المزيد

لماذا تغيرت المواقف الغربية(الأوروبية والأمريكية) في الآونة الأخيرة؟

لماذا تغيرت المواقف الغربية(الأوروبية والأمريكية)في الآونة الأخيرة؟

لقد تعودناوعلى مدار عقود خصوصاً في الألفية الأخيرة.أن الغرب دائماً مؤيد للعنف الإسرائيلي تجاه العرب معللين ذلك بالدفاع عن النفس!
بل إن الموضوع تطور إلى مشاركة بعض الغرب للصهاينة في تدمير واحتلال وسرقة العرب.
. تبدلت الأحوال.وأصبحنا نرى اليوم الدعم الغربي للعدو اللدود للصهاينة (مصر). أصبحنا نرى تأييداً غربيا لمصر في ملف ليبيا. ونرى التأييد الغربي الكامل لمصر في حقها المائي.

التأييد الكامل للرؤية والمبادرة المصرية في الملف الفلسطيني. إلخ
-العالم أجمع يعلم أن الصهاينة طرف في كل الملفات. سواء ملف سوريا أو العراق أو ليبيا أو سد النهضة أو القضية الفلسطينية أو أو أو. وكان الغرب دائما في صف الصهاينة في جميع الملفات. بل كانوا يساعدون الصهاينة بقواتهم في تلك الملفات أحيانا.
الآن.جميعهم بلا استثناء في صف مصر ويدعمون رؤيتها وتوجهها في كل تلك الملفات.
فماذا حدث.ماذا تغير لتتحول مواقف الغرب.

ومن يضمن أن ذلك التأييد للرؤية المصرية ليس فخا لفتح جبهات كثيرة لإرهاق مصر وإسقاطها.
في الخمسينات.رفضت فرنسا بشكل قاطع بيع طائرات حربية لمصر. وفي المقابل قامت فرنسا بدعم الإسرائيليين بكافة أنواع التسليح بما في ذلك النووي وبسعر منخفض مع أن مصر في ذلك الوقت كانت دولة مكتملة الأركان والإسرائيليين مجموعة بلطجية يحاولون إنشاء دولة.
حدث ذلك لأن فرنسا دولة عريقة وعميقة. وترى المستقبل جيداً. وقد رأت أن المستقبل القادم للصهاينة.فباتت تتودد لهم وتدعمهم أيما دعم.

هذا طبعاً بجانب السبب الآخر وهو دعم مصر للثورة الجزائرية والذي ردت عليه فرنسا بالإشتراك في العدوان الثلاثي ١٩٥٦.
وقد حدث ما توقعه الفرنسيون. فقد ساد الصهاينة وامتلكوا العالم وأصبحت المصالح تتوزع بناءا على رغباتهم.

وكان لفرنسا نصيب الأسد من الأمان والخيرات الصهيونية على كافة المستويات.
بعد ثورة يونيو ٢٠١٣ كانت فرنسا أول دولة أوروبية تدعم مصر تسليحيا لمواجهة الإرهاب أو بالأحرى لمواجهة الصهاينة لأن الإرهاب صنيعة الصهاينة.رافال وميستيرال وغيرها من الأسلحة التي احتاجتها مصر. وكان الرئيس الفرنسي هو الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر افتتاح قناة السويس الجديدة.
وقد دفعت فرنسا الثمن غاليا بمجموعة عمليات إرهابية قاسية في العمق الفرنسي.إلا أن ذلك لم يثنها عن مواصلة دعم مصر بالتسليح.
حدث ذلك لأن فرنسا دولة عريقة وعميقة. ترى المستقبل جيداً. وقد رأت أن المستقبل القادم للمصريين. فكانت أول المسارعين بحجز مكان في قطار المستقبل.
لم تنتظر فرنسا طويلاً لجني أولى ثمار دعم مصر.فقد قامت القوات الجوية المصرية ب استخدام الرافال الفرنسية في ضرب أحدث منظومة دفاع جوي في العالم (امريكية الصنع) في ليبيا والتي كانت تمتلكها تركيا.
ضربتها دون أن تراها رادارات المنظومة الدفاعية.ودون أي خسائر تذكر.
الضربة شاهدتها كل الأقمار الصناعية العالمية بدهشة ورعب.
نتائج الضربة وقتها رفعت أسهم الرافال الفرنسية للسماء وخفضت أسهم منظومة الدفاع الجوي الأمريكية إلى أدنى المستويات. فكان الطبيعي أن تهرول معظم دول العالم لطلب الرافال من فرنسا وبأي سعر كما رأينا في الآونة الأخيرة بعدما كانت الرافال لا وزن لها في سوق السلاح.وكان من نتائج الضربة أيضاً توقف أمريكا عن تزويد تركيا ب أي أسلحة لأجل غير مسمى.
إذن. السبب الأول في تغير مواقف الغرب.أن مصر تمتلك المستقبل. وذلك ما أدركته جيداً الدول العريقة ذات الرؤية المستقبلية السديدة.!

الأوروبيون والأمريكان قبل الربيع العربي كانوا يحصلون على الطاقة ب أسعار مرتفعة من الدول البترولية العربية!
عندما خطط الصهاينة للربيع العربي.كان العرض المقدم منهم للغرب أن يشاركوهم في إسقاط الشرق الأوسط والخليج. مقابل الحصول على الطاقة مجاناً.
لغة الأرقام بالنسبة للغرب تقول أن تكلفة الضربات العسكرية تساوي نصف تكلفة شراء الطاقة… ف إذا قمنا بالتعاون مع الصهاينة سنحصل على الطاقة بثمن الرصاصة. يعني بنصف تكلفته.
ولأن ثمن الرصاص أقل من ثمن البترول. إذن مشاركة الغرب للصهاينة في الربيع العبري عملية مربحة… لذلك شاركوا الصهاينة في الربيع العربي.
الآن وقد توقف البترول المجاني.أصبح استخدام الرصاص تكلفة بدون عائد.لذلك قرر الغرب الإبتعاد عن أي صراعات تستدعي تدخلات عسكرية. والعودة لشراء الطاقة ب أسعارها.! لأن الرصاصة لم تعد تأتي بشيء.
لذلك ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا وامريكا وبالتالي ارتفعت أسعار السلع والضرائب ورأينا مظاهرات في بلدان كثيرة تطالب بخفض الأسعار وخفض الضرائب.!
إذن السبب الثاني لتغير مواقف الغرب. أن التعاون مع الصهاينة أصبح مكلفاً وبدون عائد
مصر الراعي الرسمي لتسييل الغاز.والقناة الشرعية الوحيدة لحصول الغرب على الغاز المسيل.
مصر وضعت خطاً أحمر على سرت الجفرة في ليبيا. ولمن لا يعلم.فإن هذا الخط لم يرسم اعتباطاً . فبمراجعة الأماكن الرئيسية للبترول الليبي ستجده داخل حدود الخط الأحمر. يعني مصر بطريق غير مباشر قالت: بترول ليبيا تحت حمايتنا.
ولمن لا يعلم أيضاً.فمعظم أوروبا إن لم يكن جميعها تعتمد اعتماداً رئيسياً على بترول ليبيا.
. لذلك وبعدما فرضت مصر الحماية على البترول الليبي فقد توفى إلى رحمة الله ريجيني الإيطالي. وتغيرت لغة أوروبا كاملة تجاه مصر. بل تغيرت الحكومة الليبية نفسها.

وحذفت كلمة ليبيا من قاموس أردوغان ولم يعد ينطق باسم ليبيا!
الدول الأفريقية تفوض مصر في عقد أي شراكات استثمارية بين دول أفريقيا ودول أوروبا.
ما حدث في ملف الغاز. وفي ملف ليبيا وفي ملف الاستثمار في أفريقيا. جعل مصالح الأوربيين والأمريكان. على الأقل مصالحهم التي تتعلق بالطاقة والاستثمار في أفريقيا.جعلها في يد مصر.
وبالتالي فالسبب الثالث من أسباب تغير مواقف الغرب هو المصالح
ما ظهر من القوات المسلحة المصرية يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ . والذي لا تعلمه الشعوب ولكن تعلمه جيداً الحكومات وقادة الجيوش.والذي جعل الأسطول الأمريكي ينسحب من البحر الأحمر.
وما حدث من ضربات جوية مصرية في ليبيا لتمركزات الإرهاب ومخازن الأسلحة والتجمعات انتقاماً لاستشهاد ٢١ مصرياً على يد الدواعش.
وما حدث من ضربات جوية مصرية لمنظومة الدفاع الجوية الأمريكية التي تمتلكها تركيا في ليبيا.وما قامت به القوات المسلحة المصرية والشرطة من بطولات على مدار ٧ سنوات متواصلة من حرب شوارع مع منتخب العالم للإرهاب وتأمين وصد هجمات غاشمة على المحاور الأربعة.
الصفقات التسليحية التي أبرمتها مصر خلال السنوات السبع الماضية بالإضافة لما أنتجته المصانع الحربية المصرية.
القواعد العسكرية الرهيبة التي أقامتها مصر خلال الفترة الأخيرة.
المناورات العسكرية المشتركة التي تقوم بها مصر مع العديد من دول العالم. والتي تصل أحياناً لأربع مناورات في وقت واحد في بلاد مختلفة.
كل ما سبق جعل الجميع يوقن أن مصر تمتلك جيشاً لا يقهر. وأن مصر تستطيع حماية مصالحها ومصالح الغير لديها. وأن أي طاولة مفاوضات تتعلق بالمنطقة سيكون عليها مسدس مصر.
وبالتالي.فالسبب الرابع لتغير مواقف الغرب هو تغير ميزان القوة لصالح مصر…. والعفي محدش يقدر ياكل لقمته.
إذن.بلغة المستقبل.بلغة المصالح.بلغة القوة
بكل لغات العالم. إللي في صف مصر كسبان. واللي في صف أعدائها لا مستقبل له ولا مصالح ومهدد في أمنه القومي.
عندما يقوم الغرب بعمل مقارنة الآن بين مصر والكيان المحتل.سيجد أن مصر بفضل الله تمتلك القوة.تمتلك مصالح المنطقة. تمتلك رسم المستقبل.
أما الكيان المحتل الآن.فلا يمتلك إلا أوراق ملكية لبعض أراضي فلسطين التي اشتراها المشتتون من بعض الفلسطينيين. والتي تطالب مصر ب إقامة دولتهم عليها وتطالب بإعادة كل أراضي فلسطين المحتلة وإقامة دولة فلسطينية عليها.
نهايه الكلام ده عشان اطمن كل مصري قلقان على بلده من تحركاتها الأخيرة الجريئة تجاه القضية الفلسطينية.فالتحرك الأخير هو خطوة طبيعية في اتجاه الطريق المرسوم. واللي اتكلمنا عليه قبل كده كتير.
تحرير مصر.ثم تحرير دول المنطقة. ثم التخلص من الذراع الأول للصهاينة وهو المرتزقة وكلاب النار. ثم امتلاك المصالح لتجريد العدو من سلاح الغرب الذي لا يعرف إلا لغة المصالح. ثم تحييد القوى العظمى.ثم حل القضية الفلسطينية. ثم الوصول بمصر دولة عظمى في المنطقة.
إذن.وبالنظر للفقرة السابقة. فإن خطوة القضية الفلسطينية طبيعية جداً وفي السياق. وستحقق مصر فيها ما تريد.كما فعلت في الخطوات السابقة.
أمام إسرائيل تحديان كبيران. الأول الخلاص من العفريت الذي احضرته بيدها(حماس).ثم إخلاء المستوطنات والعودة لحدود ٦٧.
وأمام حماس خياران لا ثالث لهما.إما خوض معركة تحرير حقيقية ضد الكيان المحتل ليستمر وجودها. وإما الانطواء تحت العلم الفلسطيني كقوات مسلحة تحت قيادة الحكومة الفلسطينية.
ونحن المصريون نراقب ونحن نبني مصر ٢٠٣٠.
أما عن سد النهضة.هذا الجدار الوهمي المسمى سياسياً سد. ما هو إلا ورقة سياسية استفادت منها إثيوبيا كثيراً. واستفادت منها مصر أكثر بكثير. استفادت منها مصر داخلياً وإقليمياً ودولياً.
حيث لا مفر أمام القيادة الإثيوبية من ملء السد.ولأنه ليس سدا فلن يستطيعوا فعل ذلك.
ولأن مصر أمامها فلابد له أن ينتهي.
أن موضوع السد سينتهي ب أحد الاحتمالين:
إما رضوخ إثيوبي.والعودة للتعاون مع مصر.
وإما تغيير الحكومة الإثيوبية جميعها بانقلاب أو ثورة غاشمة.
ومن الواضح أن الاحتمال الأول أصبح صعباً.

فاستسلام الحكومة الإثيوبية لطلبات مصر يعد انتحارا شعبياً لتلك الحكومة.وأظن أن أبي أحمد أبلغ بايدن أن التراجع أصبح مستحيلاً. لذلك. حدث الاتصال الثاني بين بايدن والرئيس السيسي.

فبعد الاتفاق المصري الأمريكي الأخير. وبعد تبني الغرب لحقوق مصر. أصبحت الحكومة الإثيوبية عارية تماماً.ومن أجل إرضاء مصر سيتم التضحية بأبي أحمد الذي كنت أظنه في بداية حكمه مواليا لمصر.
إذن نحن أمام أيام معدودات للحكومة الإثيوبية الحالية.
ولن تستخدم مصر قوتها العسكرية في أي ملف عالق. لأنها قوات رشيدة.وتعلم مصر جيداً أن ملف سد النهضة أقل بكثير من إطلاق رصاصة تجاهه.
وإذا كانت مصر لن تستخدم قوتها العسكرية إلا في أضيق الحدود.فلماذا إذن كل ذلك التسليح وكل تلك المناورات العسكرية.
إن القوة العسكرية ضرورية للردع وتحقيق الأهداف السياسية وحماية المصالح.
فكم من معارك سياسية ربحتها أمريكا بمجرد تحريك حاملة طائرات في اتجاه منطقة الهدف السياسي.

وكم من مكتسبات اقتصادية حمتها روسيا بمجرد حشد قواتها البحرية تجاه تلك المكتسبات.وكم من قلق ورعب دب في قلوب أعداء كوريا الشمالية بمجرد تجربة إطلاق صاروخ.غاز المتوسط.خط أحمر في ليبيا.عدم اجتياح غزة.تلك بعض المصالح والمكتسبات والجولات التي ربحتها مصر فقط بقوة الردع دون إطلاق رصاصة واحدة.
أيها المصري المرابط.كن مطمئناً. كن واثقاً فأنت بصدد حقبة مصرية خالصة..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى