أخبار العالم

نتنياهو فى الكونجرس تصفيق تحت أنقاض غزة

نتنياهو فى الكونجرس تصفيق تحت أنقاض غزة

فى زيارة أثارت جدلآ واسعًا داخل الولايات المتحدة وخارجها ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خطابا أمام الكونجرس الأمريكى وسط ترحيب جمهورى واسع ومقاطعة من بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين ومنظمات حقوقية احتجاجا على استمرار الحرب فى غزة وما خلفته من مآس إنسانية طالت آلاف المدنيين.

ركز نتنياهو فى خطابه على ما وصفه بالتهديدات الإيرانية، معتبرًا أن إيران تمثل خطرا وجوديًا على إسرائيل وأن دعمها لحركتى حماس وحزب الله يزعزع استقرار الشرق الأوسط ويهدد الأمن الدولى. ودعا الولايات المتحدة إلى تعزيز العقوبات على طهران ومنع العودة إلى الاتفاق النووى وهاجم حزب الله بشدة واصفا إياه بـأداة الإرهاب الإيرانية التى تستعد لإشعال حرب جديدة من الجبهة الشمالية مع لبنان.

غير أن اللافت فى خطاب نتنياهو لم يكن ما قاله بل ما تعمد تجاهله إذ لم يتطرق مطلقا إلى العدوان على غزة ولا إلى عشرات آلاف القتلى من المدنيين، ولا إلى صور الدمار التى غطت تقارير وكالات الأنباء العالمية. لم يذكر شيئا عن الفلسطينيين أو عن أى أفق لحل سياسى يعيد الحقوق إلى أصحابها مما أثار انتقادات واسعة من نواب أمريكيين ومنظمات المجتمع المدنى.

النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو- كورتيز وصفت الخطاب بأنه استفزاز للعدالة والكرامة، بينما قال السيناتور بيرنى ساندرز كيف نستقبل رئيسًا يتهم بارتكاب مجازر ونقف له مصفقين فى قاعة تدّعى الدفاع عن القيم.

الردود الدولية لم تكن أقل حدة فقد انتقدت منظمة العفو الدولية استقبال نتنياهو فى واشنطن واعتبرت ذلك مؤشرًا خطيرا على تراجع الالتزام بالمساءلة الدولية، بينما دعا عدد من النواب الأوروبيين إلى مراجعة علاقات الاتحاد الأوروبى بإسرائيل فى ظل انتهاكات القانون الدولى فى الأراضى المحتلة.

زيارة نتنياهو إلى الكونجرس كشفت مجددًا حجم الانقسام داخل السياسة الأمريكية بشأن إسرائيل وأبرزت اتساع الفجوة بين الشعارات الغربية عن حقوق الإنسان والواقع الميدانى الذى يعض الطرف عنه حين تكون الضحية فلسطينية.

فى وقت يعانى فيه المدنيون فى غزة من الجوع والدمار والتشريد يظهر نتنياهو فى قاعة الكونجرس محاطًا بالتصفيق دون أن يواجه أى مساءلة. إنه اختبار قاسٍ للضمير العالمى الذى يبدو أنه فى إجازة طويلة حين يتعلق الأمر بحقوق الإنسان فى فلسطين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى