تميز موشيه ديان قبل إصابة عينه بأنه كان وديعا فقد وُلد في مدينة كيبوتس دغانيا بالقرب من بحيرة طبريا في فلسطين سنة 1915 لأبوين يهوديين تركا دولة أوكرانيا وسكنا في فلسطين التي كانت خاضعة للحكم العثماني آنذاك.
طفولة موشيه ديان
كان موشيه ديان قبل إصابة عينه تلميذًا بمدرسة للبنات وكان أول ولد ينضم الى هذه المدرسة، ومع وصوله الي سن الرابعة عشر قرر موشيه ديان الإلتحاق بمنظمة الهاجاناه العسكرية والبالماخ في بداية تكوينها قبيل بداية الحرب العالمية الثانية.
جاء انضمام موشيه ديان لعصابة الهاجاناه حين وقعت أعمال الثورة الفلسطينية في العام 1936 م وسمح الإنجليز آنذاك بإنشاء قوة أمنية تضم المستوطنين اليهود، وخدم موشيه ديان لفترة قصيرة كدليل في الجيش الأنجليزي، ثم تجند في شرطة الاستيطان الأسرائيلي.
في خلال ثلاثة اعوام وصل موشيه ديان قبل فقد عينه لعضوية الوحدات الميدانية تحت قيادة الجنرال ساديه وعمل ايضا في الدوريات المسائية الخاصة بقيادة ضابط المخابرات الإنجليزي أورد وينجد والتي اتصفت بأسلوب جديد وهو خفة الحركة والانقضاض المفاجيء على النقاط العربية في المساء وهنا تشرب موشيه ديان قبل إصابة عينه أساليب القتال المختلفة مثل الكر والفر.
تطورت العقلية الخاصة بموشيه ديان في تلك الفكرة فاخترع نظام البرج والسور، وذلك بهدف بناء مستوطنات إسرائيلية كثيرة وبأقل مجهود، ويحكي موشي ديان في ذلك شارحاً “يتم بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة بشكل سريع، وتحت نظر الانجليز، إذ تستولي مجموعة مسلحة على قطعة من الأرض في الليل وتنشئ عليها برجا للمراقبة وتنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق وتحيطها بالأسلاك الشائكة، أقامت الهاجناه 53 مستوطنة من هذا النوع بين الاعوام 1936 و 1939.
الطريق إلى فقد العين
وقعت الحرب العالمية الثانية في عام 1940 م وقررت بريطانيا إيقاف كافة الأنشطة العسكرية لكل المنظمات المسلحة التي ترعاها، وأثناء تنفيذ موشيه ديان هذا القرار ولجوءه إلى الهروب نجح العرب في أسره مع 43 آخرين، وتمت اعتقالهم وتحويلهم للمحاكمة، وتم الحكم عليهم بعشر سنوات سجن داخل سجن قلعة عكا القديمة، لكن المحير أنهم خرجوا لاحقا بعد تدخل الزعيم الصهيوني وايزمان في شهر فبراير سنة 1941 في صفقة غير مفهومة حتى الآن.
نجحت صفقة وايزمان عام 1941 في الإفراج عن موشيه ديان، وبالتوازي مع ذلك كانت فرنسا وانجلترا قد قررتا تحرير دولتي لبنان وسوريا من حكومة فيليب بيتان بمشاركة المسلحين اليهود.
وفي شهر يونيو من عام 1941 انضم موشيه ديان قبل إصابة عينه إلى الكتيبة الأسترالية السابعة في مهمة ضد قوات جيش فيشي في سوريا، تم كشف هذه العملية ونشأ عنها تبادل لاطلاق النار، خلال هذه المناوشات ضرب قناص فرنسي عين منظار دايان، مما أدى إلى إصابته المباشرة، وفقدانه لعينه بشكل كامل نتيجة لشظايا الزجاج، ومنذ ذلك الحين بدأ بإرتداء غطاء العين الاسود والذي عرفت شخصيته به، بعد هذه المشاركة في قتال قوات المحور قلدته الحكومة البريطانية أعلى الأوسمة العسكرية.