المزيد

العالم في إنتظار الموت

العالم في إنتظار الموت

الحقيقة الوحيدة في الحياة التي يعرفها كل مخلوقات الله وبلا استثناء هي الموت ومع ذلك فالحياه مستمرة.. تقدماً.. وتطوراً .. وصراعاً وتكالب تأكل نيران … تسير دون توقف أو خوف من هذه الحقيقة التي نؤمن جميعاً بأنها ستأتي يوماً ما.. لتنهي الحياه على هذه الأرض.
إلا أنه وحين بدأت الأرض تأخذ زخرفها وتتتزين وبدأ أهلها يظنون أنهم قادرون عليها ظهر رسول عزرائيل متخفياً في هيئة فيروس كورونا … وأغار على الدنيا – حاصداً للأرواح بلا هواده ( بلغت حوالي 2 مليون حالة وفاة حتى الآن)… فأجبر الجميع على تحديد اقامته والتعامل مع الحياه بحرص شديد لئلا يلتقى بالصدفة مع هذا السفاح الشرس الذي احكم قبضته بقوة على حياه البشر … ولم لا فهو وباء من طراز عالمي قادر على تطوير نفسه بصوره لا تخطر على بال أحد والا فمباذا نفسر ديناميكية حركة هذا القاتل الذي دخل في عامه الثاني سارقاً وناهباً لارواح الناس بلا رحمة كاشفاً عجز الانسان.
وبالرغم من نشاط معامل البحوث لعزل ذلك الرعب المبهم وظهور وعلى استحياء روح التضامن الدولي في مواجهة أكثر المعارك الضارية بين الانسان وبين الفيروس إلا ان المقدمة ما زالت تحت سيطرة هذا الوباء اللعين الذي ينتشر بمعدلات مرتفعه.
والعجيب انه عندما كان الموت فكرة كانت الحياة تسير في تطورها الطبيعي دون خوف أو انتظار.
إلا انه عندما تجسدت الفكرة في هيئة فيروس ارتعب الجميع واصبحنا جميعاً ننتظر الموت في أية لحظة وكل منا يعتبر لقاءه مع الآخر لقاء الوداع.
ظهور هذا الوباء عدو الحياه يجسد قوله سبحانه وتعالى ” قل ان الموت الذي تفرون منه ملاقيهم”
وعدم قدره الانسان حتى هذه اللحظة في ايجاد علاج ناجح وناجز يجسد قوله سبحانه وتعالى خلق الانسان ضعيفاً”
واخيراً وحتي هجوم هذا الفيروس الطاغية – كان من الحقائق العلمية أن الأوبئة تعتبر من الأثار الحتمية لبيئة الفقر حيث تُعاني من خلل في النظم الصحية وقصور في الآداء الصحي ونقص مخز في التقنيات الحديثة للتشخيص والعلاج وأمية منتشرة تجعل من إمكانية التثقيف الصحي ضرباً من المحال.
إلا أن هذا اللعين ضرب هذه الحقائق في مقتل فحصد أكثر ما حصد من الأرواح في البلدان التي تعد أكثر تقدماً في العالم وعلى رأسها أمريكا كبيرة هذا العالم متحدياً كبريائها وعظمتها .
وأما البلاد التي تعد في التصنيف العالمي فقيره والأرض الخصبة للأمراض والأوبئة : لم يزورها هذا الفيروس مكتفياً ومحترماً للفقر صديقه العزيز الذي يسكن ويقيم في هذه البلاد
خلاصة القول يتركز في سؤال : هل مازالت لدى البعض ممن تهفو روح الرغبة لديهم بالحياة في أوروبا وأمريكا موجودة.. أم سلبها منهم قاهر العظماء؟!

بقلم.

ماهر العوامي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى