اختفاء مريب.. سر عدم انضمام حلفاء إيران لها فى الحرب ضد إسرائيل

قال “معهد دراسات الحرب”، إن غياب أي رد فعل قوي وجاد من قبل “محور المقاومة” (الجماعات الموالية لإيران) تجاه الحرب الإسرائيلية الإيرانية يوضح مدى استنزافه بعد أشهر من قتال الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأوضح برايان كارتر في دراسة له بمعهد دراسات الحرب إن حلفاء إيران من الجماعات المسلحة إما عاجزة أو غير راغبة في دعم إيران بأي شكل جدي، حيث يُرجّح أن حزب الله وحركة حماس غير قادرتين على ذلك، فيما جماعة الحوثي والجماعات العراقية غير راغبة إلى حد كبير في المشاركة بالحرب رغم أنها لا تزال قادرة على تهديد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

سر اختفاء حلفاء إيران من حرب إسرائيل
وأشار إلى أن مدى بقاء هذه الجماعات غير منخرطة في الحرب الإسرائيلية الإيرانية إلى حد كبير حتى الآن يعكس تفكك شبكة الجماعات الإقليمية الإيرانية، التي لطالما اعتُبرت الوسيلة الإيرانية الرئيسية للرد على هجمات الخصوم، ولهذا مهما حدث في الأيام والأسابيع المقبلة، ستخرج إيران من هذا الصراع متضررة بشدة، داخليًا وخارجيًا.

وأشار إلى أن حركة حماس بدأت هذه الحرب في 7 أكتوبر 2023، وورطت إيران وحلفاءها والشريكة في صراع استمر عامين ما قوض قدرة إيران على ردع إسرائيل ومهد الطريق للحملة الجوية الإسرائيلية المستمرة، فسبق وبدأت شبكة وكلاء إيران بمهاجمة إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة بحلول منتصف أكتوبر، مما أدى إلى إضفاء طابع إقليمي على الحرب.

وقال برايان كارتر إن هذه الهجمات، التي اعتمدت فقط على الصواريخ والطائرات دون طيار والقذائف، لم تغير حسابات إسرائيل في قطاع غزة، فيما ألحقت إسرائيل أضرارًا بالغة بحماس على الرغم من الهجمات بالوكالة من العراق وسوريا ولبنان واليمن، وجعلت حماس غير قادرة على ردع إسرائيل أو تهديدها في المستقبل المنظور، فضلا عن أن الضرر الذي لحق بحماس جعلها غير ذات صلة في الجولة الحالية من الصراع.

وحسب الدراسة شكلت هجمات حزب الله في شمال إسرائيل مشكلة كبيرة لدولة الاحتلال لأنها أجبرت الإسرائيليين في شمال إسرائيل على إخلاء منازلهم لأكثر من عام، وكان لها آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد الزراعي الإسرائيلي في شمال إسرائيل، وفي المقابل شنت إسرائيل حملة عسكرية استمرت ثلاثة أشهر، أضعفت حزب الله بشدة وأجبرته على الاستسلام.

متى سينخرط حلفاء إيران في الحرب ضد إسرائيل؟
وفي أكتوبر الماضي شنت إيران هجوما صاروخيا باليستيا كبيرا على إسرائيل لكن ردت الأخيرة بتعطيل مكونات رئيسية للدفاعات الجوية الإيرانية، مما فتح الباب أمام حملات جوية إسرائيلية مستقبلية، كذلك في ديسمبر الماضي أدى انهيار نظام بشار الأسد في سوريا إلى تفاقم ضعف حزب الله وتراجع نفوذ إيران الإقليمي بشكل أكبر.

وأشار إلى أن وكلاء وشركاء إيران الآخرين، على الرغم من عدم تضررهم بشدة، غير راغبين وغير قادرين جزئيًا على التدخل بجدية بسبب التحديات التي يواجهونها، لكن لا يزال بإمكان هذه الجماعات مهاجمة الولايات المتحدة في حالة دخولها في الصراع.