ما هو اسم فتى موسى عليه السلام؟ لقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام كاملة مع الفتى الذي كان بين أحداث القصة، حيث ورد ذكر هذا الفتى في أكثر من مرة، ولكن لم يُذكر اسمه صراحة في القصة، فمن هو هذا الفتى، هذا سوف يكون موضوع موقع محتويات في السطور القليلة القادمة.
ما هو اسم فتى موسى عليه السلام
الإجابة الصحيحة هي: يوشع بن نون، وهو الفتى الذي صحب موسى عليه السلام طوال رحلته متجها إلى الخضر، وقد وردت قصة سيدنا موسى مع فتاه في القرآن الكريم، ولكن لم يرد اسم هذا الفتى صراحة إلا من خلال الأحاديث النبوية الشريفة في حديث أبي بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثُمَّ انْطَلَقَ وانْطَلَقَ معهُ بفَتَاهُ يُوشَعَ بنِ نُونٍ، حتَّى إذَا أتَيَا الصَّخْرَةَ وضَعَا رُؤُوسَهُما فَنَامَا، واضْطَرَبَ الحُوتُ في المِكْتَلِ، فَخَرَجَ منه فَسَقَطَ في البَحْرِ)[1]، فقد وردت تفاصيل قصة موسى عليه السلام مع فتاه في القرآن الكريم بكل تفاصيلها في سورة الكهف، وبعد أن كبر يوشع بن نون أرسله الله تعالى نبيًا لبني إسرائيل، وبعد موت موسى عليه السلام تولّى مهمة تبليغ الرسالة، وقد ذُكر في الأحاديث أن النبي يوشع هو ذاته النبي الذي حَبس الله له الشمس بعد أن سار إلى بيت المقدس.[2]. بذلك؛ تم التعريف في مَا هُو اسم فَتى مُوسى عَليه السلام؟ حيث وضحنا ما هو اسم فتى موسى عليه السلام، كذلك تعرفنا على معجزة يوشع بن نون، وفيما إذا كان نبيًا.
قصة موسى عليه السلام:
مُوسى -عليه السلام- نبيٌ من أنبياء الله الذين أرسلهم لدعوة بني إسرائيلَ، وقد جاء القرآنُ الكريمِ مفصلًا لقصتِه منذ ولادته وما تبعها من أحداثٍ في حياته، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع محتوياتٍ، سيتمُّ بيان قصته بالتفصيلِ.
قصة موسى عليه السلام
لقد وردت قصة سيدنا مُوسى -عليه السلام- في القرآنِ الكريمِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكرها كما وردت تحتَ عناوينٍ مستقلةٍ، وفيما يأتي ذكر ذلك:
نشأة موسى عليه السلام
وُلد مُوسى -عليهِ السلامِ- في مصرَ، وكان حاكمُ مصرَ آنذاكَ هو فرعونُ الطاغية الذي ادَّعى الربوبية، وقد كان فرعونُ هذا يقتلُ المواليدَ الذكورَ عامًا، ويتركهم في العامِ الذي يليه، وقد كانَ من قدرِ الله لمُوسى أنْ يُولدَ في العامِ الذي يُقتلُ في الأولاد، وحيث أنَّ أحدًا لم يكن يعلمُ بولادتهِ، فد اهتدت أمُّه -بوحيٍ من الله -عزَّ وجلَّ- أن تضعه في تابوتٍ وتُلقيه في اليمِّ، وبالفعلِ فعلت بما أُمرت.[1]
لكن ما حصلَ أنَّ اليمَّ سارَ بمُوسى حتى وصلَ قصرَ فرعونَ، فالتقطوه الحاشيةَ، وحينها طلبت آسيا بنتُ مزاحم من زوجها فرعونَ أن يتركَ هذا المولودَ ليتخذوهُ ولدًا، عسى أن ينفعهم، وبالفعلِ وافق فرعونُ على طلبِ زوجته، وأحضروا له المراضعَ، إلَّا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد حرمهم على موسى، وحينها ظهرت أخته التي كانت تتبع أثره بأمرٍ من أمِّها وعرضتْ عليهم أن ترضعه أمُّ موسى، وبالفعلِ وافق فرعونُ على ذلك، وبذلك يكونُ قد تحقق وعدُ اللهِ لأمِّ مُوسى، وأعاده إليها.[2]
موسى يقتل القبطي
بعد أن كبر موسى -عليه السلام- دخل يومًا ما إلى المدينةِ، وصادف هناكَ رجلانِ يقتتلانِ، أحدهما من شيعةِ مُوسى، والآخرَ من عدُّوه، فطلب الذي من شيعته من مُوسى أن ينصره على الذي من عدُّوه، فما كانَ من مُوسى إلَّا أن وكزَ الرجلَ الذي من عدِّوه، وقد قدَّر الله -عزَّ وجلَّ- لهذا الرجلِ الموتَ في تلكَ اللحظة، فندمَ مُوسى على ما فعل؛ بالرغم من أنَّ القتلَ قد وقع خطئًا، فرجع إلى ربِّه وتاب من ذنبهِ.[3]
وبقي مُوسى حينها خائفًا يترقب ما سيحدث له، ثمَّ لقي الرجلَ الذي استنصره في اليومِ السابقِ يقتتلُ مع رجلٍ آخر، فطلبَ حينها أن ينصره على ذاكَ الرجلِ، إلَّا أنَّ الرجلَ الآخرَ زجرَ مُوسى عمَّا كان سيفعلْ، واتهمه بأنَّه يُريدُ أن يكونَ جبارًا في الأرضِ، ولا يريد أن يكونَ من المصلحينَ، ظنًّا منه أنَّه سيقتلهُ كما قتلَ نفسًا بالأمس، ثمَّ جاءَ بعد ذلك رجلًا صالحًا، ونصحه بالخروجِ من المدينةِ، وبالفعلِ توجَّه إلى مدين.[4]
موسى متوجهًا إلى مدين
بعد أن خرجَ مُوسى -عليه السلام- من مدينته، توجَّه إلى مدينةِ مدينَ، ونزلَ في مكانَ اجتمعَ النَّاس فيه للسقايةِ، ورأى هناكَ فتاتينِ واقفتينِ تنظرانِ لسقايةِ أغنامهم، فسألهم مُوسى عن خطبهم، فإخبرتاه بأنَّ أبوهما شيخٌ كبير، ولا يستيطع السقاية، فقام موسى بالسقايةِ لهما، ثمَّ توجَّه إلى ربِّه بالدعاءِ.[5]
ثمَّ ما لبثَ حتى جاءته إحدى الفتاتينِ، وطلبت منه الحضورَ إلى والدها، لشكره على صنيعه مع ابنتيهِ، وبالفعلِ توجَّه مُوسى مع الفتاةِ إلى الشيخِ الكبيرِ، وقصَّ عليه مُوسى خبره، فاقترحت إحدى ابنتيه استئجارَ موسى للعملِ عندهم في السقاية، وبالفعلِ عرضَ الأبُ عليه العملَ عنده مدةُ ثمانية أعوامٍ مقابلَ تزويجه إحدى ابنتيهِ، وإن أرادَ زيادة سنتينِ فهذا كرمٌ منه، وبالفعلِ وافق مُوسى وقضى الأجلَ كاملًا، ثمَّ توجَّه بعد ذلك إلى مصرَ.[6]
موسى والنبوة
في طريقِ عودةِ مُوسى إلى مصرَ مع أهله، أخذَ يبحثُ عن نارٍ فلم يجد، إلى أن رأى نارًا إلى جانبِ جبلٍ، فسارَ إليها من غيرِ أهله، وهناكَ سمعَ صوتًا يناديهِ، وكان هذا الصوتُ صوتَ ربِّه يكلمه، فأخبره تباركَ وتعالى أنَّه مكلفٌ بدعوةِ قومه إلى عبادةِ الله وحده، وأن يُخبرهم بشأنِ يومِ القيامةِ، وأنَّ كلَّ عبدٍ مجازى على فعلهِ في هذه الدنيا.[7]
ثمَّ سأل الله تباركَ وتعالى مُوسى -عليهِ السلامِ- عن العصا التي يحملها بيمينه، فأجابه مُوسى بأنَّه عصا يتكئُ عليها ويهشُّ بها على غنمه، وأنَّ له فيها مآربٌ أخر، فأمره ربَّه بأن يلقيها على الأرضِ، وبالفعلِ استجاب مُوسى لطلبهِ فإذا بالعصا تتحولُ إلى حيةٍ، فخافَ مُوى إلَّا أنَّ الله أمره بعدمِ الخوفِ، وأنَّه سيعيدها إلى سيرتها الأولى، ثمَّ أمره بوضعِ يده في جيبه، فإذا بيده تخرجُ بيضاءَ من غيرِ مرضٍ، وكان هاتينِ الآتيتينِ معجزاتٍ أيَّد الله بها مُوسى لمواجهةِ قومهِ بهما.[8]
ثمَّ بعد ذلك أمرَ الله -عزَّ وجلَّ- نبيَّه بالتوجهِ إلى فرعونَ لدعوتهِ إلى توحيدِ اللهِ، فطلب مُوسى من ربِّه أن يشرحَ له صدره، وأن ييسر له أمره، وأن يجعلَ له وزيرًا من أهلهِ، فاستجابَ له ربَّه، وبذلك يكونُ مُوسى قد بعثَ نبيًا ورسولًا إلى بني إسرائيلَ.[9]
دعوة موسى لفرعون
بعد وصولِ موسى إلى أرضِ مصرَ، والتقائه بأخيهِ هارونَ، وقاما بالذهابِ إلى قصرِ فرعونَ، الذي أذنَ لهما بالدخولِ عليه، وهنا بدأ موسى بدعوةِ فرعونَ إلى التوحيدِ، وعبادة الله -عزَّ وجلَّ- إلَّا أنَّ فرعونَ استخفَّ بعقلِ مُوسى، وسأله عن ربِّه، فما كان من موسى إلَّا أنْ بيَّن له أنَّه الله هو مالكَ الملكِ وأنَّه ربُّ كلِّ شيءٍ، وما كان من فرعونَ آنذاكَ إلَّا أن استخفَّ بمُوسى وأخيهِ.[10]
وهنا أظهرَ موسى المعجزاتِ التي أيده الله بها، فتعجبَ فرعونُ حينها مما رأى، وطلب من ملأه الرأي والمشورة، فأخبروه أنَّ موسى وهارونَ ما هما إلَّا ساحرانِ يريدانِ الاستحواذ على ملكِ فرعونَ، وقاموا بإرشادِ فرعونَ إلى جمعِ السحرةِ لإبطالِ ما جاء به مُوسى.[11]
مواجهة موسى للسحرة
جمعَ فرعونُ السحرة، وأخبرهم بشأنِ مُوسى -عليه السلام- وما ظهر منه من معجزاتٍ، واستشارهم عمَّا يُمكنهم فعله، فأخبر السحروُ فرعونَ أنَّ بإمكانهم غلبةُ موسى، وأنَّهم سيبطلون ما جاء بهِ من السحر -بزعمهم- وبالفعلِ اتفقَ السحروفُ مع مُوسى على يومٍ، ولما جاء اليومَ الموعودِ طلب مُوسى من السحرةِ أن يكونُ أول من يُلقي، وحين ألقوا حبالهم وعصيِّهم بدأ يخيَّل إلى مُوسى والحضور أنَّها أفاعٍ تسعى، فتوجس مُوسى خيفةً، فأمره الله بأن لا يخاف، وأمره بأن يلقي عصاه، وبالفعلِ قامَ بإلقاء العصا فإذا هي تلقفُ ما صنعوا.[12]
وحينئذٍ ما كان من السحرةِ إلَّا أن آمنوا بدعوةِ مُوسى؛ إذ أنَّهم علموا بخبرتهم أنَّ هذا الصنيع ليس صنيعُ ساحرٍ، بل هي معجزةٌ أيَّد الله بها نبيَّه، وحينها اتهمَّ فرعونُ السحرةَ بأنَّهم تلاميذُ موسى، وظلَّ منكرًا لدعوة التوحيدِ التي جاء بها نبيَّ الله، وبعد إيمانِ بنوا إسرائيلَ، أمرهم الله بأن يسكنوا بيوتًا في مصرَ.[13]
لكن فرعونُ قامَ بظلمِ أتباعِ مُوسى، وتخويفهم، وكان قد همَّ بقتلِ نبيِّ الله بحجةِ خوفه من التأثيرِ على النَّاس، لكن قام رجلًا صالحًا يكتمُ إيمانه باستنكارِ ذلك على فرعون، وأخبره بأنَّ مُسى قد جاء بالبيناتِ فإن كان صادقًا فإنَّ الشرَّ سيصيبهم، وإن كان غير صادقٍ فإنَّ الله سيظهر حقيقته؛ ولهذا السبب تراجع فرعونُ عن فكرةِ القتلِ.[14]
خروج موسى ومن آمن معه من مصر
بعد أن استمرَّ ظلمُ فرعونَ لأتباعِ موسى -عليه السلام- أمرَ الله -عزَّ وجلَّ- نبيَّه الكريم بالخروجِ من مصرَ مع من آمنَ معه ليلًا، لكن ذلك لم يخفى على فرعونَ، وغضبَ حينها غضبًا شديدًا، وأمرَ أعوانه وجنوده باللحاقِ بهم، وأدركوا القومَ المؤمنين، فلم يبقَ أمامَ مُوسى وقومه إلَّا البحرَ، فأمرَ الله نبيَّه برميِ العصا في البحر، فإذا بالبحرِ ينشقُّ إلى نصفينِ، حتى ظهر في وسطه يابسةً، وهرب من خلالها هو وقومه، وقد أمر الله نبيَّه بتركِ البحرِ على حاله، فلحقه فرعونُ وجنوده، حتى كادوا يدركونَ المؤمنين، لكنَّ الله القادرَ المنتقمَ قامَ بإغراقِ الطغاةِ في البحرِ.[15]
ذهاب موسى للقاء ربِّه
بعد نجاةِ مُوسى ومن آمنَ معه، مضوا في طريقهم حتى وصلوا إلى قومٍ يعبدونَ الأصنامَ، فطلبَ قومُ مُوسى من نبيِّهم أن يتخذ لهم إلهً كما لهؤلاءِ القومِ، إلَّا أنَّ موسى أنكرَ عليه ذلك وبيَّن لهم فضلَ ربِّهم عليهم، ثمَّ ذهبَ للقاءِ ربِّه بعد أن استخلفَ أخاه هارونَ على قومه.[16]
وبعد وصول مُوسى إلى المكانِ الموعودِ، كلَّمه ربَّه من وراءِ حجابٍ، فطلبَ مُوسى منه أن يراهُ، لكنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أخبره بأنَّه لن يستطيعَ تحمُّل ذلك كلِّه، ثمَّ أمره بالنظرِ إلى الجبلِ، وحين تجلَّى ربَّه خرَّ موسى صعقًا، من هولِ ما رأى، وحين أدركَ ما بدرَ منه استغفر ربَّه، ثمَّ أمرَ الله مُوسى بأخذِ الألواحِ والحرص على العملِ بما جاء فيها من تعاليمٍ وأوامرٍ، وتعليم ذلك لقومه، وبالفعلِ مضى موسى إلى قومه لتعليمهم.[17]
عودة موسى إلى قومه
بعد غيابِ مُوسى عن قومه أربعين ليلة، عادَ إليهم ليجدهم قد فُتنوا بعبادةِ العجلِ الذي صنعه لهم السامريُّ من الحليُّ، فعاتب مُوسى أخاه هارونَ، إلَّا أنَّ هارونَ أخبره بأنَّ القومَ قد استضعفوه وكادوا أن يفتلوه، فما كان من موسى إلَّا أن ألقى الألواحَ غضبًا وأسفًا على ما كانَ من قومهِ، لكن سرعان ما استغفر ربَّه بعد أن أدركَ أنَّ هذه الألواحَ في تعاليمُ الله -عزَّ وجلَّ- وشريعته.[18]
ثمَّ خاطب السامريّْ وسأله عن شأنه، فأخبره بأنَّه يملك بصيرةً لا يملكها بنوا إسرائيل، وحينها قام مُوسى بتحريقِ العجلِ، وقام بنسفِ رمادِه نسفًا، ثمَّ أخبرَ السامريُّ بأنَّ له عقوبةً في الدنيا والآخرة، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا).[19]
قصة موسى مع البقرة الصفراء
قُتل رجلٌ غنيٌ من بني إسرائيلَ على يدِ أحدِ أقربائه، وكان هدفه من هذا القتل الاستحواذ على مالِ هذا الرجلِ المقتولِ، ثمَّ بعد أن قتله ذهب إلى نبيِّ الله مُوسى ليعلمه بما حصلَ، وطلب منه أن يعرفَ من هو القاتل، فجمع مُوسى حينها بنو إسرائيل ليسألهم عن الأمر، فلم يجد عند أحدٍ منهم علمًا بالخبرِ.[20]
وحينها أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيِّه الكريم أن يأمر قومه بذبحِ بقرةٍ، إلَّا أنَّ القومَ تعجبوا من ذلك الطلب، وبدأو يسألونَ مُوسى عن صفاتِ تلكَ البقرة، فأخبرهم أنَّها صفراء اللونِ لاشيةَ فيها، وأنَّها لا كبيرةٌ ولا صغيرة، وأنَّ هذه البقرة لم تتُخذ للعمل في الأرضِ، وهي خاليةٌ من العيوبِ، فوجدوا تلك البقرةِ بعد عناءٍ.[21]
ثمَّ بعد ذبحِ البقرة أمرَ مُوسى قومه بإلقاءِ جزءٍ منها على الميِّت، وبالفعلِ فعلوا ذلك، فأعاد الله -عزَّ وجلَّ- الروحَ إلى ذاكَ الرجلِ الغنيِّ المقتولِ، وبيَّن لهم أنَّ الذي قتله هو قريبه ذاك.[22]
قصة موسى مع الخضر
لقد أخبرَ موسى قومه بعد أن سئلِ إن كان هناكَ من هو أعلمُ منه، بأنَّه هو أعلمُ أهل الأرضِ آنذاكَ، فعاتبه ربَّه على ذلك، وأخبره بأنَّ الخضرَ هو أعلمُ منه، فطلب مُوسى من ربِّه أن يلقى الخضرَ، فاستجابَ ربُّه له، فذهبَ موسى مع فتاه يوشع بن نون للقاءِ الخضرِ بعد أن أعلمه الله أنَّ علامو لقائه به هي فقدانُ الحوتِ.
فسارَ مُوسى هو وفتاه حتى وصلا إلى صخرةٍ فاستراحا عندها، ثمَّ بعد ذلك عادا للسيرِ، وبعت التعبش والإرهاقِ طلب مُوسى من فتاه إحضارَ الطعام، فعلما حينها بفقدانِ الحوتِ فعادا إلى الصخرةِ فوجد مُوى الخضرَ جالسًا هناكَ، واستأذنه بالاصطحاب، لكنَّ الخضرَ أخبره أنَّه لن يستطيع صبرًا على الأحداث التي ستحصل.
لكن موسى أخبره أنَّه سيكونث صابرًا، فطلبَ الخضرَ منه عدم سؤاله عن أيِّ شيءٍ، فوافق موسى، ثمَّ صعدا إلى السفينةِ، فخرقَ الخضرَ السفينة، فاستنكرَ مُوسى عليه ذلك، فذكره الخضر حينها بالشرطِ، فاعتذر موسى من الخضرِ، ثمَّ سارا حتى وجدا غلامًا فقتله، فاستنكر موسى ذلك، فعاد الخضرَ مذكرًا لموسى بالشرطِ، فاعتذر مُوسى عمَّا بدرَ منه وأخبره إن سأله مرةً أخرى أن يتركَ مصاحبته.
ثمَّ سارا حتى وصلا مدينةً ووجدا فيها جدارًا يريد أن ينقضَّ، فأقامَ الخضرَ ذاك الجدارِ، فأخبره موسى بأنَّه يُمكنه أن يطلب أجرًا على ذلك، وحينها أخبره الخضر أنَّه هذا فراقٌ بينهما، ثمَّ أطلعه على سبب ثقب السفينة وقتل الغلام، وإقامة الجدار من غير أجرٍ.
وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا*وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا*فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا*وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا).[23]
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان قصة موسى عليه السلام، وفيه تمَّ ذكرُ قصتهِ بالتفصيلِ كما جاءت في القرآنِ الكريمِ، فاشتمل هذا المقال على نشأةِ مُوسى منذ صغره حتى بعثته ونبوته وما حصل من أحداثٍ أثناءَ حياته.