تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.بنود «هدنة غزة”
تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.بنود «هدنة غزة"

تجرى القاهرة مباحثات تحضيرية مكثفة مع الوسطاء في الدوحة وواشنطن للوصول إلى صيغة إطارية لمقترح وقف إطلاق النار لهدنة مؤقتة لمدة ٦٠ يوما في قطاع غزة، تشمل تبادل الأسرى، بما يضمن فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية وإدارة القطاع من خلال ما يعرف باسم «لجنة الإسناد المجتمعى» تكنوقراط، وإعادة الإعمار، حيث يجتمع الوفد الأمنى المصرى مع وفد «حماس»، الذي وصل أمس الأول إلى القاهرة، برئاسة الدكتور خليل الحية.
في غضون ذلك كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات أن الاتفاق المطروح حاليا حول مقترح «ويتكوف» المحدث يمهد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار، ويشمل هدنة تتراوح مدتها ٦٠ يوما، يتم خلالها الإفراج عن ١٠ من الأسرى الإسرائيليين، ٨ منهم طبقا للجدول، و٢ منهم في نهاية الـ٦٠ يوما فترة الهدنة، و١٥ من الجثامين، مقابل الإفراج عن عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة يصل لنحو ١٢٠٠ أسير، بينهم أصحاب المحكوميات الطويلة، موزعين على جداول زمنية سبقت مناقشتها بين الوسطاء ووفد «حماس».
وعلمت من المصادر أن المباحثات الجارية تتضمن خطة عمل اللجان الدولية لمراقبة سريان وقف إطلاق النار ودور قوات عربية في اليوم التالى لإعلان وقف إطلاق النار الدائم، بالإضافة إلى اجتماع مرتقب للجنة فنية متخصصة تشارك فيها مصر وقطر وإسرائيل لمناقشة الخرائط التفصيلية والانسحاب التدريجى لقوات الاحتلال من ارتكازات قطاع غزة.
وأضافت المصادر أنه سيتم التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في الأسبوع الأول من الهدنة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، في خطوة تهدف إلى إنهاء معاناة سكان القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإخراج الجرحى والمصابين للعلاج، وهى ما وصفته المصادر باللحظة الحاسمة.
ويتضمن المقترح رؤية جديدة لغزة وبنودا محورية لضمان أمنها وإعادة إعمارها، من خلال وجود قوات عربية مشتركة في القطاع، مع قيام إحدى الدول العربية بتدريب عناصر من المخابرات والأمن الوقائى والأمن الوطنى التابعين للسلطة الفلسطينية، في خطوة تعزز الاستقرار الأمنى مستقبلًا.
ولإدارة شؤون القطاع، تم الاتفاق على إدارة لجنة مجتمعية تضم نخبة من «التكنوقراط» بصلاحيات واسعة لتوزيع المساعدات وإدارة جهود إعادة الإعمار، بما يضمن الفاعلية في تنفيذ المهام.
وأشارت المصادر إلى أن هذه فرصة لكل من حركة حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق ينهى الصراع.
وأضافت المصادر أن المفاوضات تجرى بوتيرة سريعة، في ظل اهتمام كبير من الإدارة الأمريكية.
وشددت المصادر على أن واشنطن تضمن التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد انتهاء فترة الهدنة، مؤكدة أن موقف واشنطن قد تغير بشكل إيجابى بعد «صفقة عيدان ألكسندر» وتبدل شكل المفاوضات عقب الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.
وعلى الرغم من وجود بعض النقاط الخلافية، فقد توقعت المصادر تجاوزها قريبا، مؤكدة أن التوصل إلى وقف إطلاق النار مسألة وقت. كما شددت على الإصرار الأمريكى والإسرائيلى على نزع سلاح الحركات الفلسطينية في غزة، وأكدت أن الإدارة الأمريكية لن تسمح بوجود نموذج «حزب الله» في القطاع، وأن حمل السلاح بشكل غير قانونى لم يعد مقبولا.
في حين كشفت وسائل إعلام عربية وأمريكية عن تفاصيل المقترح الجديد المطروح حاليا، والذى يهدف إلى تهدئة الأوضاع في قطاع غزة والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى. ويتضمن المقترح، الذي تجرى مناقشته، جدولا زمنيا للإفراج عن الأسرى من الطرفين، بالإضافة إلى آليات لزيادة المساعدات الإنسانية ومفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار.
وينص المقترح على جدول زمنى لتبادل ١٠ أسرى أحياء و١٥ جثمانا على النحو التالى: في اليوم الأول يتم الإفراج عن ٨ أسرى أحياء، وفي اليوم السابع تسلم ٥ جثامين، وفي اليوم الثلاثين تسلم ٥ جثامين أخرى، وفي اليوم الخمسين يتم الإفراج عن ٢ من الأسرى الأحياء، واليوم الستين تسليم ٨ جثامين. فيما يشدد المقترح على أن عمليات تبادل الأسرى ستتم بدون احتفالات أو استعراضات. كما يتضمن بنودا عاجلة تتعلق بالمساعدات الإنسانية والانسحاب العسكرى.
وفى اليوم الأول، وبعد الإفراج عن ٨ أسرى، سينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلى من مناطق في شمال غزة، وفق خرائط يتم التوافق عليها.
وفى اليوم العاشر من الاتفاق، تقدم «حماس» كل المعلومات والأدلة حول الأسرى المتبقين وما إذا كانوا أحياء أو أمواتا، مع تقارير طبية. وفى المقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
كما يشمل المقترح مفاوضات فورية حول وقف دائم لإطلاق النار في اليوم الأول من الاتفاق. وتتناول هذه المفاوضات أربع نقاط رئيسية: تبادل ما تبقى من الأسرى، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد في غزة، وترتيبات «اليوم التالى» في القطاع، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار.
وأشار المقترح إلى وجود ضمانات لالتزام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تجاه الاتفاق، مع التأكيد على أنه في حال نجاح المفاوضات، خلال فترة التهدئة، فسيؤدى ذلك إلى نهاية دائمة للنزاع.
كما سيقدم الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة ضمانات بأن مفاوضات جادة ستجرى خلال فترة التهدئة، مع إمكانية تمديد تلك الفترة إذا استدعى الأمر. وفى حال التوصل إلى اتفاق نهائى، سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين.
ومن المتوقع أن يعلن ترامب التوصل إلى الاتفاق، ويؤكد التزام الولايات المتحدة بمواصلة المفاوضات لضمان وقف دائم لإطلاق النار. وسيتولى ستيف ويتكوف قيادة المفاوضات لإنهاء الحرب.