أراء وتحقيقات

مؤسسات الإخوان في بريطانيا.. خطرٌ يُهدد الإنجليز

مؤسسات الإخوان في بريطانيا.. خطرٌ يُهدد الإنجليز

ما إن تحطُّ عناصر الإخوان رحالها في أي مجتمع جديد حتى يسعوا بكل ما أوتوا من قوة لتثبيت قواعدهم في تلك المجتمعات، وترسيخ وجودهم في محطتهم الجديدة، تحركهم في ذلك سياسة بغيضة تربوا عليها منذ نعومة أظافرهم، وهي سياسة ناعمة هدفها التمكين وصولًا لأستاذية العالم، حسبما تزخر أدبياتهم العديدة بهذين المصطلحين.
وفي بريطانيا تحديدًا، التي اعترفت حكومتها أخيرًا بأن جماعة الإخوان «تكون مؤشرًا ممكنًا للتطرف»، رغم أنها لم تعلنها جماعة إرهابية صريحة، استطاع الإخوان تعميق جذورهم عبر مؤسسات خيرية تتخذ من الإسلام ستارًا لتخفي به حقيقة نواياها.

فوفقا لما جاء في تقرير أعدته الحكومة البريطانية، حول نشاطات حركة الإخوان، فإن عضوية الحركة أو الارتباط بها يجب أن تُعد مؤشرًا ممكنًا للتطرف، ولكن التقرير خلص أيضًا إلى أنه لا ينبغي تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية ولا ينبغي حظرها. وخلص التقرير إلى أن لفروع الجماعة صلةً بما وصفه بالتطرف العنيف، لكن قرار حظر الجماعة من عدمه في بريطانيا مازال قيد المراجعة.

وتستغل الجماعة هذه الرؤية البريطانية، في تعميق وجودها في لندن، من خلال منظمات إخوانية وشخصيات على صلة بالجماعة، للتأثير على القرار الأوروبي، ودعم مخططات التنظيم الدولي في المنطقة العربية.

وفي 2017، أصدر المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، التي تديره الباحثة الحقوقية داليا زيادة، دراسة توثيقية، تتضمن 26 منظمة (ما بين مؤسسة ومركز بحثي) تابعة لجماعة الإخوان تعمل في بريطانيا لتنفيذ استراتيجية التنظيم، إضافة إلى عدد من الشخصيات الإخوانية.

ومن تلك المؤسسات صندوق الإغاثة والتنمية الفلسطيني، وهو مؤسسة معروفة عالميًّا باسم «أنتربال»، ويترأسها عصام مصطفى عضو الهيئة التنفيذية في حركة حماس، والمؤسسة عضو في «ائتلاف الخير» الذي يترأسه يوسف القرضاوي.

كما يعمل أيضًا المجلس الإسلامي في بريطانيا تحت لواء المؤسسات الإخوانية في بلاد الإنجليز، وهو أكبر منظمة دعم سياسي تعمل باسم المسلمين في بريطانيا، تأسست عام 1997 على يد قيادات جماعة الإخوان، وبمساعدة شبكة المودودي الباكستانية، وهي منظمة ظلت ترعى تحتها أكثر من (500) مؤسسة إسلامية منتشرة في جميع أنحاء بريطانيا، وفي عام 2009 قررت بريطانيا وضعها تحت الرقابة، على خلفية دعمها لعمليات العنف المسلح.

وكذلك مؤسسة قرطبة للحوار العربى الأوروبي، وهي منظمة دعم حقوقي وسياسي، يديرها أنس أسامة التكريتي، مؤسس أغلب المنظمات الإخوانية في بريطانيا في الفترة من 1997 إلى الآن، وقد سبق ووصف ديفيد كاميرون رئيس الوزراء السابق مؤسسة قرطبة بأنها «واجهة سياسية لجماعة الإخوان المسلمين داخل بريطانيا».

ومن بين المؤسسات أيضًا، الرابطة الإسلامية في بريطانيا، والتي تأسست عام 1997 تحت ادعاء تشجيع المسلمين في بريطانيا على المشاركة في العمل السياسي، ما جعلها المنظمة الأقوى بين المنظمات الإخوانية هناك، وتعرف المنظمة نفسها على أنها منظمة سُنية تتبع فكر ومنهج جماعة الإخوان، وترأسها إخواني من أصل عراقي.

ولا تعمل المنظمات فرادى، لكنها تضم تحت لوائها مؤسسات متعددة؛ حيث يضم منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامي كمظلة لدعم وتمويل 10 مؤسسات بريطانية كلها تنتمي لجماعة الإخوان.

وكذلك تشغل جماعة الإخوان الجناح العسكري لحركة حماس في أوروبا «مركز العودة الفلسطيني» لصالحها، وله صلات واسعة وتأثير قوي على صناع القرار في بريطانيا.

كما تعمل منظمة ميدل إيست مونيتور، وهي مؤسسة إعلامية، مع الإخوان، وتدافع عن مصالحهم، وقد تأسست في بداية عام 2014 في بريطانيا بعد سقوط نظام الإخوان في مصر، وهروب عدد كبير من القيادات إلى أوروبا.

إضافة إلى المبادرة البريطانية الإسلامية، وهي مؤسسة مناصرة سياسية تأسست عام 2007 تحت عنوان الدفاع عن المسلمين في بريطانيا ضد الإسلاموفوبيا، وقام بتأسيسها كل من أسامة التكريتي.

كما يوجد «ائتلاف الخير»، وهي منظمة دولية يترأسها يوسف القرضاوي، وأمينها العام ومؤسسها هو عصام مصطفى رئيس «أنتربال»، ويضم «ائتلاف الخير» 52 مؤسسة تعمل في أمريكا وأوروبا من أجل جمع الأموال للقيام بأنشطة جهادية.

ووفقًا للدراسة، تأسست المنظمة بعد خطاب شهير في بريطانيا، قال فيه «القرضاوي» إن على المسلمين أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ضد غير المسلمين في الغرب، وفي 12 نوفمبر 2008، قامت الخزانة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيفها كمنظمة إرهابية على خلفية تورطها في تمويل ودعم أعمال العنف في الشرق الأوسط.

كما تعمل تحت لواء الإخوان، منظمة الإغاثة الإسلامية حول العالم، هي واحدة من أقدم المؤسسات الإسلامية في العالم؛ حيث تأسست في بريطانيا كمنظمة دولية عام 1984 على يد الإخواني المصري هاني البنا، وتم الكشف مؤخرًا عن أنها كانت تستغل تلك الأموال في دعم أنشطة إرهابية في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان.

وكذلك شركة الأمانة الأوروبية، وهي شركة إدارة أوقاف تأسست في لندن عام 1996 بواسطة «اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا»، وهي منظمة إخوانية معروفة، تُغيِّر اسمها في عام 2003 إلى أمانة أوروبا، وتعمل على جَمْع الأموال في جميع أنحاء أوروبا.

كما تعمل منظمة اتحاد المنظمات الطلابية الإسلامية، على استقطاب الطلاب المسلمين في الجامعات الإنجليزية، وتضم بداخلها أكثر من 40 منظمة فرعية وأسرة طلابية.

وعام 1990 تأسست منظمة المجتمع الإسلامي في بريطاني على يد عدد من الإخوان، وتضم منظمة المجتمع الإسلامي في بريطانيا جمعية فرعية أخرى اسمها «الشبان المسلمين»، وتعمل في بريطانيا على تجنيد واستقطاب الشباب في الجامعات البريطانية للانضمام للجماعة وتأييد فكرها.

كما تستغل جماعة الإخوان، معهد الفكر الإسلامي السياسي، وهو مركز بحثي مستقل أسَّسَه عزام التميمي عام 2002 وعمل مديرًا له حتى عام 2008، قبل أن ينتقل للعمل كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير لقناة الحوار التي تبث من لندن باللغة الإنجليزية،كما تعد قناة الحوار إحدى أداوات التنظيم في أوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى