حكم التسرع في الصلاة .. الصلاة من أعظم العبادات وهي عمود الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، والعبادة الوحيدة التي تقوم بتصفية صغائر الذنوب، لذلك ينبغي على المسلم أن يحرص على تأديتها بطريقة صحيحة دون التسرع في الصلاة.
حكم التسرع في الصلاة
قالت دار الإفتاء المصرية رد على سؤال “حكم التسرع فى الصلاة ؟”: إن الاطمئنان فى الصلاة فى الركوع وفى الرفع منه وفى السجدتين وما بينهما فرض وركن، ومن دونه تبطل الصلاة وكأنها لم تكن.
وأضافت دار الإفتاء أن العلماء يقولون إن الاطمئنان هو: استقرار الأعضاء والسكون قليلًا بعد الرفع من الركوع وقبل السجود، وأيضًا بعد الرفع من السجود وقبل السجدة الثانية، ولا بد أن يطمئن المصلى فى ركوعه وسجوده زمنًا يتسع لقوله: سبحان ربى العظيم فى الركوع، أو سبحان ربى الأعلى فى السجود مرة واحدة على الأقل، وإن كانت السنة أن يسبح ثلاثًا على الأقل.
وأكدت دار الإفتاء أنه إذا لم يتحقق ركن الطمأنينة بطلت الصلاة، ولو كانت فرضًا وجبت إعادتها.
واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحْسَنَ الرَّجُلُ الصَّلَاةَ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي، فَتُرْفَعُ، وَإِذَا أَسَاءَ الصَّلَاةَ فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي، فَتُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ فَيُضْرَبُ بِهَا وَجْهُهُ» أخرجه أبو داود الطيالسى فى “مسنده”.
حكم من يسرع في الصلاة
تلقت دار الإفتاء سؤالا عبر صفحتها الرسمية يقول فيه صاحبه: “ما حكم الإسراع في الصلاة خوفا من دخول وقت الصلاة التالية “؟.
رد الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بـ دار الإفتاء قائلا: الصلاة تعتبر حاضرا إذا أدرك المصلي ركعة واحدة قبل أذان الصلاة التالية، غير ذلك تكون قضاء.
وأضاف: يجوز الإسراع في الصلاة ولكن مع الحفاظ على أركانها وسننها ، أما الإسراع المخل بالأركان فلا يجوز شرعا ، مع العلم أن الخشوع والتدبر أساس صحة الصلاة ، وليحافظ كل إنسان على أداء الصلاة في وقتها .
إعادة الصلاة بسبب السرعة؟
إن الإسراع في الصلاة إذا كان يخل بركن الطمأنينة فإن الصلاة تبطل به ويجب إعادتها, وإذا كان إسراعا لا يخل بالطمأنينة فالصلاة صحيحة، فإذا كنت تستقر في السجود بقدر التسبيح فنرجو أن يكون هذا كافيا في تحقيق الطمأنينة ولا تطالب بإعادة الصلاة.
ويجب على المصلي أن يستحضر أنه بين يدي الله ويصلي بطمأنينة وخشوع ولا ينقر الصلاة كنقر الديك فإن هذا يشبه فعل المنافقين الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا. رواه مسلم.
قال النووي في شرحه: تَصْرِيح بِذَمِّ مَنْ صَلَّى مُسْرِعًا بِحَيْثُ لَا يُكْمِل الْخُشُوع وَالطُّمَأْنِينَة وَالْأَذْكَار ، وَالْمُرَاد بِالنَّقْرِ : سُرْعَة الْحَرَكَات كَنَقْرِ الطَّائِرِ.
السرعة في الصلاة بسبب الوسواس
قال الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، إن الشخص الذي يتعرض للوسواس في الصلاة؛ صلاته صحيحة ولا تبطل.
وأوضح «عبدالسميع»، ردًا على سؤال: هل تبطل الصلاة بكثرة الوسواس ؟ أنه أحيانًا يكون دفع الوسواس أمر غير روحي بكثرة الاستغفار والتسبيح وسائر الأذكار، لكن يكون الشخص لديه مشكلة عضوية كيميائية بحاجة إلى الطبيب.
وأضاف أنه يجب على هذا الشخص- بجانب عباداته وأذكاره واستحضار ذهنه في الصلاة- أن يتبع ما يملي عليه الطبيب من نصائح، مشيرًا إلى أن صلاته صحيحة ولا يجب عليه عليه إعادتها أو تكرار الصلاة بسبب وساوس نفسه أو الشيطان.
هل يشرع سجود السهو لمن يتعرض للوساوس أثناء الصلاة
بدوره قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إن الشخص الذي يتعرض للوسواس أثناء الصلاة لا يجب عليه أن يسجد سجودًا لـ السهو ولا أن يعيد ما يوسوس إليه الشيطان فيه.
وأوضح«عويضة»، ردًا على سؤال: هل يشرع سجود السهو لمن يتعرض للوساوس أثناء الصلاة ؟ أن المصلي إذا استجاب لـ وساوس الشيطان ولم يدافعها؛ يكون عرضة لأن يعيد صلاته كلها.
وأكد أن المصلي يجب عليه أن يكون ذا عزيمة ولا يستجيب لوساوس النفس والشيطان وأن يأخذ بالأسباب التي توصله إلى الخشوع في الصلاة.
حكم عدم الخشوع في الصلاة
قال الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدارؤ الإفتاء المصرية في إجابته عن سؤال: «ما حكم الوسواس في الصلاة وعدم الخشوع فيها، والقلق من عدم قبول الصلاة؟»، أنه لا يوجد إنسان قادر على الخشوع في الصلاة بنسبة 100%، وإنما علينا أن نجتهد لنصل لذلك.
وتابع: «نحن عندنا بدائل، لو لم نخشع في الصلاة بشكل كامل علينا أن نعوض ذلك في شيء آخر، والله سبحانه وتعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ» (سورة هود: 114).
وأشار إلى أن الشرع لم يطلب الخشوع في الصلاة بنسبة 100%، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، والخطأ لا يكون بارتكاب معصية وقد يكون بعدم الخشوع في الصلاة.
هل يجب علي إعادة الصلاة عند الشك؟
أجاب الدكتور عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه مضمونه: “هل الشك بأن صلاتك غير صحيحة أو فيها خطأ يوجب عليك إعادة الصلاة؟”، وذلك خلال لقائه بموقع الفيديوهات “يوتيوب”.
ورد قائلًا إنه ربما يكون هذا وسواس لديكِ، فالشيطان عندما يجد الإنسان ملتزما فيبدأ يوسوس له، فلا تستسلمى لهذا الوسواس فى الصلاة إلا إذا وصلتِ لمرحلة اليقين بأن صلاتكِ ليست صحيحة بالفعل.
وسائل الخشوع في الصلاة
للخشوع في الصلاة ، عليك بأربعة أمور بدايةَ: أولا: استشعارُ الخضوعِ والتواضعِ للهِ عزَّ وجلَّ عند ركوعك وسجودك، ثانيًا: أن يمتلئَ قلبك بتعظيمِ اللهِ عز وجلّ عند كل جزءٍ من أجزاء الصلاةِ، ثالثًا: أن يبتعد المُصلّي في صلاتهِ عن الأفكارِ والخواطرِ الدنيويّة، رابعًا: الإعراضِ عن حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ.
كيفية تحقيق الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة، هو الانكسار والتواضع لله تعالى، وأول أسباب الوصول للخشوع في الصلاة، هو الوضوء الصحيح والذي يعني فعل أركان وسننه بصورة سليمة مع حضور القلب واستحضار نور القلب أثناء الوضوء.
وكان الإمام الشافعي يحسن الوضوء دائما، ففيه حضور القلب واستعداد للقاء الله في الصلاة، فالوضوء هو الاستعداد ومن حسن استعداده كمل إمداده”.
وعلى المصلي الذي يريد الخشوع في الصلاة، أن يكبر تكبيرة الإحرام، والتي تعتبر ركن من أركان الصلاة، فكل التكبيرات داخل الصلاة سنة، إلا تكبيرة الإحرام فهي ركن، ثم يقرأ القرآن داخل الصلاة بهدوء وخشوع.
دعاء الخشوع في الصلاة
يستحب ترديد دعاء الخشوع في الصلاة ، لأن الخشوع في الصلاة يكثر ثوابها أو يقل حسبما يعقل المصلّي في صلاته، ذلك أنّ الصلاةَ مع الغفلة عن الخشوع والخضوع لله عز وجل لا فائدة فيها، ودعاء الخشوع في الصلاة، لمن أراد خشوعًا فى صلاته وهو: ” اللهم ارزقني خشوعًا فى الصلاة، اللهم اشفِ مرضاناَ ومرضي المسلمين”.