مصر تضرب تركيا وإثيوبيا بحجر واحد عبر السودان باصطياد الإخوان
مصر تضرب تركيا وإثيوبيا بحجر واحد عبر السودان باصطياد الإخوان
يبدو أن النزاع الإقليمى الذى أججته إثيوبيا وتركيا بالمنطقة لم ينته بعد بل بدأت فصول جديدة منه سوف يكون للدولة المصرية اليد العليا به،فأديس أبابا وأنقرة يسعان إلى استدعاء مزامير الشيطان بتلك الحرب الضروس التى أصبحت الجوانب النفسية الملوثة إحدى مرتكزاتها،وذلك لتصب فى تحقيق مكاسب ونفوذ إقليمية دون شن أى خطوة بالميدان قد تتكبد على إثرها أى دولة لأى نوع من الخسائر،فالتوجه التركى الإثيوبى نحو القاهرة استهدف فى الأساس السعى لتحريك الموقف المصرى تجاه الإمام دون استراتيجية محددة من أجل توريطها بموقف إقليمي يغير من تواجدها بالمعادلة العربية والأفريقيه.
بينما تسعى مصر تجاه قضاياها القومية والأمنية بوجه خاص عن كثب وبشكل حثيث دون أن تهيم على وجهها كما يفعل أردوغان وآبى أحمد،فخطى هؤلاء الموتورين ومن بينهم قطر نحو قاعدة خلق النزاعات بشكل متسارع لم يتأت سوى بانسحاب تكتيكى للموقف المصرى،تجلى بروية الدبلوماسية المصرية بشأن تلك النزاعات والتى قوبلت بمسار موازى للجعجعة التركية و التعنت الإثيوبى وكشف الذيل القطرى، فدخول الفئران المصيدة المصرية خطوة قد دخلت حيز التنفيذ بالفعل بهدف صدور حكم ضدهم عبر مشروع عقابى شديد.
فالبعض الذين ينتقدون الموقف المصرى بشأن عدم سرعة التحرك إزاء الصدام بتركيا وإثيوبيا وما يفعلونه بمحيط النفوذ المصرى،قد خفى عليهم أن خطط المواجهة المصرية حظيت بالكتمان للاحتفاظ بعنصر المفاجأه،وذلك كأحد عقائد الدفاع عن الأمن القومى بشتى ميادينه والتى تستتبع الضربات المزدوجة المؤلمة التى تترك أثرا بليغا جراء ذلك،فيما تظل تلك التهديدات الإثيوبية والتركية والقطرية تستهدف إغواء واستفزاز الجانب المصرى لإطلاق الرصاصة الأولى لتوجيه أعين المجتمع الدولى نحو القاهرة،ولكن فوهة الذخائر المصرية مازالت فى وضع الاستعداد بينما قاربت دخائر معسكر الشر على النفاذ،فنستطيع القول أن القاهرة بدأت ضرب العصفورين التركى والإثيوبى بحجر واحد عبر دولة السودان.
حيث عقد لقاء عسكرى مشترك بين الجانب المصرى ونظيره السودانى من أجل التباحث حول عدة قضايا تهم الطرفين خلال الأيام السابقة،والتى سبقها زيارة لرئيس مجلس السيادة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة للاجتماع بالرئيس عبد الفتاح السيسى، ذلك بهدف توطيد العلاقات بين البلدين على الصعيد الأمنى والعسكرى،وعلى هامش مؤتمر صحفى ثنائى جمع الطرفان المصرى والسودانى، وصف رئيس أركان الجيش السودانى محمد عثمان الحسين نتائج المباحثات “بالمذهلة” والتى ستسفر عن تفاهمات عديدة بين الجانبين خلال الأيام القادمة ،وبالمقابل أكد رئيس أركان حرب الجيش المصرى الفربق محمد فريد خلال هذا المؤتمر الصحفى عن حدوث طفرة نوعية بين البلدين على مستوى تأمين الحدود والتدريب وتبادل المعلومات.
وفى نفس السياق صرح الخبير العسكرى و الإستراتيجي اللواء حسام سويلم أن العلاقات المصرية السودانية ترتكز على ثلاث أسس قوية تستهدف استقرار البلدين فى الأساس،ويضيف سويلم بمقتضى هذا التعاون الثنائى سوف تستفيد السودان كثيرا من خلال الدور المصرى الذى يمكن أن تلعبه مصر تجاه ما تتعرض له الخرطوم من سيول وفيضانات،فى وقت تشير كثيرا من الأبحاث أن سد النهضة قد وصل لمرحلة خطيرة للغاية،وأن نسبه انهياره فاقت ٨٠ ٪ وسط عمليات ترميمية وفنية من الجانب الإثيوبى تفاديا لحدوث ذلك، مضيفا أن القاهرة والخرطوم يعكفان على دراسة ذلك لوضع خطط إنقاذ مشتركة لما قد يتضرر منه الاخير ،ويستطرد سويلم أن السودان استفادت كثيرا من تبادل المعلومات مع الجانب المصرى حول ما يحاك ضدها من خطط خبيثة بمحيطها الحدودى،ويبين سويلم أن التعاون بين الجانبين سوف يضمن استقرار السودان عبر العلاقات المصرية مع الجنوب والتى كان أخرها زيارة قام بها وزير الخارجية المصرى سامح شكرى إلى جوبا،منهيا حديثه بأن القاهرة تدرس كذلك عبر تلك المباحثات تسليم قيادات من الإخوان الإرهابية المتورطين بالتحريض وأعمال عنف ضد الدولة المصرية.
ويمكننا من هذا المنطلق أن نؤكد سعى القاهرة نحو العمل على خواء السياسة التركية بالمنطقة بضرب الإخوان بدول الجوار الليبى فى وقت يتنامى فيه نفوذ إخوان ليبيا بالمعادلة السياسية بالغرب الليبي ،وذلك من أجل تفتيت وتفكيك ذلك التكتل الإرهابى الذى يحاول أردوغان إحياؤه من جديد بشكل سياسى بالإقليم العربى والأفريقي ،بهدف بتر الذراع اليمنى لأردوغان التى تجسدها هذه الجماعة الإرهابية،فى ظل وجود مؤشرات تسير نحو تدشين سياسة دولية من أجل حصار تلك الجماعة بعد توغلها وتسترها بالكيانات الدينية بأفريقيا بشكل خاص وأوروبا بوجه عام،وقد يكون ذلك عبر تفعيل اتفاقيات عربية وأفريقية مشتركة لتسليم الإرهابيين الذين يتواجدون على رأس قائمة المطلوبين، ويتصل هذا كلية باستفادة الخرطوم من خبرات الجانب المصرى بعمليات تأمين الحدود ورفع الكفاءة العسكرية للجيش السودانى لمنع اختراق هؤلاء المطلوبين الذين يستهدفون زعزعة استقرار السودان عبر الخطط الانقلابية،فى وقت تستهدف فيه البرلمان الليبي تثبيت مبادرة القاهرة بشأن حل الأزمة الليبية كمرجعية لتفكيك الميليشيات الإرهابية و الإخوانية التى ترعى مصالح تركيا على حساب المسار الوطنى للقضية الليبية.فوجود أبحاث ودراسات كما كشف الخبير العسكرى عن انهيار وشيك لسد النهضة يفوق ٨٠ ٪،مما يرمى إلى اهتمام مصرى كبير بهذا الشأن ومراقبة عن كثب لما يحدث ويجرى بكواليس هذا السد،
وهذا ما تحدث عنه آبى أحمد فى وقت سابق عن ما أسماه بالتحديات الفنية التى يعانى منها السد ،مما يبلور وجود توافقات سودانية ومصرية عن خطط إنقاذ وإغاثة لتداعيات هذا الانهيار الذى اقترب كثيرا أو عن طريق مشروعات سدودية عملاقة مشتركة تحول دون حدوث تسونامى يجتاح السودان وذلك إذا دخلت إثيوبيا مرحلة الملء الثانى بوجود هذا العوار الفنى للسد،وذلك عبر ترجيح دور وشيك للقوات المسلحة المصرية التى لها باع طويل فى مجابهة الكوارث،مما بدوره أوجد تقارب مصرى سودانى سحب البساط من أديس أبابا التى حاولت إيهام السودان بالمنافع المشتركة التى ستعود عليها جراء وجود هذا السد والاصطفاف خلفه،وهذا كله صب باتجاه إضعاف الموقف الإثيوبى بشأن قراراتها الأحادية التى تتخذها عبر هذا المشروع،والذى من شأنه تعطيل أى عراقيل قد تفرضها الإدارة الإثيوبية، بعدما أفسحت أديس أبابا المجال للتدخل الإسرائيلى الذى قد يغير كثير من المفاهيم الأمنية للإستراتيجية المصرية القومية.