أخبار العالم

الجيش الليبي يُجهز القوة الضاربة وسط أنباء هجوم تركي على “الخط الأحمر”

الجيش الليبي يُجهز القوة الضاربة وسط أنباء هجوم تركي على "الخط الأحمر"

تتضافر الجهود الدولية لأجل بلورة اتفاق سلمي من شأنه إنهاء الأزمة الليبية، ويقضي على الصراع الدموي الدائر بين أطراف النزاع.

وبدأت الجهود الدولية الحثيثة لإنهاء القتال وإحلال السلام بليبيا، بمؤتمر برلين، في شهر يناير مطلع العام الجاري، ثم اجتماعات العاصمة المصرية الذي انبثق منها “إعلان القاهرة”، في يونيو الماضي.

السيسي وحفتر

وفي آواخر شهر سبتمبر المنصرم، عقد فرقاء النزاع عدة اجتماعات بالمغرب، وبالتزامن عقدت اللجان الأمنية في ليبيا مباحثات مشتركة بمدينة الغردقة المصرية، وتستكمل مباحثاتها خلال هذه الأيام بالمدينة السويسرية جنيف.

يرى المراقبون أن الاجتماعات لم تُثمر حتى الآن عن تقدم كبير في المباحثات حتى يتم بلورة اتفاقيات للتوقيع عليها، سوى إقرار وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع.

ولكن هناك جانب إيجابي كبير للغاية، يتمثل في موافقة طرفي النزاع بالجلوس معا على طاولة مفاوضات واحدة، من أجل التشاور وإجراء مباحثات حتى يتم التوصل لاتفاق سلمي، وهو ما أنتج الموافقة على وقف إطلاق النار.

ووسط كل تلك المحاولات الحثيثة لإنهاء القتال في ليبيا، هناك طرف ثالث لا يريد سلام عادل بين الليبيين أصحاب الأرض، هو ينظر فقط من وجه استعماري يُسيل الدماء من أجل نهب الثروات والسطو على المقدرات.

وهنا نتحدث عن العدوان والاحتلال الأجنبي للأرض الليبية، حيث يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إرسال المرتزقة المدعومين بالعسكريين الأتراك التابعين للجيش النظامي، وإمدادهم بالعتاد والأسلحة الثقيلة، وسط تجهيزات حربية خطيرة للغاية تشير إلى اقتراب نشوب حربًا فاصلة.

 

جسر جوي لنقل العسكريين والأسلحة

قال موقع “فلايت رادار” الإيطالي، الذي يرصد تحركات الطيران العسكري في المنطقة، إن الأجواء الليبية شهدت نشاطا مكثفا للطيران العسكري التركي، طيلة يوم الإثنين، قادم من تركيا إلى مطارات غرب ليبيا.

وكشف الموقع الإيطالي، عن تعزيز تركيا لجسرها الجوي إلى مدينتي طرابلس ومصراتة، عبر إرسال رحلات شحن لطائرات عسكرية عملاقة.

ورصد الموقع، في السادسة وعشرين دقيقة من صباح الأثنين، طائرة شحن عسكري من طراز لوكهيد (C130) تابعة لسلاح الجو التركي برمز (222) قادمة من قاعدة قيصري في قونيا التركية ومتجهة إلى غرب ليبيا.

كما رصد الموقع ذاته، نفس الطائرة وقد أقلعت من قاعدة الوطية الجوية، واتخذت مسارًا متعرجًا من زوارة إلى طرابلس ثم جنوب طرابلس، مرجحا أنها توجهت لمصراتة، غرب ليبيا.

وفي نفس الإطار، كشف موقع “إيتاميل رادار” عن رصد طائرة شحن عسكرية أخرى من طراز “أوكهيدC130″ تتبع سلاح الجو التركي ورمزها 223 أقلعت من قاعدة الوطية.

كما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تجهيز نحو 600 مرتزق يحمل الجنسية السورية، من أجل إرسالهم للقتال في ليبيا، بذريعة العمل بشركات الأمن والحراسة هناك.

تركيا لن تخرج إلا بـ”القوة الضاربة”

أكد اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أن تركيا دأبت خلال هذه الأيام على نقل معدات عسكرية ثقيلة، بالإضافة لعسكريين أتراك ومرتزقة أجانب إلى القواعد العسكرية التي تسيطر عليها الوفاق في غرب ليبيا.

وكشف المسماري، عن تخطيط الميليشيات التابعة لتركيا من أجل القيام بعمل عدواني خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدًا على جاهزية الجيش الوطني الليبي لصد أي عدوان.

وأضاف الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، أن تركيا بدأت عمليات واسعة لتجهيز قاعدة الوطية، بأحدث الأجهزة والمعدات، حيث تمت صيانة المهبط ، وبناء دُشَم ومخابئ، وإنشاء مباني.

واعتبر متحدث الجيش الليبي، أن من تقوم به تركيا يعد دليلا واضحا على أنها لا تفكر مطلقا في الخروج من ليبيا خلال وقت قريب، مؤكدًا أنها لن تخرج إلا بقوة ضاربة تستطيع التصدي لعدوانها.

وأوضح المسماري أنه منذ شهر أبريل من العام الماضي وحتى الآن، لم تتوقف تركيا عن إرسال المرتزقة والعسكريين النظاميين، وكذلك المعدات والأسلحة، مؤكدًا بأنها نقلت عشرات الآلاف من الإرهابيين وكميات كبيرة جدا من الأسلحة والذخائر، وكذلك الآلاف من الضباط والجنود التابعين للجيش التركي النظامي.

وأشار إلى أنه منذ أكثر من شهرين تهبط 4 طائرات نقل عسكري تركية يوميا في مطارات الغرب الليبي، بالوطية ومصراتة ومعيتيقة، لنقل معدات وعتاد وأسلحة، إضافة إلى 4 إلى 6 رحلات من مصراتة وطرابلس إلى إسطنبول وأنقرة.

وأضاف أن أردوغان عزز قواته وميليشياته في ليبيا خلال الأيام الأخيرة، بالطائرات المسيرة وأسلحة الناتو، مثل مدفعية الميدان ودبابات (إم 16) والعربات المدرعة وأسلحة القنص والألغام والمفخخات.

التخطيط التركي للهجوم على “الخط الأحمر”

وفي ذات السياق، قال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، إن تركيا لا تريد التوصل لحل سياسي في ليبيا، وهو ما يؤكده استمرار الجسر الجوي بين مطاراتها ومطارات غرب ليبيا، لنقل الأسلحة والمرتزقة والضباط الأتراك لتعزيز تواجدها في البلاد.

وأضاف المحجوب، أن تركيا تسير عكس ما يدور في المشهد السياسي بين الأطراف الليبيين، حيث تقف ضد المفاوضات الجارية حاليا، التي تسعى للوصول إلى حل سياسي شامل.

وحذر الجيش الليبي، ميليشيات الوفاق من الإقدام على أي عمل عدواني، حيث هناك معلومات تفيد بتخطيط الميليشيات الإرهابية للقيام بعمل عدواني والهجوم على خط سرت الجفرة، كما رصد حشد وتجهيزات للميليشيات بالقرب من خط الفاصل المحدد.

الواقع يقودنا نحو “الحرب من أجل السلام”

ومن خلال تحليل المشهد السياسي الليبي، بناء على ما تقدم ذكره، إضافة لما تم الكشف عنه من معلومات خلال الأيام السابقة، قد نتوقع نشوب حربًا فاصلة خلال فترة زمنية وجيزة.

وبرغم مساعي الأطراف الليبية في التوصل لاتفاق سلمي وإنهاء القتال، تحت إشراف ورعاية المجتمع الدولي، إلى أن العدوان التركي لا يكف عن العبث وإثارة الفتن بين الفرق الليبية لتوسيع الفجوة بينهم، وذلك لإجهاض أي حلول سلمية.

ويسعى النظام التركي، برئاسة أردوغان، إلى احتلال أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الليبية الغنية بالنفط، تمكنه من السيطرة على آبار البترول والغاز، لنهب ثرواتها وخيراتها.

وفي إطار تفكير الرئيس التركي الاستعماري الدموي المشوب بالغرور والاستعلاء، فإنه لن يتوقف عن إراقة الدماء حتى يصل لمبتغاه بالسيطرة على ثروات البلاد، أبرزها حقول الهلال الغنية بالنفط، والتي تضم أكبر مخزون نفطي في ليبيا.

وحتى يصل إلى حقول الهلال النفطية، فعليه أولا تجاوز سرت والجفرة، وهو الخط الأحمر الذي حدده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما يتأهب الجيش الليبي لردع أي عدوان تركي على تلك المنطقة.

الرئيس السيسي

وعليه، فلن يتحقق السلام طالما تواجد العدوان التركي محتلا للأراضي الليبية، ولابد من طرده خارج البلاد أولا حتى يحل السلام الليبي، وإن رفض العدول عن موقفه والخروج سالما، فإذًا هي الحرب لتحرير الأرض وإحلال السلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى