فيما يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، هانس جروندبورج، مناقشة الآلية التنفيذية لخارطة طريق السلام، التي تم التوافق بشأنها مع الأطراف اليمنية، يخشى مواطنون يمنيون، استطلعت آراءهم، أن تؤدي زيادة استهداف الحوثيين للسفن الملاحية في مضيق «باب المندب» بالبحر الأحمر إلى إفشال الجهود الأممية المبذولة في هذا الصدد.
وبرغم الآمال العريضة التي رافقت إعلان المبعوث الأممي التوافق على خارطة طريق لسلام دائم وشامل في البلاد، إلا أن ياسين عبدالله، وهو معلم في مناطق سيطرة الحوثيين، يظهر عدم تفاؤله بنجاح الجهود الأممية، والإقليمية، في وضع خارطة طريق، وجدول زمني، لتنفيذ مضامين خارطة السلام.
ويؤكد عبدالله أن تصعيد الهجمات التي ينفذها الحوثيون ضد السفن الملاحية في مضيق «باب المندب» بالبحر الأحمر، من شأنها «عرقلة» أي خطوة جادة لإحلال السلام. هذا الأمر يتفق فيه منصور محمد، وهو موظف حكومي في مناطق سيطرة الحكومة، إذ يتهم الحوثيين بعدم الجدية في تحقيق السلام. وبالعمل على إفشال أي جهد فعلي لتحقيقه، ويرى محمد أن وجود آلية تنفيذية، وجدول زمني، يمنع تلاعب الحوثيين بالاتفاق الجديد، سبباً لافتعالهم (الحوثيون) أي مواجهة حتى لا ينفذوا ما عليهم من التزامات، ويتنصلون من التزاماتهم تجاه السكان في مناطق سيطرتهم، إذ يعيش 80 % من اليمنيين هناك تحت مستوى خط الفقر.
هذه المخاوف تشاركهما فيها ثريا أ.، وهي موظفة في إحدى الشركات، إذ تقول، إنها غير متفائلة بما هو قادم، لأن الحوثيين «غير صادقين» في أي اتفاق معهم «منذ بداية التمرد في محافظة صعدة، منتصف عام 2004، ولغاية اتفاق الهدنة».
وتتساءل ثريا حول أسباب رفض الحوثيين رفع الحصار عن مدينة تعز، وكيف يمكن الوثوق بهم، والموظفون دون رواتب منذ 8 أعوام! «بينما قادتهم، والموالون لهم، والمقاتلون، يتقاضون رواتب شهرية، وبمبالغ كبيرة».
تلك المخاوف تزامنت مع تبني مجلس الأمن الدولي قراراً يدين بأشد العبارات الهجمات التي شنّها الحوثيون -التي زاد عددها عن العشرين هجوماً- على السفن الملاحية في مضيق «باب المندب» بالبحر الأحمر منذ 19 نوفمبر الماضي. وطالب مجلس الأمن الدولي، الحوثيين، الكف «فوراً» عن جميع الهجمات التي تعيق التجارة العالمية، وتقوّض الحقوق، والحريات الملاحية، والسلم والأمن الإقليميين.