المزيد

قصة العشق الممنوع بين الملكة الفرنسية الفاتنة وحاكم مصر

قصة العشق الممنوع بين الملكة الفرنسية الفاتنة وحاكم مصر

واحدة من فاتنات التاريخ التي لعبن أدورًا تاريخية مهمة، حيث أن قصة حياتها عبارة عن دراما غريبة، اعتلت عرش فرنسا لمدة 17 عامًا، وهي بالغة الجمال، صاحبة شخصيًا جذابة، وتمكنت من أن تأثر قلب أحد زعماء مصر، إنها ملكة فرنسا الإمبراطورة «أوجيني دي مونيتو كوتيسة».. فما هي قصتها؟.

نشاتها وولادتها «أوجيني»

ولدت الإمبراطورة «أوجيني» في الخامس من شهر مايوم عام 1826 ميلاديًا، في دولة إسبانيا بمقاطعة إقليم غرناطة، كما إنها تلقت علومها في فرنسا، وكانت بارعة في التحدث باللغة الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وإلى جانب ذكائها الحاج والمميز كانت فائقة الجمال، بل وكانت أكثر النساء أناقة في العالم أجمع، للحد الذيوصل إنها كانت لا ترتدي الحذاء إلا مرة واحدة فقط مهما بلغت تكلفة شراءه.

زوجها من نابيلون الثالت

تمكنت «أوجيني» بذكائها وجمالها، من أن يقع في غرامها الإمبراطور «نابليون الثالث»، حيث تزوجا في شهر يناير عام 1853 ميلاديًا، واقامت معه في قصر الويلري.

لقب الامبراطورة

بعد ان تزوجت «أوجيني» من «نابليون الثالث» حصلت على لقب الأمبراطور، وللعلم أنها لم تكن مجرد امرأة تتمتع بجمال وحسن بديع، بل كانت تتمتع بشخصية قوية وجذابة، وملفته للانتباه، كما دفعتها شخصيتها إلى الدخول إلى التاريخ بل ويكون لها أدورًا سياسية فعاله.

زيارتها لإنجلتر وفرنسا

ولعل الأمر بدء معها، حينما استطاعت «أوجيني5 أن تقرب المسافات السياسية بين إنجلتر وفرنسا، وجاء هذا من خلال زيارتها لإنلترا برفقة زوجها نابليون الثالث، والتي كانت موضعًا للحفاوة الكبيرة من قبل المكلة «فيكتوريا» وزوجها الأمبر «ألبيرت»، حيث كان من البيعي أن ترد ملكة إنجلتر وزوجها على زيارة ملكة فرنسا وزوجها إلى باريس.

فمن خلال هذه الزيارة احس الشعب الفرنسي بالدور السياسي التي تلعبه الإمبراطورة «أوجيني» والتي مكنتها من الحصول على شعبية كبيرة بين الناس، حتى أنهم اطلقوا على ابنها التي وضعته «ابن فرنسا».

نفوذ الإمبراطورة

لم يكن جمالها فقط أو ذكائها هما ما حسدت عليهم، بل حسدها البعض أيضًا لنفوذها واستغلالها لكل فرصة تأتي أمامها لتكسب بها مزيدًا من النجاح، مما إدى إلى زيادة نفوذها في الدولة.

مؤامرة للتخلص من الإمبراطورة

في عام 1858 وتحديدًا في شهر يناير، تم تدبير مؤامرة للتخلص من الإمبراطورة «أوجيني» عندما كانت ذاهبة إلى دار الأوبرا، حيث إنها بعد ان استقلت العربة مع الإمبراطور، إذ بثلاث قنابل حارقة بتم إلقاءها على العرب التي يستقلانها، والتي كان الهدف منها إغتيالها هي والإمبراطور، ولكن المؤامرة لم تنتهي كما هو مخطط لها، لأن القنابل القنابل انفجرت تحت عجلات المركبة، وقتل عدد من الحرس وإفراد من الحاشية، ولم يصيب الإمبراطور أو الإمبراطورة اي مكروه.

خطاب الإمبراطور

دفع هذا الأمر الإمبراطور للوقوف أمام البرلمان وخطب خطبة في اليوم الثاتي من الحادث حيث قال: « أشكر الله الذي منح الإمبراطورة ومنحني حمايته ورعايته، وإن كنت في حزن شديد لأن المؤامرة التي قصد بها اغيتال اثنين، انتهت بإزهاق أرواح أبرياء كثيرة. إن هذه الوسائل الوضيعة تدل علي ضعف وحقارة مدبريها، ولو راجعوا التاريخ لوجدوا أن الجريمة لا تفيد مرتكبيها، فلا من قتلوا القيصر، ولا من ذبحوا هنري الرابع أستفادوا شيئا.. إن الله يميت العادلين والصالحين، ولكنه لا ينصر الأشرار ولا الظالمين».

وخلال حديثه أمام البرلمان أكد الإمبراطور أنه لا يرى في الاعتداءت التي حدثت شيئًا خفيًا من الممكن أن يزعج حاضرنا او مستقبلنا، قائلًا: « سلامتي هذه، هي سلامة الشعب والإمبراطورية.. فلنواجه المستقبل، ولنتحد لما فيه مصلحة الوطن وهيبة فرنسا بين شعوب أوروبا والعالم المتحضر».

نفوذ ما بعد الحادث

تمكن أوجيني بعد الحادث وبمرور الأيام أن يزداد نفوذها للحد الذي يتفوق عل نفوذ الإمبراطور نفسه، حيث إنها تمرست في أمور الحكم والسياسة، والذي جعل نفوذها وسطوها يزدادن قوة كل يوم عن الذي قبله.

زيارتها لمصر

أرسل الخديوي إسماعيل إلى امبراطور فرنسا دعوة لحضور مناسية افتتاح قناة السويس في يم 16 من نوفمير عام 1869، ولكن الإمبراطورة وحدها فقط من حضرت المناسبة، نظرًا إلى انشغال زوجها ببعض الظروف السياسية التي كانت تمر بها فرنسا في هذا الوقت، ولاحظ الجميع احتفال الخديوي إسماعيل البالغ بها، حيث إنها كانت في الثالثة والأربعين من عمرها، ولكنها كانت تتمتع بأنوثة فائقة وتألق ملفت وجمال ساحر، الأمر الذي دفع الخديوي إلى بناء قصر لها يشبه قصرها في غرناطة في مدينة الزمالك، وذلك قبل مجيئها إلى مصر بستة سنوات.

هذا بالإضافة إلى إنه انشأ طريق للهرم وأهدها إياه، لأنه عرف إنها تود زيارة الأهرمات، وقد عبرت الإمبراطورة نفسها عن البذخ والترف في استقبال الخديوي لها قائله: «لم أر في حياتي أجمل ولا أروع من هذا الحفل الشرفي العظيم».

غضب نابليون

على الرغم من إنها كانت في مصر وزوجها في فرنسا إلا أن الاخبار سرعان ما انتقلت له، وغضبه بسببها غضبًا شديدًا، وامر على الفور برجوع الملكة إلى فرنسا، وما زاد الأمر تعقيدًا هو أهداء الخديوي إسماعيل للملكة غرفة نوم من الذهب الخالص ، ومعها ياقوتة حمراء مكتوب عليها«عيني ستظل معجبة بك إلي الأبد».

وبالفعل رجعت المكلة إلى فرنسا وبحوزتها غرفة النوم، مما سبب في نشوب خلاف كبير بينها وبين نابيلون الثالث.

الحرب

لم يدوم الخلاف طويلًا حيث أن حرب السبعينة نشبت بين روسيا وفرنسا، والتي على إثرها غرق الإمبراطور وسط الصراعات والهزائم، وكانت اصابع الإتهام تشير إلى أن أوجيني هي التي تسبب في انتكاسة الملك، مما دفع الشعب الفرنسي للثور عليها، حتي أن خدمها سرقوا ملابسها وجواهرها وهربوا من القصر.

الهروب إلى إنجلتر

في هذه الأثناء نصحها «السنيور نيجر» سفير إيطاليا في فرنسا، أن تهرب أوجيني إلى انجلترا عبر الأبواب الخلفية من القصر، وبعد الفرار إلى إنجلترا لحق بها زوجها وأبنها لويس نابليون بعد ذلك. ولكن توالت عليها الكوارث، خاصًا بعد فقدانها لابنها في ريعان شبابه أثر الاكتئاب الحاد، الأمر الذي دفعها للتخلي عن السياسية.

حنين مصر

في عام 1905، عندما اتمت الـ 77 من عمرها، اشتاقت إلى الرجوع إلى مصر، فأتت متنكرة، وأختارت البقاء في فندق «سافوي» في مدينة بورسعيد، ويقال بأنها اعتادت زيارة القصر الملكي للخديوي في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ، لزيارة أرامل الخديوي إسماعيل .

وما يثبت هذا ما ذكرته زوجة الخديوي عباس الثاني «جاويدان هانم» حين قالت: «أثناء حكم الخديوي عباس حلمي الثاني، بعد موت الخديوي إسماعيل، والخديوي توفيق كان هناك امرأة كهلة موشحة بالسواد تزور مصر سنويا وتبدأ مقامها في القاهرة بزياره أرامل إسماعيل، هذه المرأة الكهله كانت أوجيني إمبراطوره فرنسا السابقة. وفي عام 1920 كانت قد بلغت الرابعة والتسعين من عمرها، ففكرت أن ننهي حياتها بزيارة إسبانيا مسقط رأسها، وكانت تربطها بملكتها أواصر صداقة قديمة، وما أن وصلت إلي مدريد حتي اشتد عليها المرض، فقضت نحبها في 11 يوليو من نفس العام بسبب الضعف والشيخوخة».

وفاة «أوجيني»

وبعد أن عات حياة مليئة بالأسى والألم والهروب، فارقت الملكة «أوجيني» الحياة في يوم 11 يوليو عام 1920، عن عمر يناهز الـ 94، في إسبانيا مسقط رأسها.

وعلى الرغم من كل هذا لم تنعم «أوجيني» بحياتها، ولو تستطع نفوذها في الوقوف بجانبها في ظل ما واجهته بعد خسارة زوجها في الحرب، فأخذتها أخذانها وسيطر عليها آلامها، لكي ترجع بعض الذكريات الجميلة أحبت الرجوع إلى مصر لعل هذا الأمر يهدئ من قلبها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى