
قال آرون ديفيد ميللر، كبير المستشارين الأمريكيين السابق للمفاوضات العربية–الإسرائيلية، إن مصر تلعب دورًا محوريًا في معادلات الشرق الأوسط، وهو دور تفرضه الجغرافيا والتاريخ، وليس مجرد اختيار سياسي.
وأضاف ميللر . ضمن سلسلة حوارات مستقبل الشرق الأوسط أن إن مصر لا تملك ترف الانسحاب من قضايا الإقليم.
علاقتها بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وحدودها المباشرة مع غزة، تضعها في موقع لا يمكن تجاهله. لكن في الوقت نفسه، تواجه القاهرة تحديات أمنية وسياسية شديدة التعقيد، من بينها ملف اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح أن استيعاب أعداد كبيرة من الفلسطينيين، في ظل استمرار العدوان على غزة، يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الداخلي المصري، تمامًا كما حدث مع الأردن في سبعينيات القرن الماضي.
وقال: «تخيل أن مصر أو الأردن سمحتا بوجود منظمات فلسطينية مسلحة على أراضيهما، ثم وقع هجوم على إسرائيل من تلك الأراضي. ستكون النتيجة كارثية على الاستقرار الإقليمي، بل وعلى بقاء الأنظمة ذاتها.»
وأشار ميللر إلى أن مصر بالفعل تتحمل عبئًا كبيرًا، وأن مصر تستوعب اليوم آلاف اللاجئين السودانيين، ولديها التزامات إنسانية وأمنية ضخمة.
قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بإلغاء زيارته لواشنطن، ثم العودة للتفاوض غير المباشر، يعكس هذه الاستراتيجية الدقيقة في التعامل مع واشنطن وتل أبيب.
واختتم ميللر حديثه بالتأكيد على أن دور مصر الإقليمي ليس خيارًا، بل التزامًا مفروضًا بحكم الجغرافيا والتاريخ، مضيفًا أن التحدي الحقيقي للقاهرة اليوم هو كيف توازن بين حماية أمنها القومي، والحفاظ على دورها القيادي في العالم العربي، وسط خريطة إقليمية ملتهبة وغير مستقرة.