خبير استراتيجى: مستقبل المواجهة بين إيران وإسرائيل لا يزال مفتوحًا على سيناريوهات معقدة
خبير استراتيجى: مستقبل المواجهة بين إيران وإسرائيل لا يزال مفتوحًا على سيناريوهات معقدة

قال الدكتور عمر الرداد، الخبير في الأمن الاستراتيجي، إن مستقبل المواجهة بين إيران وإسرائيل لا يزال مفتوحًا على سيناريوهات معقدة ومتشابكة، لكن الأرجح في المدى المنظور هو ما وصفه بـ”سيناريو العصا والجزرة” الذي تبنته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإن كانت “العصا تبدو اليوم أكثر طولًا وغِلظة”، على حد وصفه.
وأوضح الرداد، أن هناك تباينًا واضحًا بين المقاربة الأمريكية والإسرائيلية تجاه إيران، إذ تراهن واشنطن على تعديل سلوك النظام من الداخل دون السعي لإسقاطه، مستفيدة من تجربة العراق، بينما تمضي إسرائيل في سياسة الضغط والاستهدافات الدقيقة التي تطال شخصيات وكيانات داخل الحرس الثوري، في محاولة لتفكيك البنية الإيرانية من الداخل.
وأشار الرداد إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة حول “التنسيق المسبق” مع إيران بشأن الضربات المتبادلة، تعكس سياسة إعلامية تستهدف تلميع صورته كقائد قوي قادر على السيطرة على الصراعات، وتُذكّر بتفاهمات غير معلنة بعد اغتيال قاسم سليماني عام 2020، حين سمحت واشنطن بضربة إيرانية “لحفظ ماء الوجه” دون خسائر حقيقية.
وأكد الخبير الأمني، أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية ركزت على الحرس الثوري وأذرع إيران العسكرية في الخارج، دون استهداف مراكز الدولة أو القوات المسلحة النظامية، ما يشير إلى رسالة واضحة وهي الضغط على النظام دون إسقاطه، وتهيئة البيئة الداخلية لتغيير محتمل في هيكلية الحكم أو توجهاته الاستراتيجية.
وأضاف أن إيران فقدت في الفترة الأخيرة جزءًا كبيرًا من دعم أذرعها العسكرية والإعلامية في المنطقة، مشيرًا إلى أن أي صفقة شاملة قد تتم في غزة، أو على مستوى الإقليم، ستعيد رسم دور طهران بناءً على عاملين: نجاح المفاوضات مع واشنطن التي قد تفضي إلى صيغة تُبقي على النظام وتُقصي أذرعه، ونتائج الصراع الداخلي بين التيارات الإصلاحية والليبرالية من جهة، وتيار المرشد والتيار المتشدد من جهة أخرى”.