نفى محمد إبراهيم مكاوي، القيادي بتنظيم القاعدة لسلطات المطار المصرية، ما رددته الأجهزة الأمنية والإعلامية المصرية عن كونه الرجل الثالث بتنظيم القاعدة والملقب بـ “سيف العدل”.
وقال مكاوي أثناء التحقيق معه: “علاقتي بالتنظيم وأسامة بن لادن انقطعت قبل عدة أعوام لعدم اقتناعي بأفكارهم، وشعوري بأنهم صناعة أمريكية”.
وأكد مكاوي في تصريحاته التي أدلى بها في مطار القاهرة، “لم أشارك بالتخطيط أو تنفيذ أي مخططات خاصة بهم على مدار السنوات التي عشتها في أفغانستان وباكستان، وهذه الشائعة تقف خلفها الجهات الأمنية والاستخباراتية بمصر إبان حكم الرئيس السابق وجهاز أمن الدولة”.
وحول قصة عودته الى مصر، قال مكاوي “بعد ثورة 25 يناير سقطت بعض الأحكام العسكرية عن مجموعة من القيادات، وأصبحت لدي ثقة في القضاء المصري. كما أنني لست مطلوبا في أي قضية ولم تصدر ضدي أية أحكام، ولهذا فكرت في العودة”.
أما عن قصة خروجه من مصر، فأوضح مكاوي قائلا: “كنت أعمل ضابطًا بالقوات المسلحة وتقدمت باستقالتي بعد اتفاقية كامب ديفيد، ولم تقبل الاستقالة خوفا من إثارة الرأي العام داخل الجيش المصري أو إثارة الجماهير بما يؤثر على إتمام الاتفاقية، وبدأت المشاكل بعد ذلك، وتم اعتقالي واتهامي بقلب نظام الحكم، ثم أفرج عني لأنها كانت قضية ملفقة، وتم نقلي بعدة أماكن بالقوات المسلحة وسافرت إلي السعودية ثم أفغانستان، وانضممت لمجاهدي أفغانستان وتزوجت وأنجبت خمسة أطفال”.
مكاوي: لست “سيف العدل”
وأضاف مكاوي: “إنني على استعداد لمواجهة أي جهة أمنية تستطيع أن تثبت أنني “سيف العدل” فهو شخص آخر يدعي “محمد صلاح زيدان” كان ضابطا احتياطيا سابقا بالقوات المسلحة، وتقمص شخصيتي وادعى أنني هو”.
واتهم مكاوي، الجهات الأمنية المصرية، بأنها هي التي سربت قاعدة البيانات الخاصة به، بالرغم من أنها تعلم جيداً شخصيته.
وتابع: “بعد مقتل بن لادن، قيل إنه تم تعييني زعيماً لتنظيم القاعدة، لكنني كذّبت في وقتها هذا الكلام عبر عدة أحاديث صحفية، لكن للأسف تم بتر الحقيقة”.
وعن كيفية عودته للبلاد، قال إنه اتصل بالقنصلية المصرية في باكستان طالبا العودة لمصر، وترك هواتف أسرته وطلب ضمانات خاصة لدى عودته لمصر بعدم التحقيق معه، لكنهم لم يقدموا له أي ضمانات، ثم اتصلوا به لترتيب عودته، وحجزوا تذكرة عودته للقاهرة على أن يسددها في وقت لاحق.
وقال: “تعرضت لأكثر من خمس محاولات لاغتيالي، وتم خطف أحد أبنائي حتى لا أتكلم عن الأفعال المشينة للولايات المتحدة وإسرائيل، وعدت إلى مصر بعد أن ضاق بي العيش هناك، ولعدم وجود موارد مالية خاصة بعد قطع معاشي من القوات المسلحة منذ عامين، وكان ذلك أحد العوامل الرئيسية للعودة.
أسرار مكاوي
هذا وقد كشف نزار غراب محامي الجماعات الإسلامية والنائب في مجلس الشعب تفاصيل جديدة عن شخصية محمد إبراهيم مكاوي المدرب في تنظيم القاعدة الذي قبضت عليه السلطات المصرية اليوم الأربعاء في مطار القاهرة قادما من باكستان عبر الإمارات وسلمته لنيابة أمن الدولة العليا.
وقال “إن محمد إبراهيم مكاوي” المقبوض عليه اليوم هو المكنى بأبو المنذر” كان ضابطا في سلاح الصاعقة المصري في ثمانينات القرن الماضي” نافيا بذلك أنباء أولية تداولتها وسائل الإعلام في القاهرة بأنه سيف العدل. وقال إن الأخير هو الضابط السابق بسلاح المظلات محمد صلاح الدين زيدان المتزوج من ابنة القيادي الجهادي أبو الوليد مصطفى حامد وكان ضابطا في سلاح المظلات.
وأكد نزار غراب “أن مكاوي والمكنى بأبي المنذر الذي تم القبض عليه اليوم سافر من مصر إلى أفغانستان عام 1987 وكان قد تم اعتقاله قبل ذلك، وكان منتميا لخلية جهادية في مصر يتزعمها القياديان عصام القمري الذي كان برتبة رائد في سلاح المدرعات المصري وعبدالعزيز الجمل المتهم حاليا في قضية العائدين من ألبانيا.
وأضاف نزار غراب “انضم أبو المنذر أو مكاوي إلى تنظيم القاعدة عام 1988 حينما كان السفر للجهاد في أفغانستان مسموحا به، لكنه اختلف مع قيادات القاعدة واتهمهم بقتل أعضاء التنظيم في عمليات فاشلة وغير مدروسة”.
مؤشر على انهيار فكر “القاعدة”
وقال د.ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية إن مكاوي ليس محكوما عليه في أي قضية داخل مصر، كما أنه جاء بعد يومين من الإفراج الصحي عن القيادي السابق في تنظيم الجهاد محمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الأسبق أنور السادات”.
وينتهي د.ناجح ابراهيم إلى نتيجة ودلالة هامة من عودة بعض رموز تنظيم القاعدة مثل شوقي الإسلامبولي ومكاوي إلى مصر، بأنها مؤشر على انهيار وتفكيك فكر وتنظيم القاعدة بعد ثورات الربيع العربي، وأن هذه الثورات أكدت فشل عنف القاعدة في التغيير وخلخلة فكرها، بل أثبت هذا العنف ضرره البالغ من حيث استنزافه لسنوات عمر هذه القيادات دون تحقيق أي جدوى.