الحرب في غزة تفتح نافذة للتمرد على بايدن داخل الحزب الديمقراطي
الحرب في غزة تفتح نافذة للتمرد على بايدن داخل الحزب الديمقراطي
تتحول الحرب في غزة شيئاً فشيئاً إلى مصدر شقاق داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي يريده الرئيس جو بايدن موحداً أكثر من أي وقت مضى تمهيداً للنزال الانتخابي مع دونالد ترامب.
ورفض مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم مشروع قرار من شأنه أن يجبر وزارة الخارجية على إعداد تقرير في غضون 30 يوما للتحقق مما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان في حرب غزة، وبالتالي احتمال تجميد المساعدات العسكرية للدولة العبرية.
لكن رغم الرفض، فإن خريطة التصويت تشير إلى مشكلة إجماع داخل الحزب الديمقراطي، فقد صوت 72 من أعضاء مجلس الشيوخ ضد مشروع القرار مقابل 11 عضوا أيدوه، ومن بين هؤلاء المؤيدين تسعة أعضاء من الحزب الديمقراطي، وهو رقم كبير يشير ربما إلى “تمرد صغير” على الرئيس بايدن بخصوص سياساته الداعمة لإسرائيل تجاه الحرب في غزة.
وإذا تم الكشف عن عدد الديمقراطيين الممتنعين عن التصويت فقد يصبح الرقم مقلقاً لتماسك الحزب الديمقراطي خلف بايدن وهو على أبواب معركة رئاسية شرسة في نوفمبر المقبل.
وجرى التصويت بناء على تحرك من قبل السناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل متحالف مع أعضاء في الحزب الديمقراطي.
ورغم رفض مشروع القرار بسهولة، إلا أنه يعكس القلق المتزايد بين بعض رفاق الرئيس جو بايدن الديمقراطيين، وخاصة الجناح اليساري، بشأن توريد الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل على الرغم من الخسائر الفادحة التي خلفها الصراع في غزة على المدنيين الفلسطينيين.
وقال ساندرز، أبرز منتقدي مجلس الشيوخ لطريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع غزة، إن ذلك “غير أخلاقي”.
وانتقد ساندرز ارتفاع عدد القتلى والاستخدام المكثف للقنابل وقذائف المدفعية التي زودتها بها الولايات المتحدة في المناطق المكتظة بالسكان المدنيين وأعلن في قاعة مجلس الشيوخ: “سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن الولايات المتحدة متواطئة في الكابوس الذي يعيشه ملايين الفلسطينيين الآن”، محذراً من أن مئات الآلاف من الأطفال في غزة “يتضورون جوعاً أمام أعيننا”.
واستشهد بتقارير إعلامية تفيد بأن إسرائيل أسقطت أكثر من 22 ألف قنبلة زودتها بها الولايات المتحدة على غزة في فترة ستة أسابيع، بما في ذلك قنابل تزن 2000 رطل يمكنها تدمير أحياء بأكملها.
وأعلن البيت الأبيض معارضته لخطوة التصويت الذي كان من الممكن أن يمهد الطريق نحو فرض شروط على المساعدات الأمنية لإسرائيل.
وقال أعضاء في مجلس الشيوخ ممن عارضوا هذا الإجراء، رغم رفضه، إنه يبعث برسالة خاطئة ضد إسرائيل.
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام “هذا القرار ليس خارجا عن القاعدة فحسب، بل إنه خطير. إنه يرسل إشارة خاطئة تماما في الوقت الخطأ”.
وتمنح الولايات المتحدة إسرائيل 3.8 مليار دولار من هذه المساعدات كل عام، تتراوح من الطائرات المقاتلة إلى القنابل القوية التي يمكن أن تدمر أنفاق حماس. وطلب بايدن من الكونغرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.
وتقول إدارة بايدن إنها حثت إسرائيل على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، لكن إسرائيل تقول إنها لن تتوقف حتى يتم القضاء على حماس، ولا يظهر المسلحون أي علامة على فقدان وسائل المقاومة.