القوات الأمريكية في سوريا والعراق أمام ضغوط “الجبهات السبع” ضد إسرائيل
القوات الأمريكية في سوريا والعراق أمام ضغوط "الجبهات السبع" ضد إسرائيل
تواجه القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، تهديدات متنامية زادت حدتها مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس حيث تعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لعشرات الهجمات.
ونفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية يوم الاثنين في العراق رداً على هجوم بطائرة مسيرة في وقت سابق من نفس اليوم أدى إلى دخول جندي أمريكي في حالة حرجة وإصابة اثنين آخرين.
وتعليقاً على ذلك، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الضربات الجوية استهدفت ردع إيران وفصائل مسلحة تدعمها طهران عن شن أو دعم هجمات على أفراد ومنشآت أمريكية.
ورغم زيادة الضغوط والهجمات على القوات الأمريكية، لا يبدو أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في وجود قواتها على الأرض، خاصة بعد الحرب في غزة. وأشار بايدن ضمناً إلى ذلك بقوله إن “الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات أخرى، حسب الضرورة والملاءمة، للتصدي لتهديدات أو هجمات أخرى”.
ويحظى الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق بإجماع نادر من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس. فمطلع الشهر الجاري، رفض مجلس الشيوخ مشروع قانون تقدم به السيناتور الجمهوري، راند بول، ينص على سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وصوت مجلس الشيوخ بأغلبية 84 صوتاً ضد مشروع القانون، فيما أيده 13 صوتاً فقط.
وكان لافتاً بيان زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، قبيل التصويت على مشروع القانون، قال فيه إن “تمرير مثل هذا القرار – قصير النظر- سيكون بمثابة هدية لإيران”، وأن من شأن ذلك أن يشجع على “فتح جبهة شمالية في الحرب الإقليمية ضد إسرائيل”.
ويظهر تصريح ماكونيل، وهو من أبزر أعضاء مجلس الشيوخ، تغيراً ضمنياً في التعريف الاستراتيجي لوظيفة القوات الأمريكية في سوريا والعراق، وهو تعريفها لأول مرة بمهام لا تتعلق بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، إنما لمراقبة وصد النفوذ الإيراني في البلدين، والأخطار المحتملة على إسرائيل في حال مغادرة القوات الأمريكية كلاً من سوريا والعراق.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء قال المحلل السياسي الأمريكي، أيان مارلو، أن عدد الجماعات المسلحة غير الرسمية والعمليات العسكرية غير المتوقعة من جانب إسرائيل والرد الإيراني المحتمل عليها، يجعل من الصعب توقع متى سوف يقع أي حادث يمكن أن يشعل صراعاً أوسع نطاقاً. لكن ميللر قال إن الولايات المتحدة قد تضطر إلى التصرف بشكل أشد صرامة إذا قتلت أي من الجماعات المسلحة في المنطقة جنوداً أمريكيين.
ونشرت الولايات المتحدة مجموعات حاملات طائرات في المنطقة بهدف ردع القوى الإقليمية الموالية لإيران من ضرب إسرائيل، التي تشن حربا برية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة أسفرت عن مقتل حوالي 20 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.
وبالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين الذين يشعرون بالقلق من هجمات حزب الله اللبناني وغيره من الجماعات المسلحة المناوئة لإسرائيل في المنطقة، فإن الصراع الحالي يبدو بالفعل مثل الحرب الأوسع نطاقا التي تحاول واشنطن تجنبها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيل يواف جالانت أمام الكنيست الإسرائيلي إن إسرائيل تخوض حربا متعددة الجبهات وأنها تتعرض للهجوم من 7 جبهات هي غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية والعراق واليمن وإيران، مضيفاً أن إسرائيل “ترد بالفعل على 6 من الجبهات السبع. وسنقول الأن بأقصى درجات الوضوح أن أي شخص قام بعمل ضدنا سيصبح هدفاً محتملاً”.
وأخيرا يرى أيان مارلو إن كل المؤشرات تقول إن الأوضاع في الشرق الأوسط تقترب من لحظة الانفجار الكبير.