هل تأخير الاغتسال والنوم على جنابة «حرام شرعًا» والملائكة تلعن «الجُنب»
هل تأخير الاغتسال والنوم على جنابة «حرام شرعًا» والملائكة تلعن «الجُنب»
«يا أيها الذين آمنوا أذا قُمتُم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجُلكم إلى الكعبين، وإن كُنتُم جُنبًا فاطهروا، وإن كُنتُم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستُم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدًا طيبًا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه».. آية قرآنية توضح أحكام الوضوء والطهارة.
أورد القرآن الكريم الأكثر من الأحكام اليومية التي نتعرض لها بصفة يومية، فلم تترك أياته الشريفة والسنة المُحمدية مسألة إلا وكشفت عن تفاصيلها، وبناءً عليها يسعى الإنسان المسلم إلى الأمتثال لها وأتباعها والابتعاد عن المُحرمات، وذلك لنيل رضاء الله عز وجل وتنفيذًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تأخير الاغتسال
ويدور داخل أذهان المُسلمين حاليًا تساؤل جوهري عن قضية هامة يتعرض لها الملايين بصفة يومية، يتضمن هل تأخير الاغتسال والنوم على جنابة والخروج من المنزل «جُنبًا» حرام شرعًا؟، وتساؤل أخر يتضمن ما هو حُكم التسبيح وذكر الله والإنسان على جنابة، تعددت الإجابات، إلا أن دار الإفتاء كشفت التفاصيل برد صريح.
دار الإفتاء
وورد إلى دار الإفتاء، تساؤل من أحد المواطنين، جاء فيه «أضطرت للخروج من البيت وأنا في حالة جُنب، وأبلغني صديقي أنه سمع من العلم، أن تحت كل شعرة من الإنسان الجُنب شيطان، وأن الملائكة تلعن الجُنب في كل خطوة يخطوها حتى يغتسل، وأن هذا الكلام مُنتشر بين المواطنين، هل هذا صحيح؟».
وأجاب فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على هذا التساؤل برد كاشف وصريح، بقوله إن الجنابة تعرف في اللغة بـ«البُعد» وتجنب الأشياء، ومنها أن نهي أن يقترب من مواضع الصلاة مالم يتطهر الإنسان فتجنبها وأجنب عنها أي تنحى عنها، والجنابة في الشرع هي أمر معنوي يمنع صحة الصلاة.
الملائكة
وقال فضيلة مفتي الجمهورية، إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه الحديث السابق بلعنة الملائكة للشخص الجُنب في كل خطوة يخطوها، وأن ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إنه قال «ثلاثة لا تقربهم الملائكة، جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجُنب إلا أن يتوضأ».
وأكد الدكتور شوقي علام، أنه في حالة حدوث الجنابة فيجب الإسراع للطهارة إذا استطاع الجُنب بقدر الإمكان،. ويجوز له الخروج لقضاء حوائجهم والتصرف في بعض شئونه، لما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يدل على أن الجُنب ليس بنجس.
وروى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال«لقيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا جُنب، فأخذ بيدي فمشيت معه حتى قعد، فانسللتُ، فأتيت الرحل فاغتسلت، ثم جئت وهو قاعد، فقال: «أين كنت يا أبا هر؟»، فقلت له، فقال: «سبحان الله، يا أبا هر، إن المؤمن لا ينجس».
التسبيح والذكر
وأجابت دار الإفتاء عن تساؤل هل يجوز التسبيح والذكر والإنسان على جنابة؟، وكانت الإجابة صريحة، وهي يجوز للإنسان شرعًا ذكر الله تعالى ولو كان على جنابة؛ لما جاء في قول الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا أذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبحوه بكرةً وأصيلاً»