المزيد

ما حكم السخرية من الأشخاص عن طريق «الكوميكس»؟

ما حكم السخرية من الأشخاص عن طريق «الكوميكس»؟

انتشرت في الأونة الأخيرة العديد من وسائل الكوميديا على السوشيال ميديا، التي يأتي على رأسها ما يعرف باسم «الكوميكس»، وتختلف أساليبه، لكن عدد كبير منها يستهدف السخرية من شخص أو فعل معين؛ فهي عبارة عن رسم توضيحي للتعبير عن الأفكار باستخدام صورةٍ أو أكثر يظهر فيها إشارة لنص أو حدث أو شخص يفهمه الناظر لهذه الصور، والهدف منه نسج قصة ذات مفهوم باستخدام الكلام، أو التعليقات، أو المحاكاة الصوتية وغيرها من الأدوات.

ونظرا لانتشار «الكوميكس» على السوشيال ميديا في الأونة الأخيرة، فقد انتاب بعض المسلمين تساؤلات حول الحكم الشرعي لذلك، وهو ما أوضحته دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي.

رد الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية على حكم السخرية من الأشخاص عن طريق الكوميكس، قائلا: «تصوير وبث فيديوهات وصور على شكل كوميكس تسخر من الأشخاص أمر مذموم شرعًا، ومُجَرَّم قانونًا».

كما يزداد الأمر ذمًا وجرمًا عندما يتعلق الكوميكس بالأشخاص الذين يتصدَّرون لاحتواء الأزمات الصحية والبيئية والاقتصادية في بلادنا؛ لا سيما أَنَّ أوقات الأزمات تستدعي أصالةً توافر الجهود من أبناء المجتمع والتفافهم كلُحْمَة واحدة في مواجهة التحديات والصعوبات؛ وليس من أخلاق المسلم التَّذَمُّر أوقات الأزمات والسخرية ممن هو قائم على حَلِّها أو التقليل مِن شأنه دون تقديم أي جُهْدٍ إيجابي يساعد في حَلِّ الأزمات واحتوائها.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن حرية التعبير عند المسلمين، يجب أن تكون منظبطة وتراعي عدة أشياء، منها المنع من التَّهَكُّم وازدراء الغير على سبيل السخرية، ولو بصورةٍ أو تعليقٍ، مستدلا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾.

كما استدل المفتي بالحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ»، قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى