ماهية ميليشيات الوفاق الموجودة في العاصمة الليبية طرابلس؟

عادت ليبيا لتحتل عناوين الصحف مرة أخرى عقب إعلان قوات الجيش الوطني الليبي تحت قيادة خليفة حفتر، التحرك نحو الغرب للسيطرة على العاصمة طرابلس، وطرد حكومة الوفاق الوطني والميليشيات التابعة لها، التي قالت إنها ستتصدى لهذا الهجوم.

وتقوم هذه الميليشيات المسلحة بعدد من الأنشطة لخدمة حكومة الوفاق، كما تسعى لإخراج المنافسين من الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها، وتعرف الكثير من هذه الميليشيات بسبب شهرة قادتها، حتى أن بعضها يحمل اسم القائد.

من أبرز هذه الميليشيات قوات حماية ليبيا، وهو تحالف تم تأسيسه ديسمبر عام 2018، ويضم الميليشيات المتمركزة في العاصمة، ويشمل التحالف أبرز الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، وهي: ثوار ليبيا، ولواء الصمود، ولواء النواصي، وقوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم، وميليشيا باب تاجوراء.

وكان ممثلون للميليشيات المشاركة في هذا التحالف قد وقعوا في 18 ديسمبر الماضي، على بيان جاء فيه أن هذا التحالف سيخضع لإشراف حكومة الوفاق الوطني، وسيكون مسؤولًا عن الحفاظ على الأمن في طرابس، وحراسة البعثات الدبلوماسية، وتم تشكيل هذا التحالف بعد جهود من حكومة الوفاق لإنفاذ ترتيبات أمنية جديدة في العاصمة، بعد عدة اشتباكات دامية بين هذه الميليشيات وقعت في شهر أغسطس وسبتمبر العام الماضي – بحسب زعمهم.

وأسفرت هذه الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة شملت صواريخ وقذائف، عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين، وكان السبب وراءها هو استبعاد ميليشيا “اللواء السابع” المكونة من مسلّحين من مدينة ترهونة شرق العاصمة الليبية، وحاول فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق تهدئة الأوضاع بين هذه الميليشيات، غير أنه وقعت عدة اختراقات لاتفاق وقف إطلاق النار.

ثوار ليبيا

تعد هذه الميليشيا المسلحة من أوائل الجماعات المقاتلة التي تأسست في ليبيا ويقودها هيثم التاجوري، الذي كان من أوائل ضباط وزارة الداخلية المنشقين عن نظام القذافي بعد اندلاع ثورة فبراير عام 2011، ويُعتقد أن ميليشيا ثوار ليبيا تسيطر على مساحات كبيرة من العاصمة.

وكانت ميليشيا ثوار ليبيا قد سيطرت على منطقة ورشفانة بالضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس في أواخر عام 2017، وفي يوليو الماضي، اعتقلت الميليشيا عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فتحي المجباري، للاشتباه في ميله للقوات المتمركزة في شرق ليبيا.

وحصلت هذه الميليشيا على دعم مالي من قادة جماعة الإخوان في ليبيا، فوقفًا لتقرير نشرته قناة العربية يناير الماضي، قامت قيادات في «حزب العدالة والبناء»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في ليبيا، بتقديم مبالغ مالية لقادة ميليشيات عسكرية من بينها ثوار ليبيا.

لواء الصمود

برز اسم ميليشيا لواء الصمود عندما قام زعيمها صلاح بادي، باستهداف مطار طرابس القديم إبان حرب فجر ليبيا نهاية عام 2014، عندما أعلن حفتر حربه على الإرهاب ضد ميليشيا أنصار الشريعة، ضمن عملية «كرامة ليبيا» في مدينة بنغازي، وردت الميليشيات المسلحة حينها بإعلان حرب حملت اسم عملية فجر ليبيا، لقتال كتائب الزنتان في العاصمة طرابلس.

وخلال هذه الفترة دخلت على خط المواجهات، ميليشيات أخرى غير معروفة الولاء، كان أبرزها لواء الصمود، وظهر «بادي» خلال أكثر من تسجيل مرئي مؤخرًا، يؤكد وجوده داخل العاصمة برفقة قواته.

قوة الردع والتدخل المشتركة – محور أبو سليم

يقود هذه الميليشيا عبدالغني الكيكلي، القيادي البارز في طرابلس، والذي يُعرف باسم “غنيوة”، وتحمل هذه الميليشيا عددًا من الأسماء، من بينها لواء أبو سليم، وهي المقاطعة المركزية في طرابلس أو قوات غنيوة، أو الاسم الأقل استخدامًا وهو قوة الردع والتدخل المشتركة.

وتدعم هذه الميليشيا حكومة الوفاق، وهي واحدة من أربع ميليشيات تسيطر على وسط طرابلس. ورغم دخولها التحالف مع باقي الميليشيات، فإنها في صراع مع لواء النواصي، وتسبب صراع داخل صفوف لواء أبو سليم في وفاة أحد القادة يوليو الماضي، وشنت الميليشيا هجومًا على معسكر للسكان المهجرين من مدينة تاور غاء أغسطس الماضي.

لواء النواصي

تعتبر هذه الميليشيا إحدى المجموعات القوية الداعمة لحكومة الوفاق، وتعرف كذلك باسم القوة الثامنة، ويُعتقد أن لواء النواصي يقف وراء خطف المدير المالي لهيئة الاستثمار الليبية في أواخر يوليو الماضي، وكانت قوات لواء النواصي قد انتشرت حول مطار معيتيقة بعد الاشتباه في محاولة مجموعة مناوئة السيطرة على المنطقة.

وفي مايو 2017، نشر مقاتلو اللواء دبابات في شوارع العاصمة طرابلس، احتجاجًا على اعتراف وزير خارجية حكومة الوفاق، محمد سيالة، بحفتر قائدًا عامًا للقوات المسلحة الليبية.

قوات الردع الخاصة

وهي قوات تابعة لحكومة الوفاق، وفي يوليو أطلقت القوات سراح اثنين من الصحفيين كانت احتجزتهم بغرض الاستجواب في قاعدة معيتيقة الجوية لمدة شهرين، وكانت قد رفضت اتهامات منظمة العفو الدولية بضلوعها في انتهاكات لحقوق الإنسان.

وذكر تقرير أعده مشروع مسح الأسلحة الصغيرة نُشر يوليو الماضي، عن الميليشيات في طرابلس أن أحد قادة قوات الردع الخاصة دافع عن الاعتقالات التي تقوم بها قواته، ويقود هذه القوات أحد الرموز القوية في طرابلس، وهو عبدالرؤوف كارة.

وأمر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مايو الماضي بحل قوات الردع الخاصة، وضمها لجهاز ردع الجريمة غير المنظمة والإرهاب، لكن رفضت الميليشيا الامتثال للقرار حتى الآن.

لواء البقرة

سميت هذه الميليشيا على اسم قائدها بشير خلف الله، الذي يُعرف باسم بشير البقرة، وكان طرفًا في العديد من الاشتباكات حول مطار وقاعدة معيتيقة الجوية، وبعد اشتباكات دامية ضد قوات الردع الخاصة، أمر السراج بحل لواء البقرة، لكنه يستمر في عمله حتى الآن.

وكانت هذه الاشتباكات قد اندلعت بين لواء البقرة وقوات الردع الخاصة فبراير 2017، بسبب تواتر أنباء عن اتفاق بين اللواء وتونس بإطلاق سراح وتسليم مقاتلين تونسيين انضموا لتنظيم داعش الإرهابي.

فيلق صلاح البركي

ترتبط هذه الميليشيا بقوات فجر ليبيا الموالية للمؤتمر الوطني العام، وهو موالٍ لعضو المؤتمر السابق، صلاح بادي، زعيم لواء الصمود، وقاد بادي قوات فجر ليبيا للدفاع عن سلطات مؤتمر فجر ليبيا في طرابلس عام 2014، والتي تسببت في تدمير مطار طرابلس الدولي، وتكررت الاشتباكات باستمرار بين عناصر هذه الميليشيا وقوات التدخل المشتركة محور أبو سليم لوجود خلافات بين قادة المليشيتين.

اللواء السابع في ترهونة (كانيات)

تسببت هذه الميليشيا والتي تعرف باسم كانيات نسبة لقائدها محمد الكاني، في الاشتباكات التي وقعت في طرابلس أغسطس الماضي، ونقطة انطلاق هذه القوات تقع في مدينة ترهونة، على بعد 60 كيلومترا من جنوب شرق العاصمة طرابلس.

واتفقت ميليشيات ثوار ليبيا، وقوات أبو سليم، ولواء النواصي على وقف القتال ضد لواء ترهونة، بعد تعهد الأخير بالانسحاب من مواقعه في وسط طرابلس، وأوقف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التعامل مع لواء ترهونة في الفترة الأخيرة، رغم أنه كان على صلة قوية في الماضي، وفي عام 2017، وردت أنباء عن تصفية اللواء لثمانية أفراد على الأقل من عائلة واحدة، في هجوم على مدينة ترهونة.

لواء حلبوص

تأتي هذه الميليشيا من مدينة مصراتة الواقعة غرب العاصمة طرابلس، وفي يونيو 2017، وعين رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، لواء حلبوص قائدًا عامًا لقواته في المنطقة المركزية العسكرية.

ويتبع هذا اللواء كيانٌ أصغر يُعرف بالفيلق 301، وكان هذا اللواء مواليًا لحكومة الوفاق لكن انتماءه، مثل لواء ترهونة، أصبح الآن غير معروف.