
“دور اللواء حسني مبارك في حرب أكتوبر 1973م: قائد الضربة الجوية وبطل السماء المصرية”
الخلفية العسكرية لمبارك قبل حرب أكتوبر :
وُلد محمد حسني سيد مبارك في محافظة المنوفية عام 1928، والتحق بالأكاديمية العسكرية ثم بأكاديمية الطيران.
حصل على تدريبات في الاتحاد السوفيتي، مما أتاح له الاطلاع على أنظمة طيران ومناورات متقدمة.
في عام 1969م صار رئيس أركان القوات الجوية، وفي أبريل 1972م عُيّن قائداً للقوات الجوية ووكيلًا لوزارة الدفاع.
تحضيرات حرب أكتوبر :
مبارك كان جزءًا من القيادة العليا التي وضعت الخطط على مدى شهور قبل الحرب. في أبريل 1973م بدأوا مراجعة الخطط، ثم في أغسطس وسبتمبر اتضح أن الاستعدادات قد اكتملت.
قال مبارك إنه في 6 أغسطس 1973م، الرئيس أنور السادات سأله عن جاهزية القوات الجوية، وأكد له أن الطيران جاهز، وسأله إذا أراد تأجيل الحرب لكنه رفض.
في 28 سبتمبر 1973م مبارك أخبر السادات بأن القوات الجوية مستعدة لتحمل المسؤولية، وأن الحرب باتت حتمية.
دور مبارك في تنفيذ حرب أكتوبر :
في الساعة الثانية ظهرًا يوم 6 أكتوبر، قامت القوات الجوية المصرية بشنّ الضربة الجوية الأولى على أهداف إسرائيلية مثل قواعد الطيران، مراكز القيادة، الرادارات وغيرها. مستواها من الدقة كان عالٍ، ويُذكر أن حوالي 90٪ من الأهداف المطلوبة تم إصابتها.
هذه الضربة فتحت المجال للقوات البرية لعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، لأن الغطاء الجوي والدفاع الجوي قد شُلّ التهديد الجوي الإسرائيلي أوليًا.
معركة المنصورة الجوية :
في 14 أكتوبر 1973م وقعت معركة جوية بين القوات الجوية المصرية والإسرائيلية قرب المنصورة في دلتا النيل، استمرت نحو 53 دقيقة تقريبًا.
بحسبما ذكر مبارك وغيره، عدد الطائرات الإسرائيلية التي أسقطتها مصر في هذه المعركة كان كبيرًا نسبياً، بينما كانت الخسائر المصرية قليلة بالمقارنة.
هذه المعركة لها رمزية كبيرة، لأنها شكلت رد فعل جوي فاعل على الهجمات الجوية الإسرائيلية، وأظهرت قدرة القوات الجوية المصرية على التصدي حتى في الأجواء الدفاعية البعيدة عن جبهة القتال الرئيسية.
ما بين الأدوار والجدل :
يُعترف رسميًا بأن مبارك كان قائداً ناجحًا للقوات الجوية في تلك الحرب، وأنه حسّن جاهزية الطيران بعد هزيمة 1967م وأدخل تغييرات في الاستعداد والتدريب والتسليح.
لكن هناك جدل من بعض المصادر حول مدى دوره الفعلي بالمقارنة مع قيادات أخرى مثل سعد شاذلي رئيس أركان القوات المصرية وخاصة في التخطيط اللوجستي والبرمائي لعبور القناة والخطط البرية بعد الضربة الجوية.
بعض النقاد يذكرون أن هناك محاولة من بعض الأطراف لزيادة دور مبارك في السرد الرسمي، أو أنه تم التركيز أكثر على الدور الجوي بينما الأدوار البرية والدراسات اللوجستية دورها مهم جداً.
الأثر والاستنتاج :
دور حسني مبارك في حرب أكتوبر يُعد من أهم أدور قيادات القوات الجوية المصرية في التاريخ العسكري المصري، لكونه قائد لطيران استطاع أن يؤمّن الغطاء الجوي، يدير المعارك الجوية، ويضرب أهدافًا مؤثرة في بداية المعركة، مما أنعش الروح المعنوية للقوات البرية والجبهة كلها.
نجاح الضربة الجوية الأولى كان مفتاحًا لتحقيق مفاجأة استراتيجية، ومنحه موقع بطولي في الذاكرة الوطنية المصرية، حيث يُنظر إليه باعتباره من الذين ساهموا في استعادة الكرامة بعد الهزيمة في 1967م.
رغم ذلك، الحرب كانت مشتركة، الأدوار كثيرة (برية، لوجستية، استخباراتية، سياسية) وكل التفاصيل لا يُمكن أن تُنسب لشخص واحد فقط، لكن لا شك وجوده كقائد للطيران كان من الدعائم الأساسية لنجاح المعركة.
رفع العلم المصري فوق سيناء :
وفي الخامس والعشرين من أبريل عام 1982م، قام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك برفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من إسرائيل، وفي 19 مارس 1989م، رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا المصرية.
وكان هذا هو المشهد الأخير في سلسلة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.
رحم الله حسنى مبارك ، قائد نسور مصر في أعظم معركة جوية في التاريخ الحديث .