناك دوائر لقوى سياسية معنية واستناًدًا إلى النبوءات فإن العالم كلـه سـوف يتمركز على الشرق الأوسط وخاصة على إسرائيل في الأيام الأخيرة، وهذا ما يحدث الأن في غزة وإن كـل الأمـم سـوف تضطرب وسوف تصبح متورطة بما يجري هناك.

إن باستطاعتنا الآن أن نرى أن ذلك يتطور في هذا الوقت ويأخذ مكانه الصحيح في مجـرى النبوءات تماما كما نأخذ الأحداث اليومية مواقعها في الصحف اليومية

(١). وعن الحرب الأخيرة المدمرة “هرمجدون” يقول المبشر ليندسي في كتابـه :عنـدما تـصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى، بحيث يكون كل شخص تقريًبًاً قد قتل، تحين سا عة اللحظـة العظيمة، فينقذ المسيح الإنسانية من الاندثار الكامل . . . وفي هذه الساعة سيتحول اليهود الذين ينجون من الذبح إلى المسيحية ..وسيبقى فقط ١٤٤ ألف يهودي على قيد الحياة بعـد معركـة هرمجدون، وسينحني كل واحد منهم، الرجل والمرأة والطفل أمام المـسيح، وكمتحـولين إلـى المسيحية فإن كل الناضجين سوف يبدؤون التبشير ببشارة المسيح . هذا هو فكر الإنجيليين الأصوليين في أمريكا، وفكر قادتهم.

وقد ظهر جليا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عـام ٢٠٠١م ذلـك الفكـر ألتدميري المنسوب إلى نبوءات التوراة والإنجيل فيما يفعله بوش الأب والابن في أراضي الشرق من قتل وتدمير، وما يفعله إخوان القردة والخنازير في فلسطين من إبادة الشعب الفلسطيني بأكمله، وذلك لأن من مقدمات حدوث معركة هرمجدون التي يؤمنون بها أن يـذبح المـسلمين علـى أرض الميعاد، ويقدمون كقرابين للرب.

وهذا ما يقومون به من أباده للفلسطينيين في غزه وباقي وحافظات فلسطين .

(1) أنظر كتاب “آخر أعظم كرة أرضية “، لكتابه “هول لينيدسي ” وهو أحد المبشرين الإنجيليين الأمريكان وهو من المؤمنين بأن الجيل الذي ولد عام ١٩٤٨م هو جيل النهاية وهو الذي سيشهد حرب هرمجدون.
(2) أنظر النبوءة والسياسة، جريس هالسل .. وانظر كتاب نهاية أعظم كرة أرضية “وهو من الكتب الأكبر مبيعـا في العالم فقد بيع منها نحو ١٨ مليون نسخة خلال السبعينيات.
(3) لقد أعلن القس “بات روبرتسون ” وهو أحد المرشحين لرئاسـة أمريكـا عـام ١٩٨٨م فـي الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري في برنامجه التلفزيوني “نادي ال ـ ٧٠٠ أن شارون رئيس وزراء إسرائيل ـ أخطأ الحل الصحيح، لأنه يريد أن يقضي علـى الفلـسطينيين بالقطـاعي، والصواب أن يقضي عليهم بضربة واحدة.
(4) والمبرر لدى هذا القس الأمريكي الذي كان من الممكن أن يكون رئيًسًاً لأمريكا أن المسلمين أشرار ونبيهم شرير وإلههم شرير، ويقرأ ترجمة ما جاء في القرءان الكريم قوله تعالى :(فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) هذا هو الفكر الديني والسياسي لقادة ومفكري أمريكا الذين يتحكمون في القـرار الـسياسي والعسكري لأكبر دولة في العالم.
(5) لقد أصبح لديهم أن كل ما تفعله إسرائيل من غزو وقتل وإبادة جزءا من إرادة الرب وتحقيقاﹰ لما جاء في نبوءات الإنجيل والتوراة، لقد وضعوا قدمي الولايات المتحدة على حافـة النهايـة وربطوا مصيرها بمصير دولة إسرائيل حتى أصبحت أمريكا إحدى ولايات إسرائيل وليس كما يعتقد البعض إن إسرائيل إحدى ولايات أمريكا!!.
(6) ويوم كان للروس دولة عظمى وشوكة كبرى ومكانا في ميزان القـوى قبـل فـك الاتحـاد السوفيتي في القرن الماضي على أيدي الماسونية اليهودية، كان يظن الإنجيليون الأمريكـان أن الروس هم يأجوج ومأجوج المذكورون في الكتاب المقدس وأنهم هم الـذين سـيقودون جـيش الشرفي معركة هرمجدون.
(7) ونظروا إلى تحالف بعض الدول الإسلامية العربية مع الاتحاد السوفيتي على إنه مبـشرات النهاية أو نهاية المرحلة السابقة والأخيرة من عمر الكرة الأرضية وهي مرحلة الَّدّرو وإقامـة مملكة المسيح الألفية حيث يحكم المسيح من مدينة القدس العالم ألف سـنة وأن اليهـود سـوف يتحولون إلى المسيحية، وأن على العرب مغادرة أرض اليهود التي يسكنوها من النيل إلـى الفرات لأن هذه الأرض تخص اليهود وهي عطاء الرب لهم كما يزعمون.
وقد يزعم البعض أننا نفرط في تحليلنا لمجريات الأمور أو أننا من عشاق نظرية المـؤامرة التي يرفضها البعض ويؤيدها الكثير، وليس دليلاﹰ أكبر من أفعال وأقوال أصحاب الشأن أنفسهم المساهمون في صنع القرار الأمريكي أمثال “جيري فولويل ” المبشر الإنجيلي ومستشار الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل “رونالد ريجان “..

فتقول الكاتبة الأمريكية جريس هالسل فـي كتابه
– النبوءة والسياسة : كان رونالد ريجان واحدا من الذين قرؤوا كتاب “آخر أعظم كرة أرضـية
(8) فهل هول مثل “لندسي” يؤمن بأن اﷲ قد قضى أن على هذا الجيل بالتحديد الذي يعيش في الوقت الحاضر أن يدمر الكرة الأرضية”. وهل بدأنا عملية العد العكسي (التنـازلي ) للقـضاء علـى أنفسنا؟.
(9) في وقت مبكر من عام ١٩٨٦م أصبحت ليبيا العدو الـدولي رقـم واحـد لرونالد ريجان، فهل يعود ذلك إلى نبوءة توراتية، استناَدَا إلى “جيمس ميلز “الـرئيس الـسابق لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا، فإن “ريجان” كره ليبيا لأنه رأى أن ليبيا هي واحـدة مـن أعداء إسرائيل الذين ذكرتهم النبوءات وبالتالي فإنها عدو ﷲ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى