أخبار العالم

أطلق الرصاصة التي قتلت بن لادن ويتوعّد خامنئي بـ«عملية سرية».

أطلق الرصاصة التي قتلت بن لادن ويتوعّد خامنئي بـ«عملية سرية».

قال روب أونيل، الجندي السابق في قوات النخبة البحرية الأمريكية «Navy SEAL»، إنه إذا طُلب منه المشاركة في عملية لاغتيال المرشد الأعلى لإيران، سيكون مستعدًا لذلك.

أونيل، المحارب المخضرم الذي أطلق النار على مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في واحدة من أشهر العمليات في تاريخ الجيش الأمريكي، قال في تصريح لصحيفة «ديلي ميل» إن «حذائي لا يزال يناسبني»، عندما سُئل عن إمكانية تنفيذ مهمة تستهدف المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي.

لكن الجندي السابق البالغ من العمر 49 عامًا وجّه تحذيرًا شديد اللهجة إلى السياسيين المتحمسين والمحللين والمتشددين في السياسة الخارجية، وذلك بعد أن أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وفي مقابلة مع «ديلي ميل»، عبّر أونيل عن دعمه لنهج ترامب الموزون، حسب وصفه تجاه النظام الإيراني بعد القصف، لكنه حذّر من التكلفة الباهظة التي قد تدفعها أمريكا إذا توسع الصراع إلى حرب شاملة.

كما حذر الحاصل على وسام النجمة الفضية من أن وجود قوات خاصة على الأرض، حتى لو كان فقط لتقييم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية، قد يجرّ الولايات المتحدة إلى وضع مشابه لما حدث في أفغانستان.

وقال أونيل، الذي يدير بودكاست بعنوان «The Operator» ويظهر بانتظام على شاشات التلفزيون، عن ترامب: «هو يريد إنهاء الحروب، لا أن يبدأ حربًا جديدة».

وأضاف: «لكن هناك فصائل داخل الولايات المتحدة ترغب فعلًا في الحرب، والكثيرون نسوا كيف تبدو الحرب في الواقع».

وبشأن اغتيال المرشد الإيراني، قال أونيل إن المسألة تتعلق بالفرصة مع ضرورة التفكير في العواقب، بما في ذلك التساؤل حول من سيتولى السلطة بعده.

ويعتقد أن أي عملية لاستهداف المرشد الإيراني ستكون عملية سرية، تتم باستخدام طائرة مسيّرة أو ضربة دقيقة، وليس عبر عملية شبيهة بالمداهمة التي نفذتها القوات الأمريكية لقتل بن لادن.

وبحسب روب أونيل، فإن لدى ترامب ورقة ضغط قوية في المفاوضات، تتمثل في تحذير المرشد الأعلى بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يعرفون موقعه بدقة.

ويُعرف أونيل بكونه من أنهى مطاردة استمرت عشر سنوات لزعيم تنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر في عام 2011، عندما اقتحم هو وفريق «سيل تيم 6» مجمعًا في أبوت آباد بباكستان، وكان أونيل هو من أطلق الرصاصة القاتلة.

كانت المهمة ثمرة تخطيط دقيق، وتدريبات مكثفة، وجهود استخباراتية مرهقة استمرت عقدًا من الزمن في إطار عملية لوكالة الاستخبارات المركزية«CIA».

ويدرك أونيل عواقب الحرب، إذ شارك في أكثر من 400 مهمة قتالية على مدى 16 عامًا، بما في ذلك في العراق وأفغانستان، وشارك في عمليات أخرى مثل إنقاذ القبطان ريتشارد فيليبس من قراصنة صوماليين، والجندي ماركوس لوتريل في أفغانستان.

وعن مواقفه السابقة، قال أونيل: «بعد 11 سبتمبر، كنت مؤيدًا جدًا للحرب، وكنت سأغزو أي دولة. لكنني الآن، مع اقترابي من سن الخمسين، رأيت ما تفعله الحرب. لست ضد الحرب، لكنني أصبحت مفكرًا. علينا أن نأخذ الحرب على محمل الجد».

وأضاف: «أنا جاد بشأن الحرب، لأن المحاربين القدامى الذين خدموا في العراق وأفغانستان وما زالوا يعانون من آثار رؤية أصدقائهم يُمزقون أمام أعينهم، يعيشون مع هذا الألم حتى اليوم».

كما حذر من العواقب حين تسوء الأمور، مشيرًا إلى أن الفراغات السياسية التي خلفها التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان وليبيا سمحت للجماعات الإرهابية بالازدهار، وفتحت الباب أمام خصوم أجانب، وعلى رأسهم الصين.

وأضاف: «إذا أسقطت النظام في إيران، من سيتولى الحكم؟ هل سنعيّن دمية أمريكية كما فعلنا من قبل؟ لأننا سبق وأن تدخلنا في إيران أكثر من مرة».

وتابع: «هل نسمح لداعش بالسيطرة، كما حدث في العراق في النهاية؟».

وأشار أونيل إلى أن خلايا نائمة قد تكون دخلت إلى الأراضي الأمريكية عبر الحدود في عهد الرئيس جو بايدن، ويرى أن ضربة ضد إيران قد تؤدي إلى هجمات إرهابية انتقامية داخل الولايات المتحدة.

وقال محذرًا: «في أي لحظة، قد تقوم إيران بتفعيل الإرهابيين الذين عبروا الحدود؟. نحن معرضون للخطر المدارس، المستشفيات، مراكز التسوق. لا أحب أن أكون شخصًا يتحدث عن يوم القيامة، لكنني كنت محقًا من قبل، وأحيانًا الحقيقة تكون مؤلمة».

وللتذكير بخطورة الوضع، قال إن إيران لعبت دورًا في مساعدة طالبان على إصدار جوازات سفر مزورة بعد انسحاب القوات الغربية من أفغانستان.

ويرى أونيل أن التداعيات العالمية المحتملة لتدهور الوضع في الشرق الأوسط يتم تجاهلها إلى حد كبير.

وادعى أونيل أن إيران هي المورد الأول للنفط إلى الصين عبر السوق السوداء. لذا فإن الصين قلقة الآن لأنها لا تحصل على النفط الذي تحتاجه.

وأضاف ساخرًا: «الناس يتحدثون عن الحرب العالمية الثالثة كما لو كانت اسم فيلم». إذا انفجر سلاح نووي حتى لو كان ذلك عن طريق الخطأ فإنه سيطلق سلسلة من الهجمات. سينتهي العالم كما نعرفه».

وبخصوص السياسيين المتشددين المعروفين بالصقور الحربية الذين دعموا الضربات على إيران، لم يُبدِ أونيل أي تعاطف. وقال: «عندما تسمع أن شخصًا ما يُوصَف بصقر الحرب، أؤكد لك أنه لم يشارك قط في حرب. هؤلاء لا يعيشون مع الصدمة، ولا يحضرون الجنازات، ولا يتحملون آلام العائلات التي تُركت خلفهم».

وكان أونيل شديد الانتقاد للسيناتور الجمهوري تيد كروز، الذي قال إنه تعرض للإحراج في مقابلة حديثة مع المذيع تاكر كارلسون بسبب جهله الواضح بشأن إيران والشرق الأوسط.

وأضاف: «تاكر دمره بالحقائق. لا يمكنك اتخاذ قرارات الحرب دون أن تفهم الجغرافيا، والأطراف المعنية، والتاريخ. لكن هذا بالضبط ما نكرره مرارًا وتكرارًا».

ورغم أن ترامب يمتلك أوراقًا قوية، يرى أونيل أنه بحاجة إلى سماع جميع الخيارات في أي تحرك عسكري مستقبلي حتى من أولئك الذين لا يؤيدون الحرب.

واختتم بالقول: «لا يجب أن يكون أحد في غرفة يتفق فيها الجميع. هذا هو ما يؤدي إلى سقوط أي إمبراطورية. غرائز ترامب جيدة، لكن قاعدة MAGA (اجعل أمريكا عظيمة مجددًا) لا يجب أن تؤيده دون قيد أو شرط في هذه المسألة. عليهم أن يسألوا: هل تستحق الكلفة كل هذا العناء؟».

كما دافع روب أونيل عن وزير الدفاع في إدارة ترامب، بيت هِغسِث، الذي تعرض لانتقادات بسبب افتقاره للخبرة داخل البنتاجون.

وقال: «البنتاجون لم يفز بأي حرب منذ الحرب العالمية الثانية. ربما نحن بحاجة إلى وجهة نظر جديدة».

ورغم موقفه المتحفظ، أكد أونيل أنه لا يزال أمريكيًا فخورًا بلا اعتذار، ولديه سنوات من الخبرة في تنفيذ عمليات خاصة قاتلة.

واختتم بالقول:«إذا عثروا على مكان المرشد الأعلى وكانوا بحاجة إلى أحد لتنفيذ المهمة… فقط أقول إن الحذاء لا يزال يناسبني».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى