أخبار العالم

خلاف حاد بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الملك محمد السادس ملك المغرب .إيه السبب ؟

خلاف حاد بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الملك محمد السادس ملك المغرب .إيه السبب ؟

اعداد/جمال حلمي

تفاجأ المغرب بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بيتخانق مع الملك محمد السادس ملك المغرب . ليه وإيه اللي حصل ؟ رئيس فرنسا قال إن ملك المغرب بيتجسس على تليفونه . طيب وليه ملك المغرب هيتجسس علي التليفون و أزاي أصلا هيتجسس عليه ؟ قالوا لاء موش بس اتجسست علي تليفوني ده أتجسست علي 14 وزير في الحكومة الفرنسية ؟ بس يعمل كده أزاي؟ ؟فاتضح أن الموساد الإسرائيلي هو اللي أتجسس على الرئيس الفرنسي بأوامر من المغرب وده بعد ما الرئيس الفرنسي ماكرون شتم الملك محمد السادس بمجرد ما المخابرات الفرنسية بلغت معلومة التجسس على ماكرون و 14 وزير للرئيس الفرنسي فما كان منه إلا أنه اتصل بالملك محمد السادس ملك المغرب عشان يتخانق معاه أنت أزاي تعمل حاجه زى كده أنت بتجسس علينا .

إلا أن ملك المغرب نفي علمه بموضوع التجسس وقالوا بالنص بشرفي ما حصل.

إلا أن الرئيس الفرنسي رد علي ملك المغرب بقلة أدب وده وفقا للكاتب الفرنسي صاحب الأصول المغربية طاهر بنجلون هو اللي حكي التفاصيل وهنا الأسئلة المهمة أية اللي يخلي ملك المغرب يتجسس على تليفون الرئيس الفرنسي وأية اللي عملة الرئيس الفرنسي يخلي ملك المغرب يتجسس عليه ويا تري فرنسا هي اللي طردت سفير المغرب ولا المغرب هي اللي سحبت سفيرها من فرنسا وإيه علاقة الجزائر بالخناقة وليه المغرب استعانت بالموساد الإسرائيلي تحديدا عشان تتجسس على الرئيس الفرنسي ولية المهاجرين المغاربة هما اللي دفعوا ثمن الخناقة بين فرنسا والمغرب . والحكاية من أولها بدأت لما وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونة طلعت من كأم شهر وأعلنت في مؤتمر صحفي عملته في القاهرة إن الرئيس الفرنسي ماكرون سوف يزور المغرب خلال أيام إلا أن الحكومة المغربية بمجرد ما سمعت التصريح طلع وزير خارجيتها ناصر قريطة عشان ينفي تصريحاتها ويقول إن المغرب مش هيستقبل حد و هنا اللي عملوا المغرب وفقا للأعراف الدبلوماسية اسمه عمل عدائي خصوصا إن النفي المغربي قال بالنص إن زيارة الرئيس الفرنسي غير مدرجة على جدول أعمال جلالة الملك وهذا معناها بالبلدي إنه حتى لو الرئيس الفرنسي وصل المغرب وسمحت له بدخول أرضيها فالملك مش هيقابله لأنه مخدش موعد سابق مع جلالة الملك وبالتالي الملك مش فاضي ومش ها يقابله هذا تفسير تصريحات وزير خارجية المغرب بالبلدي المغرب بتقول للرئيس الفرنسي وأمام الناس كلها وعلى الملأ لا تحضر.

وهنا فرنسا ردت على اللي حصل وعملت حركة أغضبت المغرب جدا .

لكن تقريبا لم تكن ترغب في أن تظهر في الصورة فعملتها بشكل غير مباشر .

المغرب فوجئت في شهر يناير اللي فات أن البرلمان الأوربي يصوت لصالح قرار يطالب المغرب باحترام حرية التعبير والإعلام وضمان محاكمات عادلة للصحفيين المعتقلين وهنا لازم تركز في نص القرار عشان تفهم خطورته فالقرار يطالب المغرب باحترام حرية التعبير فمعني القرار بشكل غير مباشر يصف ملك المغرب بالديكتاتور هو لم يقل انه ديكتاتور لكن قال انه لا يحترم حرية التعبير فيما معناه أنه ديكتاتور والقضاء ظالم وغير عادل وبشكل غير مباشر إن البرلمان الأوروبي يثير الرأي العام المغربي ضد ملك المغرب .زى اللي بيقول ليهم انتم أزاي سايبين الملك يعتقل فيكم واحد ورا الثاني انتم خايفين منه كده ليه أتحرك ضده ولا تخف منه اعمل اللي أنت عايزه وإحنا في ضهركم . نص القرار اللي ممكن تحسوا عادي طلع موش عادي دي محاولة قلب نظام للحكم من وجهه نظر المغرب .

طبعا وهنا الدنيا أتقلبت في المغرب لدرجة أن البرلمان المغربي عقد اجتماع طارئ لإعادة النظر في علاقة المغرب بالبرلمان الأوروبي كله.

المغرب كانت بتناقش قطع علاقتها بالبرلمان الأوربي وكنوع من تصعيد الموقف المغرب وجه اتهام مباشر لفرنسا بمحاولة انتهاك السيادة المغربية لان المخابرات المغربية عرفت أن اللي وراء هذا القرار واحد اسمه استبان سيجورني وهو رئيس كتله في البرلمان الأوربي واللي خلاه يعمل كده هو قربه من الرئيس الفرنسي ماكرون وهما الاثنين أصحاب فالمخبرات المغربية تري إن ماكرون هو اللي حرك استبان عشان يهاجم ملك المغرب من خلال البرلمان الأوربي حاجه من تحت الحزام يعني تنتهي المشكلة هنا للأسف لا لان البرلمان الأوروبي كمل في قراراته وقال أنة اكتشف تورط ملك المغرب في تقديم رشاوى لأعضاء البرلمان الأوروبي واتضح إن المخابرات البلجيكية دخلت على الخط وقدمت مستندات بتثبت تورط المغرب وقطر في تقديم رشاوى لأعضاء البرلمان الأوربي مقابل أن يتدخلوا في صناعه قرار الحكومات الأوربية بالشكل اللي يخدم المصالح المغربية والقطرية في دول الاتحاد الأوربي لكن طبعا المغرب وقطر نفت كل هذه الاتهامات .

أما المغرب ردت على اللي حصل بعد أن طلعت منظمة العفو الدولية ومعها منظمة ثانية ونشروا خبر بيتهم المغرب بالتجسس على مسئولين مهمين في الحكومة الفرنسية و الموضوع كده يتعقد اكتر. هنا بقي يدخل على الخط المخابرات الفرنسية اللي بدأت تحقق في الموضوع عشان تكتشف أن المخابرات المغربية بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي قدروا يخترقوا تليفون الرئيس الفرنسي شخصيا و 14 وزير من الحكومة الفرنسية وتستخدم برنامج تجسس اسمه بجاسوس من بعدها طلعت صحيفة ليموند الفرنسية ونشرت تحقيق كامل عن اللي حصل وقالت أن المخابرات المغربية مش بس اخترقت تليفون الرئيس الفرنسي و14 وزير دول حاولوا اختراق التليفونات لسبعه وثلاثين مسئول فرنسي في قصر الاليزيه لكن اللي تم اختراقهم فعلياً كان تليفون الرئيس وتليفونات 14 وزير.

والمغرب ردت ولم تضيع الوقت وراحت للمحكمة الجنائية في باريس ورفعت قضية تشهير على المنظمات اللي نشرت الخبر والمادة 32 من قانون القضايا الفرنسي سنة 1881 والخاصة بحرية الصحافة بتمنع المحاكم الفرنسية من محاكمة أي حد داخل فرنسا لصالح دول أجنبيه بتهمة التشهير وفعلا المحكمة الفرنسية رفضت قبول دعوي التشهير اللي قدمته المغرب. طبعا المغرب عارفه بس أرادت عمل شو أعلامي تحاول من خلاله نفي خبر التجسس خصوصا وان هذه ليست أول مرة المحاكم الفرنسية ترفض فيها دعوة مغربية من نفس النوع .

المغرب أترفض ليها قبل كده عشر دعاوي تشهير أمام المحاكم الفرنسية واحدة منهم ضد صحيفة ليموند والثانية ضد رادي فرانس والثالثة ضد ميديا بارت والربعة ضد لوما نيتي ويا تري المغرب طرحت القضية ليه؟ رغم علمها مسبقا إنها سترفض.

وهنا بقي سوف تحدث مشكله كبيره وهي أن الرئيس الفرنسي أتكلم مع المغرب بشكل مباشر عشان يعلن رفضه لتجسس المغرب على تليفونه و تليفونات وزراء الحكومة الفرنسية ورغم أن ملك المغرب محمد السادس نفي علمه بموضوع التجسس بل واقسم بشرفه إنه لا علم لديه إلا إن رد فعل الرئيس الفرنسي كان فيه قله أدب لأنه وفقا للكاتب الفرنسي فالرئيس ماكرون أتريق على القسم اللي أقسم بيه ملك المغرب واستفز ملك المغرب أكثر و أكثر وبالتالي الأمور أتعقدت أكثر والخناقة بين المغرب و فرنسا مش بس علي قضية التجسس ولا على انتهاك البرلمان الأوربي لسيادة المغرب الموضوع أكبر من كده .

فالمغرب بينها وبين الجزائر مشاكل قديمة بسب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو أو جبهة التحرير الصحراوية و هذه الجبهة تريد أخذ الصحراء الغربية من المغرب .

الصحراء الغربية كانت تحت الاحتلال الأسباني و لما أسبانيا خرجت سنة 1975 عملت اتفاقيه اسمها اتفاقية مدريد قسمت فيها الصحراء ما بين المغرب و موريتانيا لكن الناس اللي كانوا مقيمين في الصحراء رفضت القرار و رفضوا الاتفاقية وقالوا نحن نريد تحويل الصحراء الغربية لدوله مستقلة عن المغرب و عن موريتانيا و فعلا شكلوا جبهة سموها جبهة البوليساريو والاسم اختصارا للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وأعلنوا تأسيس الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية لكن لتأسيس الجمهورية لا بد أن يكتمل بدعم و اعتراف دولي بالجمهورية الجديدة.

واللي دعمهم ضد المغرب كانت الجزائروهنا المغرب أحست أن الجزائر تعاديها بالرغم من انسحاب موريتانيا من الصحراء و سلمت حصتها للمغرب لانها لا تريد مشاكل مع المغرب ولا جمهورية البوليساريو واعترفت بجمهورية البوليساريو وموريتانيا فعلا لعبت دور. قالت للمغرب أنت تريدي الصحراء خديها وقالت ل البوليساريو أنتي تريدي اعتراف بجمهورية خدي الاعتراف و هنا المغرب سيطرت على 80 في المائة من الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية اللي هو الجزء المليء بالفوسفات وسابت مساحة العشرين في المائة لجبهة البوليساريو بس علي أن تفضل تحت السيادة ه المغربية .

لكن جبهة البوليساريو رفضت وتريد عمل استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة .

فالمغرب لتأكد سيطرتها على الصحراء الغربية و تلغي فكرة جمهورية البوليساريو عملت صفقه مع أمريكا تكسب من خلالها الاعتراف الأمريكي بتبعية الصحراء الغربية للأرضي المغربية مقابل تطبيع المغرب مع إسرائيل وفعلا المغرب طبعت مع إسرائيل و ثاني يوم أمريكا طلعت قرار أن الصحراء الغربية جزء من الأراضي المغربية.

ولم يتبقي إلا الدول الأوربية تعترف أن الصحراء الغربية جزء من الأراضي المغربية والدول الأوربية مسكت العصي من الوسط يعني عندك مثلا ألمانيا اسبانية هولندا النمسا المجر بولندا سلوفاكيا بلجيكا لم يعترفوا بشكل واضح بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية لكن أعلنوا تأييدهم لاقتراح المغرب بالحكم الذاتي لجبهة البوليساريو تحت السيادة المغربية يعني لا أغضبوا المغرب ولا جبهة البوليساريو وهنا فضلت فرنسا لم تعلن عن موقفها من الصحراء الغربية وقالت لا لن أعترف بسيادة المغربية على الصحراء الغربية. ورفعت فرنسا سقف علاقاتها مع الجزائر اللي المغرب علي خلاف معها.

وهنا المغرب تضايقت اكتر لكن طبعاً كلنا فاهمين ليه فرنسا تحتاج للجزائر.عشان تحميها من الهجرة غير الشرعية ومن أجل أن تضمن إمدادات النفط اللي قادم ليها من الجزائر بعد ما روسيا قطعت النفط عن أوربا فالجزائر بالنسبة لفرنسا مهمة جدا.

والمغرب رداً على الاستفزاز الفرنسي وقعت اتفاقيات تجارية وعسكريه مع روسيا والصين والهند وطلع ملك المغرب في تصريح رسمي وأعلن أن المغرب مش محمية تابعه لحد والمغرب حر في قراراته واختياراته .

وهنا المغرب وقعت مع هذه الدول لعدة أسباب.

أولا كل دولة من هذه الدول سوف تستغلها المغرب فمثلا روسيا لصوتها في مجلس الآمن من أجل أن تخدم على ملف الصحراء الغربية لو صدر أي قرار في أي وقت ضد المغرب تتطلب من روسيا ان تستخدم حق الفيتو وبالنسبة للهند فحجم التجارة بين المغرب والهند وصل لأربعة مليار دولار خصوصا لما تعرف أن غالبيته ثمن الفوسفات المغربي اللي طالع من الصحراء الغربية أما بالنسب للصين فالمغرب انضمت لمشروع الحزام والطريق الصيني ورفعت من حجم التبادل التجاري بينها وبين الصين لستة مليار دولار سنة 20/21 ولو جمعنا كل البلاد دول مع بعض اللي يحصل تلاقي أن تحالف المغرب مع الهند والصين وروسيا يبان في ظاهره تحالف تجاري لكن في باطنه تحالف سياسي وعسكري. والمغرب تحالف مع المحور الشرقي ضد ألكتله الغربية المكونة من أمريكا وأوربا وهذا يلخص تصرح ملك المغرب لما قال المغرب حر في اختياراته المغرب مش تابعه لحد واختياره لروسيا والصين والهند تحديدا معناه أن التحالف اكبر من مجرد تعاون تجاري.

الملك بهذا يعلن انضمامه لمحور الشرق ضد الغرب . والمغرب بدأ يتعامل مع فرنسا بحساسية شديدة ليست كما يتعامل مع بلجيكا اللي جهاز مخابرتها اتهم المغرب صراحة برشوة لأعضاء البرلمان الأوربي لأن المغرب كانت مستعمرة تحت الاحتلال الفرنسي حتى عام 56 فاستقلال المغرب عن فرنسا له تأثير مازال طاغيا على المغرب فمثلا تلاقي فرنسا هي أكبر مستثمر أجنبي في المغرب بقيمة تقديريه تتجاوز 8 مليون دولار وأكبر شريك اقتصادي بعدد ألف وثلاثمائة شركة فرنسيه في المغرب.

واللغة الفرنسية هي الأولي في المغرب وان لم تكن أهم من اللغة العربية وفرنسا هي أهم مصدر من مصادر العملة الصعبة في المغرب متمثله في تحويلات المغاربة في فرنسا إلا أن كل هذا بداء يدمر بعد ما فرنسا وقفت التأشيرات للمغاربة كنوع من معاقبه الملك وأرادت معاقبه حكومة المغرب ولكن العقاب الأشد أنها استغلت وجود مدير المخابرات المغربية في باريس واستدعته للمحكمة ولم تكتفي بذلك بل أهانه السفير المغربي في باريس عندما أرسلت إليه سبع ضباط من الشرطة الفرنسية ليبلغوه بقرار الاستدعاء لمدير المخابرات المغربية وأكيد طبعا المحكمة تعمل وفقا للأعراف الدبلوماسية فمن المفروض اللي يبلغ السفير المغربي بحاجة كهذه وزارة الخارجية الفرنسية فالموضع كان مهين جدا. المغرب اعتبرت اللي حصل أهانه دبلوماسية وكنوع من أنواع الرد المغرب سحبت السفير وجمدت القنوات الدبلوماسية ورغم محولات بعض المسولين الفرنسيين للتهدئة مع المغرب لدرجة استغلالهم للزلزال اللي حصل لدعم المغرب بالمساعدات كنوع من الترضية وتحسين العلاقات من جديد إلا أن ملك المغرب رفض المساعدات الفرنسية فالمغرب لم تستقبل مساعدات غير من أربع دول اسبانيا وبريطانيا وقطر والأمارات ورفضت جميع المساعدات من أي دول آخري ويستمر الحال كما هو علية إلي اليوم بين فرنسا والمغرب ما بين استفزاز وتهديد و وعيد. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى