حذرت دراسة جديدة من آثار جانبية خطيرة يعاني منها بعض مرضى فيروس كورونا، تصل إلى إصابتهم بالغرغرينا.
والغرغرينا هي موت الأنسجة جراء عدم ضخ الدم بكميات كافية، وتحدث بشكل شائع في الأيدي والأقدام، ولكنها من الممكن أن تؤثر على بقية أعضاء الجسم.
فإن القائمين على الدراسة من جامعة ”نورث ويسترن“ الأمريكية، استخدموا تقنيات متعددة للتصوير لتحديد أسباب الغرغرينا والآلام الروماتيزمية طويلة الأمد لدى المرضى بالفيروس.
وأشارت النتائج إلى أن ”كورونا“ يستطيع تنشيط الجهاز المناعي ليهاجم نفسه، وهذا ما يتسبب في ظهور مشكلات آلام المفاصل والعظام والآلام الروماتيزمية والغرغرينا، فضلا عن الاستسقاء والتورم أو الأنسجة الميتة أحيانا.
وتأتي هذه الدراسة بعد صدور تقارير طبية خاصة بامرأة إيطالية مصابة بفيروس كورونا، تم إدخالها للمستشفى في شهر مارس2020، حيث خضعت لعملية بتر ثلاثة أصابع بعد أن أثر المرض على الأنسجة والأوعية الدموية، فضلا عن وجود مرضى آخرين خضعوا لعمليات بتر لنفس السبب.
وتم اكتشاف إصابة المرأة خلال مسحة روتينية، ولم تكن تعاني من أي أعراض شائعة لفيروس كورونا مثل السعال وارتفاع درجة الحرارة، حيث غادرت المستشفى وعادت بعد شهر بأصابع مصابة بالغرغرينا.
وقال الطبيب سواتي ديشموخ المسؤول الرئيسي عن الدراسة، إن العديد من المرضى المصابين باضطرابات العظام والعضلات يتماثلون للشفاء، ولكن هناك حالات فردية تتطور أعراض المرض لديهم لمراحل خطيرة.
وأوضح ديشموخ الفرق بين الأعراض التي يُسببها المرض بشكل مباشر و الأعراض والآثار التي يحفز الجسم على إحداثها، وهذه النقطة مهمة للغاية بالنسبة للأطباء لتحديد العلاج.
لذلك هم يستخدمون تقنيات التصوير المختلفة لتحديد هل آلام المفاصل والعضلات ناجمة عن أعراض عادية للأنفلونزا ومعتادة بالنسبة إليهم؟، أم أنها دليل على وجود شيء أكثر خطورة؟.
وعلى الرغم من أن الخبراء لا يدركون السبب وراء حدوث انسدادات الأوعية الدموية، إلا أنهم يرجحون أن التفسير المنطقي هو تأثير فيروس كورونا على دفع الجسم لمهاجمة نفسه بما يُعرف طبيا باسم عاصفة cytokine، وهو تنشيط الجهاز المناعي بشكل أكبر من اللازم.