أخبار العالم

“غرام الأفاعى بليبيا”

"غرام الأفاعى بليبيا "

“أنقرة تهدد بإفشاء أخطر أسرار روسياالعسكرية وموسكو قد تسلح حفتر “بالضربة القاضية”

يبدو أن أردوغان يتملكه الغرور السياسى تجاه القوى الفاعلة بالمشهد الليبي، فتتأرجح كروت اللعب مع الكبار لتدور فى نهاية الأمر بنفوذ تلك القوى التى تستطيع أن تسيطر وتحكم الحدث هناك،مما قد يقلب الطاولة على أردوغان داخل ليبيا فى ظل تأثيره المتداعى بفعل الخسائى الذى بتكبدها جراء العداء للإتحاد الأوروبى واعضاءه.

فيحاول أردوغان أن يقوم بعملية استئصال للدور الروسى بالأزمة الليبية والذى يرجح بشكل كبير كفة الجيش الليبي،من خلال الأمداد اللوجستيى العسكرى الذى يحظى بمواكبة التطور و مستجدات النظريات العسكرية فى العالم،فمن ثم وبمرور الوقت تتبدل الأدوار لتخلق قوى فاعلة جديدة قد تغير من المشهد كثيرا وتتتوج بالاعتراف السياسى الدولى ،الذى يزيح بدوره سياسات آخرى أصبحت مهترئة وإن جاءت بشرعية الانتداب أو الاختيار أو التزكية.

فالمصالح الدولية قد تغير ملامح المشهد الليبي من تحرير الأرض إلى حقل ومسرح ترويجى لمنظومات الأسلحة التى تنتجها تلك الدول،مما قد يعزز تجميد الحل لأمد أطول ولذا يجب تقوي الجبهة الوطنية شوكتها لمواجهة حروب السلاح التى تنذر بميليشيات وعصابات الإرهاب والدم.

وتظهر محاولات تركيا من أجل ابتزاز موسكو سياسيا من خلال منظومة اس_٤٠٠ ،وذلك بإفشاء أسرار بناءها و تشغيلها للجانب الأمريكي،حيث أضافت المصادر أن تركيا قد سلمت الدفعة الأولى من تلك المنظومة التى لا مثيل لها فى العالم ، واستطردت المصادر أن روسيا رفضت تسليم أنقرة الرسومات وقواعد وأسرار التشغيل لتلك المنظومة، نتيجة الإلحاح التركى بالحاجة إلى إنتاج تلك المنظومات داخل تركيا ،يتزامن ذلك فى وقت تطالب فيه تركيا بتسليم روسيا للدفعة الثانية ويرجح خبراء بوجود ترحيب روسى بهذا،بينما ترى مصادر آخرى أن تركيا قد اتفقت مع أمريكا لتسليم أسرار منظومة أس _٤٠٠ بصفقة تبادلية لتضمن قروض بمليارات الدولارات ،إلى جانب مكافأتها بمنظومة طائرات أف ٣٥ المعدلة ،وكذلك طائرات أف ١٦،يأتى ذلك فى وقت قد أعلنت فيه روسيا عن كثافة إنتاج تلك المنظومة وعدم حاجتها لمناطق إنتاجية جديدة خارج حدود بلد المنشأ.

ويمكننا من خلال ذلك أن نفهم أن تركيا تحاول ابتزاز موسكو من أجل ضمان تفوقها من خلال الاستحواذ على منظومة أس_٤٠٠ الدفاعية الجوية بشكل احتكارى،مما يكبل يد موسكو ويقوض التفوق العسكرى الذى قد يحرزه حفتر ضد ميليشيات الوفاق وأنقرة،مما قد يحمل دلالات برغبة تركيا لسن هجمات جوية ضد معاقل الجيش ابوطنى وموانئ للنفط بشرق ليبيا،وعلى وجه الخصوص بعد إرسال تركيا لمنظومة الحرب الالكترونية إلى قاعدة”الوطية” بالغرب الليبي والتى تمثل العمود الفقرى لاستراتيجية أردوغان العسكرية،بعد أنباء مؤكده عن إعادة ترميمها مرة أخرى خلال تلك الأيام،بعدما تعرضت لقصف من قبل طيران مجهول أدى إلى تدميرها.

يسعى أردوغان لإشباع ازدواجية المعايير التى تتغلغل بداخل سياسات أنقرة الخارجية بالمنطقة ،وذلك من خلال محاولة التأثير على المصالح الروسية عبر نقل أسرار تلك المنظومة العسكرية الخطيرة لواشنطن العدو الأول لموسكو،وذلك لكتابة النهاية للسبق العسكرى الروسى التسلحى بالأزمة الليبية، مما قد يفتح الطريق للتسلح الأمريكى الذى قد يمنح أردوغان تفوقا نوعيا من حيث التسلح،مما يجعل أردوغان يستخدم ذلك فى تحقيق مآربه،ويأتى البند الثانى من صفقة الخيانة التركية والتى سوف تسمح لأردوغان باقتراض مليارات الدولار لإنعاش الإقتصاد التركى المتدهور ولا يمكن استبعاد فرضية تدفق السيول التمويلية للميليشيات الإرهاببة بالمنطقة،مما قد يرجح اقتراب تركيا من أمريكا مرة أخرى وإعلان الإنفصال عن تزاوج السياسات مع روسيا وإن كانت تلك السياسات غير متعمقة فى الأساس بين الطرفين.

مما قد ينتج عن تلك السياسات من تغول روسى انتقاما من تركيا ،وذلك عبر استحقاق انفرادى بمنظومات الأسلحة الروسية المتطورة التى قد تقلب الكفة لصالح الجيش الوطنى الليبي ،مما يعمل على استرجاع أو استبقاء تفوق السلاح الروسى على نظيره الأمريكى كهدف من أهداف روسيا بليبيا ،لأن ذلك يفتح الباب مستقبلا أمام الامتياز الحصرى لوكالة توريد السلاح بالمنطقة ،وهذا فى حد ذاته يقوض بشكل كبير النفوذ الأمريكى ويؤثر على مصالح واشنطن بشكل كبير ،مما قد يزيد مخاوف إسرائيل الحليف الأول الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط.

هذا بدوره يلقى بمسئولية كبيرة على عاتق الجيش الوطنى الليبي لتحجيم الدور التركى الساعى نحو عزل التسلح الذى قد يفرضه على حفتر،فإن انصاعت روسيا للتهديد التركى بشكل أو باخر خوفا على منظوماتها العسكرية _واعتقد إن هذا لن يحدث_فربما هنا تستغل أمريكا ذلك لتمديد نفوذها داخل سلطة الجيش الليبي المسيطر على الموانئ للتحكم فى إدارته أو هيكلته أو صادراته،ولهذا يجب على حفتر الانفتاح على القوى الفاعلة لتعدد مصادر التسلح مثل اليونان وفرنسا،لكسر محاولات الضغط الذى قد تمارسه أمريكا من خلال منظوماتها التسليحية التى قد تحقق مآربها.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى