المزيد

شجرة الحناء.. أوراقها دواء وخضابها زينة الأفراح

شجرة الحناء.. أوراقها دواء وخضابها زينة الأفراح

هي من ضمن مكونات البيئة المحلية ، ولذلك يحرص الأهالي على استدامتها، نظراً لمعرفتهم الموروثة بكمية الفوائد التي تتضمنها في تركيبتها، فهي ليست مجرد لون يخضب به بنان العرائس والفتيات في مواعيد الفرح، وإنما شجرة الحناء هي مجموعة من الكنوز العلاجية أيضاً.

وقد عرفت المجتمعات ذلك نتيجة تجارب من سبقوهم، وعرف الإنسان الشجرة منذ ما قبل الإسلام، لأن الفراعنة تركوا ما يدل على استخدامها من الموروث الفرعوني، ومنذ ما قبل النهضة والتطور وحتى اليوم هناك من يهتم بالحصول على بذور أو أشتال شجرة الحناء.

تؤكد مريم محمد جمعة الدهماني ، وهي من المهتمات بالحرف التراثية، وعضو فعال في القرى التراثية، وشاركت في العديد من الفعاليات على مدار 30 عاماً، أن النساء يعشقن هذه الشجرة التي تعد مباركة نظراً للخيرات التي تكمن في أجزائها، وهي تعتبر شجرة الحناء ذات أهمية اجتماعية نظراً لتنوع استخداماتها وفوائدها المتعددة، سواء للزينة في حفلات الزواج أو الأعياد.

وأيضاً في المناسبات المختلفة، وأيضاً ذات فوائد علاجية وللعناية بالشعر والبشرة، وأنه من الضروري عند تجفيف الحناء لأجل استخدامها كمادة ملونة ألا تترك مساء في الخارج؛ لأن الرطوبة سوف تعمل على فقدها للمادة الملونة.

وقالت: هناك موسم لقطف الأوراق وذلك عندما تثمر بتلك الحبيبات التي ستتحول إلى زهور، ومما تمت تجربته من أوراق الحناء عبر الزمن، عرف أنها ذات فوائد علاجية للجلد، فقد كانت الأم والزوجة تعالج من به التهابات جلدية، سواء من حروق الشمس أو خشونة الكفين والقدمين نتيجة العمل.

كما أثبتت نجاحاً في علاج الحبوب وحرارة الجسم بعمل غسول يستخدم عدة مرات حتى زوال الإصابة، ولطالما اختفت أمراض جلدية مثل الأكزيما بفعل الحناء التي توضع على المناطق المصابة فتوقف الحكاك وتجفف الإصابات، كما كانت تستخدم بتخفيفها مع الماء غسولاً للمناطق الملتهبة، وربما يصاب الرجل في الصيف بضربة شمس فتعمل المرأة الحناء لبخة توضع على الرأس فيبرد، ولذا هي شجرة كريمة لأنها تمنح الكثير من الفوائد ويحرص الأهالي على استدامتها.

ترى الدهماني أن هذه الشجرة لا تكلف الكثير ويمكن أن تتكاثر بأبسط تكلفة، وتعيش لما يزيد على 30عاماً، وهي تنجح سريعاً عند تجذيرها، حيث تعطي المئات من الشتلات، ولا تحتاج للماء بشكل دائم، ولذلك يمكن اعتبارها شجرة اقتصادية، ومنها تصنع النساء في الإمارات تلك البودرة السحرية التي تستخدم للتلوين وللعلاج.

والكثيرات يعملن على بيع مسحوق الحناء المصنوع منزلياً والنقي، ولذا المطلوب حمايتها وزرعها في كل مكان والاستفادة من كونها دائمة في تصنيع الأدوية بشكل علمي، خاصة أنها محبوبة ولا يستغنى عنها في المناسبات، حيث يتم صنع ذلك المعجون الذي تتجمع عليها السيدات والفتيات، لعمل النقوش في الكفوف والأقدام في إشارة إلى أن هناك فرحاً قادماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى