أخبار العالم

اندلاع خلافات في “مصراتة” حول الهجوم على سرت

اندلاع خلافات في “مصراتة” حول الهجوم على سرت

اندلعت خلافات كبيرة داخل مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المليشيات المسلحة، بسبب الحرب على سرت في ظل الخسائر التي تفقدها المدينة في المواجهات مع الجيش الليبي، وبالتزامن مع نداءات دولية لإيقاف الحرب واستئناف المفاوضات السياسية.

وعلى مدار الساعات الماضية، تصدى سلاح الجو الليبي لمحاولات المليشيات المسلحة التابعة للوفاق والمرتزقة السوريين الموالين لتركيا التقدم في محور سرت، ما تسبب لهم في خسائر فادحة في الآليات والأرواح.

خسائر فادحة
وكشف رئيس ما تدعى غرفة عمليات سرت الجفرة، إبراهيم بيت المال، في تصريحات لقناة “فبراير” الموالية للمليشيات، عن سقوط خسائر في الأرواح بصفوف مليشياته بلغ 38 مسلحا، يوم أمس الأحد فقط، بسبب ما أسمها “الطيران المعادي” (في إشارة إلى سلاح الجو الليبي).

ومن ضمن الخسائر في صفوف مليشيات مصراتة محمد ناصر الوافي آمر مليشيا “16 مشاة”، إذ أفادت مصادر لـ”الساعة 24” بمقتله جراء إصابته في غارة جوية لسلاح الجو بالجيش الليبي في محور سرت بالقرب من جارف، وتم نقله إلى العناية المركزة إلى أن فقد أنفاسه يوم الاثنين متأثرا بجراحه.

كما أفادت مصادر بأن علي سالم فكرون القائد الميداني لمليشا “كتيبة شهداء الثقيل” (الموالية لمليشيات مصراتة)، قُتل خلال غارة جوية اليوم الاثنين في محور سرت.

وفي هذا السياق، أعلنت شعبة الإعلام أن سلاح الجو الليبي دمر سرية مدفعية كاملة تضُم عدد ثلاث مدافع هاوزر تركي ‏الصنع ودبابتين وستة عربات مسلحة للحماية، بالإضافة لحافلة نقل كبيرة.

وأكدت الشعبة في إيجاز لها يوم الاثنين أن ‏مصادر الرصد التابعة للجيش الوطني الليبي أفادت بأن الحافلة تحمل عددا من الضباط الأتراك ‏والمرتزقة السوريين الذين عانقت الرمال أجسادهم بعدما بدأو التحرك المتهور تجاه ‏سرت.

ارتباك
على إثر تلك الخسائر، ​اندلعت خلافات واسعة بين قادة مليشيات مصراتة، حول عدم استكمال الهجوم أو الاستمرار فيه رغم الخسائر الفادحة.

وأرجعت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أصل الخلاف إلى ما حدث بين النائب الأول لرئيس حكومة الوفاق أحمد معيتيق، ووزير الداخلية فتحي باشاغا، إذ طلب معيتيق إيقاف التقدّم العسكري نحو سرت، ليخرج باشاغا بتصريحات نارية، تصف هذا الموقف بـ”الخيانة” لدماء قتلى مصراتة.

وقال وزير الداخلية، في تدوينة على حساباته الرسمية على مواقع التواصل، “الخطوط الحمراء ترسمها دماء شهدائنا ولا تخضع للإملاءات إلا ثلة من الانتهازيين ضعفاء النفوس والهمم”، في إشارة إلى تصريح لمعيتيق قال فيه إن “قوى دولية”، لم يحدّدها، أخبرته بأن مدينة سرت “خط أحمر، لا يمكن تجاوزه”.

طلب الدعم الأمريكي
سارع باشاغا لإعلان موقفه إلى الإعلام الأمريكي باستحضار البروباجاندا الروسية في الأحداث الأخيرة، قائلا إن قواته (المليشيات المسلحة والمرتزقة الموالين لتركيا) ستمضي قدما في الهجوم على سرت، على الرغم مما قال إنه تحذير روسي تم تمريره لحكومته (الوفاق) بعدم مهاجمة المدينة.

وأضاف باشاغا في تصريح للوكالة الأمريكية  وترجمته “الساعة 24″، مدعيا: “عند استعادة مدينة سرت وقاعدة الجفرة في وسط ليبيا، فإن الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس (الوفاق غير المعتدة من مجلس النواب)، ستكون مستعدة للدخول في محادثات سياسية مع الشرق”.

وأضاف القيادي بمليشيات مصراتة، أن “سرت لها قيمة رمزية للوفاق، لأن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ساعدهم على هزيمة داعش هناك في عام 2016 بعد وقوع مئات الضحايا” على حد قوله إذ تعد المدينة بوابة لبعض حقول النفط الرئيسية والموانئ.

وزعم وزير داخلية حكومة السراج الذي دعا سابقا الجيش الأمريكي إلى بناء قاعدة في بلاده: “كلفتنا حرب سرت أكثر من 718 شابا، وتكبدت سرت الكثير من التضحيات والدمار لتخليص المدينة من داعش، ولن نسمح بأن تكون سرت تحت أي سلطة باستثناء السلطة الشرعية لحكومة الوفاق”.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الهجوم سيتوقف بمجرد استعادة سرت والجفرة، قال باشاغا “ستكون هناك مفاوضات مع الشرق”، مردفا: “نحتاج إلى منع روسيا من إقامة قواعد في سرت والجفرة”، على حد زعمه.

الشراكة السياسية
وفي تعليقه على الأحداث الجارية، رأى عضو مجلس النواب زياد دغيم انعداما للحل العسكري للأزمة الليبية، التي امتدت إلى سنوات، قائلا: “الوضع في حقيقته أكبر بكثير من الليبين”.

وأضاف دغيم في تصريحات لـ”الساعة 24″ يوم الاثنين، أن فائز السراج ليس من مصلحته الشخصية إيقاف الحرب والحوار السياسي الذي سيقصيه.

ودعا دغيم مدينة مصراتة اللاعب الرئيسي في الغرب الليبي والمعني المباشر بمدينة سرت إلى اتخاذ هذا القرار الشجاع والدخول في شراكة سياسية وعسكرية عن طريق (ما يدعى) “البنيان المرصوص” من أجل مستقبل مزدهر ستقوده سرت مؤقتا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى