قالت قناة “الإخبارية” السورية الرسمية، إنه تم سماع دوي انفجار في مدينة حلب شمال سوريا، ولم تذكر القناة السورية أي تفاصيل حول الحادث، بينما تحدثت وكالة “سبوتنيك”، عن انفجارين هزا المدينة.
وقال بعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، إن الانفجار ناجم عن استهداف كلية المدفعية بحلب، من الطيران الإسرائيلي، من الجهة الجنوبية الغربية.
وسبق أن تعرضت أهداف عسكرية في مدينة حلب وريفها، خلال الشهرين الماضيين، لسلسلة ضربات جوية من إسرائيل، ذكرت مصادر أنها استهدفت مواقع تابعة للقوات الإيرانية أو حلفائها.
وفي سياق آخر، واصل بعض أنصار الحكومة السورية، توجيه الانتقادات إلى الحليف الروسي، منذ بدأت تسريبات موسكو الموحية بتغير موقفها من مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وقابليتها للدخول في حل شامل، مع تنحي النظام وتشكيل حكومة جامعة تضمن أطرافا من النظام والمعارضة.
وآخر اتهام وجه إلى موسكو، أطلقه الدكتور أحمد أديب أحمد، أستاذ الاقتصاد في جامعة “تشرين” الحكومية، قال فيه إن روسيا عبر “وسائلها الإعلامية الخاصة” تضغط على الأسد، متهماً إياها “بإشعال الشارع الموالي” للحكومة السوررية، وأن موسكو تفعل ذلك “بتوجيه مخابراتي”.
ولفت في انتقادات أحمد وهو صاحب ما يعرف “المجمع العَلَوي على الإنترنت” اتهامه إيران بـ”صب الزيت على النار”، مؤكداً أن طهران “استخدمت بعض الأقلام” من أجل “التهييج على روسيا، عسى ولعل السوري يخرج الروسي من سوريا، فيخلو الجو لإيران”، بحسب منشوره على حسابه الفيسبوكي الموثق بعلامة زرقاء، أمس الأول الخميس، واصفاً الإيراني بالمراوغ والمستغل، وفقا لما ذكرته قناة”العربية” الإخبارية.
وخرج الانتقاد الروسي غير المباشر، لنظام الأسد والتلويح بتنحيه، كحل جذري للأزمة السورية، مع شهر أبريل الماضي، سبقه 5 إشارات، كان أولها بدءاً من الخامس من شهر مارس الماضي، تاريخ اتفاق بوتين-أردوغان حول منطقة إدلب التي كانت مسرح عمليات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الموالية له، وفصائل سورية مدعومة من الجيش التركي، أدت لخسائر وصفت بالهائلة في الجيش السوري الذي حقق في تلك العمليات، سيطرة على مناطق كانت تحت سلطة فصائل معارضة له.
وقضى الاتفاق المذكور، بوقف جميع الأعمال القتالية، وإنشاء ممر آمن شمال وجنوب طريق “إم 4” M4 ثم تسيير دوريات روسية-تركية مشتركة في مناطق قريبة من نقاط للمعارضة السورية.
وبعد اتفاق بوتين-أردوغان الأخير، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصالا هاتفيا بالأسد، في 6 مارس الماضي، أطلع فيه الأسد على تفاصيل اتفاقه مع الرئيس التركي، بحسب الحكومة السورية الذي أقر بأن اتفاق الروس والأتراك الأخير، يمكن له “أن يساعد في تهيئة الأجواء لإعادة إطلاق العملية السياسية”.
وأجرى بوتين اتصالا هاتفيا ثانيا بالأسد، في العشرين من مارس الماضي، ذكر إعلام الحكومة السورية إنه تناول مسألة سير الاتفاقات الروسية التركية الموقعة في 5 مارس، بالإضافة إلى “العملية السياسية”.
وبعد الاتصال الهاتفي الثاني بين بوتين والأسد، حل سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، فجأة في دمشق، والتقى الأسد، في 23 مارس الماضي، في زيارة وصفت بأنها زيارة عمل بتوجيه من الرئيس الروسي، تم التباحث فيها، حول منطقة إدلب وإرساء الاستقرار في سوريا، وكذلك مناقشة ما وصف بـ”إنعاش” اقتصاد سوريا، بمساعدة من “الخبراء الروس”، بحسب الإعلام الروسي، في مقابل حديث الإعلام الأسد عن أن لقاءه بشويجو، تطرق إلى موضوع النفط في شمال شرقي سوريا.
وما تجاهلته وسائل إعلام الأسد، عن أسرار زيارة وزير الدفاع الروسي، له، كشفه الإعلام الروسي، عندما أكد أن هناك جانباً “غير متوقع” في زيارة شويجو إلى دمشق، ألا وهو “التسوية ما بعد الحرب!” بحسب ما ذكرته روسيا اليوم نقلا من صحيفة “فزجلياد” التي وصفت الزيارة بالغامضة للغاية.
و”التسوية ما بعد الحرب” التي بحثها شويجو مع الأسد، ليست من مهمات الجيوش، بحسب المصدر السابق، إلا أنه أوضح أن “الجيش” في سوريا، هو الآلية الوحيدة الفاعلة في الدولة السورية. كمبرر من السابق، لكيفية قيام شخصية عسكرية روسية، ببحث شؤون سياسية حسّاسة في سوريا كالعملية السياسية، بل تقض مضجع الحكومة السورية، بحسب محللين.
وبعد أيام قليلة، من لقاء الأسد-شويجو الذي تطرق إلى التسوية ما بعد الحرب، بدأت تسريبات الإعلام الروسي تهاجم الأسد، وتصفه بالعاجز والفاسد، فدخلت إيران على خط مباحثات الأسد مع الروس، في العشرين من أبريل الماضي، بزيارة جواد ظرف، وزير الخارجية الإيراني، أكد إعلام الأسد أن الزيارة ناقشت “مستجدات المسار السياسي، ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية أستانا” من بين ما ناقشته من ملفات سورية، ذكرت مصادر دبلوماسية أن الزيارة هدفت لطمأنة الأسد بأن إيران لن تتخلى عنه.
واستمرت الانتقادات الروسية غير المباشرة للأسد، بالظهور، وصولاً إلى تسريب إمكانية توافق مع الأتراك والإيرانيين، على رحيله، فأطلق خالد العبود، وهو نائب في برلمان سوريا، يحمل صفة أمين السر، في السابع من الشهر الجاري، تهديدات طالت الجيش الروسي في سوريا، بإشعال “جبال اللاذقية” ضد “المحتل” الروسي، ردا منه كما قال على “فرضيات” روسية تناولت مستقبل الأسد. تهديدات اعتبرها مراقبون قريبون من روسيا، بأنها لم تكن لتخرج إلى العلن، لو لم تحظ بضوء أخضر من جهات عليا في نظام الأسد.
وسبق أن رأى محللون أن الضغط الروسي على الأسد، هو لدفعه للسير في العملية السياسية و”تقديم تنازلات” حقيقية والاتفاق على الدستور الجديد، فيما “تماطل” الحكومة السورية بكل السبل، لعدم الوصول إلى تلك اللحظة التي يفقد فيها سلطته، أو يتنازل عن جزء كبير منها، لصالح المعارضة، بحسب محللين وتقارير إعلامية.