في فيديو لا يتجاوز الدقيقة رد تطبيق تيك توك الذي شغلت قضيته خلال الساعات الماضية الساحة الأميركية، على ما أشيع حول نيته مغادرة الولايات المتحدة، لا سيما بعد تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحظره.
وفي تصريح فهم كأنه رد على ترمب أيضاً، قالت مسؤولة الفرع الأميركي للتطبيق فينيسا باباس نشرته مساء السبت على المنصة “نحن هنا لنبقى”. وأضافت في الفيديو الذي وجهته للمستخدمين الأميركيين على وجه الخصوص “استمعنا إلى موجة الدعم التي أطلقتموها ونريد أن نقول لكم شكرا. لا نية لنا للرحيل”.كما أعربت عن شكرها “لملايين الأميركيين الذين يستعملون تيك توك يوميا ويضيفون إبداعا وفرحا على حياتنا اليومية”.
إلى ذلك، عبّرت عن “اعتزازها” بالموظفين الأميركيين الـ1500 وكذلك “العشرة آلاف وظيفة إضافية التي سنؤمنها في هذا البلد على امتداد الأعوام الثلاثة المقبلة”.أتى ذلك، بعد أن وصلت المفاوضات بين “مايكروسوفت” و”تيك توك” إلى طريق مسدود، بحسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، بسبب معارضة ترمب شراء مجموعة أميركية للتطبيق الذي يهدد بحظره في البلاد.
أذن بكين في أميركا
وتشتبه واشنطن في أن المنصة التي تملكها شركة “بايت دانس” الصينية تشكل ما يشبه الأذن لبكين، بحيث تقدم معطيات استخباراتية إلى السلطات الصينية، وهو ما تنفيه “تيك توك” بشكل مطلق.
وعقب أسابيع من الشائعات والضغوط، أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس يستعد لتوقيع أمر رسمي يجبر “بايت دانس” على الانفصال عن التطبيق، بحجة حماية الأمن القومي.
لكن ترمب الذي أعلن مساء الجمعة أنه “سيحظر تيك توك في الولايات المتحدة”، موضحا للصحافة أنه لا يدعم شراء الفرع المحلي للشركة من طرف مجموعة أميركية، لم يقم بأي خطوة حتى الآن في هذا الصدد.
غموض يلف مصير التطبيق
لذا لا يزال الغموض يلف مصير التطبيق الذي يدمنه آلاف المراهقين والشباب حول العالم.
، كان يمكن أن تنتهي المفاوضات بين “مايكروسوفت” و”تيك توك” منذ الاثنين الماضي.
لكن الشركتين تنتظران توضيح موقف البيت الأبيض، الذي يمكنه أن يمنع أي معاملة في هذا الصدد.
رواج كبير
يذكر أن “تيك توك” يلقى رواجا كبيرا لدى الشباب خصوصا بفضل تسجيلات مقاطع الفيديو التي تتمحور بشكل كبير حول الموسيقى والرقص، ويبلغ عدد مستخدميه حوالي مليار شخص في العالم.
وتعهدت الشركة خلال الأسبوع الجاري بالتزام مستوى عال من الشفافية، بما في ذلك السماح بالاطلاع على خوارزمياتها لطمأنة المستخدمين والمنظمين.
وعين في الأول من يونيو كيفن ماير المدير السابق لمنصات ديزني (ديزني بلس وهولو وإي آس بي إن بلس) على رأس “تيك توك”.
وكلف الرجل بالإشراف على المبيعات والتسويق والعلاقات العامة والسلامة والإشراف على المحتوى والشؤون القانونية للشركة، على أن يكون رئيسه المباشر زانغ يمينغ، المدير العام لـ”بايت دانس”.غير كافٍي ويشار إلى أنه بداية يوليو، علقت المنصة نشاطها في هونغ كونغ بسبب قانون الأمن القومي الجديد الذي وسع صلاحيات للشرطة، خاصة في ما يتعلق بالرقابة.
جاء ذلك ضمن التوجه ذاته الذي اتبعته الشبكات الاجتماعية العاملة انطلاقا من كاليفورنيا، إذ أعلنت فيسبوك ويوتيوب (جوجل) وتويتر إيقاف تلقي طلبات لتوفير معلومات حول مستخدمين من هونغ كونغ، وذلك احتراما لحرية التعبير
لكن ذلك لم يكن كافيا لإقناع الإدارة الأميركية.
وأجرت لجنة الاستثمارات الخارجية في الولايات المتحدة، المكلفة بضمان عدم تهديد الاستثمارات الخارجية للأمن القومي، مراجعة حول “تيك توك”، لكن نتيجتها أتت سلبية على ما يبدو.
وفي سياق الشكوك حول التطبيق، سجل وجود كثير من المقاعد الشاغرة في تجمع انتخابي نظمه ترمب في تولسا (ولاية أوكلاهوما) نهايةيونيو، وزعم حينها مراهقون أنهم استعملوا “تيك توك” لحجز عدة تذاكر رغم عدم نيتهم الحضور.