بن غفير يصفع يهود الولايات المتحدة على وجوههم
بن غفير يصفع يهود الولايات المتحدة على وجوههم
اعداد/جمال حلمي
غضب عارم من الجالية اليهودية في امريكا بسبب حكومة نتنياهو المتطرفة بعد أن جمع صندوق الطوارئ في وقت قصير، تبرعات تفوق الـ 700 مليون دولار،
كانت الجالية اليهودية في إسرائيل تأمل بإمكانية إعادة ترميم وتجديد العلاقة بين إسرائيل والجالية بعد أعوام من تردّي العلاقات بينهما في ظل حُكم نتنياهو، لأسباب تتعلق بنهجه السياسي، والإكراه الديني الذي سمح لشركائه في التيار الحريدي بقمع التيارات الدينية اليهودية المركزية في الولايات المتحدة، وأخيراً: دعمه لدونالد ترامب. هذا الاحتمال كان من شأنه وضع حد للأزمة، والشقاق والانفصال اللذين أصابا العلاقات بين إسرائيل والأغلبية العظمى والرائدة من يهود أميركا، على مدار الأعوام الماضية.
مَن يعرّض ترميم العلاقات للخطر هو الوزير بن غفير. إن بن غفير هو الوريث الأيديولوجي لمئير كهانا، وهو شخصية سيئة السمعة في تاريخ الجالية اليهودية الأميركية، لقد غذّى بن غفير عداء يهود أميركا للحكومة الإسرائيلية اليمينية – الدينية – المتطرفة، الحاكمة حالياً، التي تثير ضيق الأغلبية العظمى والحاسمة من يهود الولايات المتحدة، فهؤلاء يتماهون مع الليبرالية، وتُعتبر تجمّعاتهم معقلاً لليبراليين. إن هجوم بن غفير على الرئيس جو بايدن في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة “وول ستريت جورنال”، كان حاداً وتفاقم الاحتقار الذي يشعر به يهود الجالية الأميركية لشخصية بن غفير، ووجوده كوزير في الحكومة.
لقد ردّ كبار المسئولين اليهود وشخصياتهم الاعتبارية بصورة قاسية وغضب جارف على تصريحات بن غفير ضد بايدن، وبالمناسبة، هم أشخاص معروفون بالاعتدال والحذر في لغتهم، وبصورة خاصة إزاء القضايا المتعلقة بإسرائيل. لم يعبّر هؤلاء في ردودهم عن غضبهم فقط بشأن المساس ببايدن، بصفته الرئيس الديمقراطي الذي صوتوا له، بل تركّز غضبهم على أن وزيراً إسرائيلياً أهان وذلّ أكثر الرؤساء الأميركيين وداً لإسرائيل في تاريخ البيت الأبيض، فهو “رئيس ساعد إسرائيل في حربها ضد ’حماس’، ليس بالكلمات والتصريحات المساندة فقط، بل بإرسال السلاح والذخائر”، حسبما قال مسئول كبير في الجالية اليهودية.
“عليك أن تكون مصاباً بلوثة عقلية لكي تهاجم رئيساً مثل بايدن”، حسبما صرّح أبراهام (إيف) فوكسمان، وهو يغلي من الغضب. يُعتبر فوكسمان إحدى أهم الشخصيات الاعتبارية في الجالية، وشخصاً معتدلاً. ” ويضيف: “إنه أمر خطِر، ويُزعزع العلاقات الحيوية بين إسرائيل والولايات المتحدة، أن يعبث بهذه العلاقات ساسة إسرائيليون، مثل بن غفير وسموتريتش، وأن يُظهروا تطرُّفهم من خلال استهداف الولايات المتحدة. بايدن دعم إسرائيل بالأفعال، لا بالأقوال، وهو الجهة الرئيسية والأهم في تقديم الدعم لإسرائيل في الساحة الدولية”.
فوكسمان الذي لا تزال تربطه علاقات بنتنياهو، قال في حديث لصحيفة “معاريف”: “لا يكفي أن يقوم نتنياهو بكيل المديح لبايدن، رداً على اليمين المتطرف في البلد. على نتنياهو أن يدين ويرفض بصورة شخصية تصريحات بن غفير التي تعرّض المصالح الإسرائيلية للخطر. لقد آن الأوان ليتبنى نتنياهو خطاً واضحاً ومباشراً، مفاده أن أرض إسرائيل وشعب إسرائيل والولايات المتحدة جسد واحد”.
وردّاً على تصريحات بن غفير تجاه بايدن، عبّر كبار زعماء الجالية عن غضبهم من نتنياهو تحديداً، فهم يزعمون أنه “المسئول عن تحول شخصية مثيرة للريبة، مثل بن غفير، إلى شخصية رئيسية تمثل إسرائيل”. وصرّح إريك يوفيه، الذي خدم على مدار سنوات طويلة رئيساً للحركة الإصلاحية، وهو ناشط سياسي، ويُظهر اهتماماً كبيراً بالجالية، لصحيفة “معاريف”، قائلاً: “سيُسجل اسم نتنياهو في كتب التاريخ، إلى جانب مسؤوليته عن كارثة السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بأنه مَن قام بتقوية بن غفير، العنصري الذي قام بتسميم العلاقات الإسرائيلية بالمجتمع الدولي، وهو يتسبب بزعزعة الدعم الأميركي الحيوي لإسرائيل، ويُحرج يهود الولايات المتحدة. إن بن غفير عار على الصهيونية، وهو يمثل تهديداً حقيقياً لوجود إسرائيل. وكان يتوجب على نتنياهو إطاحته منذ وقت بعيد”.
“لكن دعم الرئيس بايدن لإسرائيل سيستمر. وبن غفير أضعف من اللازم، وهو هامشي وعديم الأهمية، ولا يمكنه المساس بصداقة بايدن لإسرائيل. إن بن غفير قادر، وربما معنيّ، ويسعى للإضرار والتخريب ومنع فتح صفحة جديدة في العلاقة بين إسرائيل والمجتمع اليهودي الكبير في الولايات المتحدة. هذه الجالية تُعتبر معقل الليبرالية.