السيسي يرسم النهاية لـ”مؤامرة الإمارات وأمريكا” معا في قضية “النهضة”
السيسي يرسم النهاية لـ"مؤامرة الإمارات وأمريكا" معا في قضية "النهضة"
تتواصل المساعي الدبلوماسية من جانب أطراف دولية مختلفة لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي تزامنا مع تحذيرات كل من مصر والسودان من خطورة الاجراءات الأحادية التي تقوم بها إثيوبيا دون الرجوع إلى دول المصب.
ويثير الدور الإماراتي شكوك كثيرة حول مساعيها لحل الأزمة على حساب مطالب أشقائها العرب، مصر والسودان، لحماية استثمارتها ومصالحها في القرن الإفريقي، في الوقت تحاول تمرير التعبئة الثانية لسد النهضة دون الوصول إلى اتفاق ملزم.
وفي تطور خطير، تناول اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأمريكي جو بايدن بولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد آل نهيان الأزمة الإنسانية في إقليم تيغراي، فضلا عن ملفات إقليمية أخرى.
وأعرب المتابعون عن استغرابهم من مناقشة بايدن لأزمة تيجراي مع الإمارات، مرجحين أن يكون جهود الوساطة الإمارتية في أزمة سد النهضة مدعومة أمريكيا لإزالة الحرج عن واشنطن بعد فشل مفاوضات العام الماضي.
في الأثناء، كرر الرئيس عبدالفتاح السيسي تحذيراته إلى إثيوبيا خلال استقباله المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي، مؤكدا أن قضية سد النهضة قضية وجودية بالنسبة لمصر التي لن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها.
ويبدو أن تجاهل إدارة بايدن للحديث إلى الرئيس السيسي جاءت بشكل متعمد، حيث يسعى البيت الأبيض لتهميش دور مصر عن قصد وابتزازها بقضية سد النهضة، فضلا عن التواصل مع شركء أقل أهمية من القاهرة كوسيلة للضغط والتقليل من مكانة الإدارة المصرية.
من جانب آخر، تناولت صحيفة ” باي لاين تايمز” البريطانية احتمالات تفاقم أزمة سد النهضة إلى صدام مسلح، نظرا لغياب أطراف دولية فاعلة بين الدول المعنية بالقضية.
وحول الدور الإماراتي، قالت الصحيفة البريطانية إن دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي دولة خليجية صغيرة أطلق عليها وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون ” سبارتا الصغيرة” ، تتنافس بشدة للتوسع في القرن الأفريقي، ولذا قد يساعد التوسط في نزاع النيل في توسيع مصالحها هناك.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الإمارات فضلت الجانب الإثيوبيي على حساب مصر والسودان، مما قد يزيد من استقطاب الصراع ، من أجل تأمين النفوذ داخل إثيوبيا والمنطقة الأوسع.
واختتمت ” باي لاين تايمز” بالقول: ” مع سعي هذه القوى الخارجية لملء الفراغ الدبلوماسي، من المرجح أن تستمر التوترات على المدى القريب، إذا لم يتم حلها في المستقبل، فلا يمكن استبعاد حرب مفتوحة” .