دقت ساعة الرحيل.. 3 وجهات محتملة لإخوان تركيا
دقت ساعة الرحيل.. 3 وجهات محتملة لإخوان تركيا
يبدو أن ساعة رحيل قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي من تركيا اقتربت، بعد أن بدأت الأخيرة بالفعل تنفيذ خطوات جادة لكسب ود القاهرة.
واتفق مصدر سياسي تركي وخبير سياسي مصري على أن تنظيم الإخوان الإرهابي يملك بدائل واقعية للرحيل من تركيا، هي ماليزيا وبريطانيا وربما دولة من جنوب شرق آسيا.
وأكدا، أن ساعة رحيل إخوان تركيا اقتربت، على أن تكون في غضون شهر من الآن.
4 أسباب.ألمانيا لن تفتح ذراعيها لإخوان تركيا
وتعددت مغازلات أنقرة للقاهرة مؤخرا، في محاولات حثيثة تهدف لكسر الحصار والخروج من العزلة، وتحسين صورة تركيا أمام المجتمع الدولي.
وفي تحرك لخطب ود القاهرة، طالبت السلطات التركية، منذ أيام، الفضائيات التي تبث من إسطنبول، بوقف الانتقادات السلبية للقاهرة.
ماليزيا وبريطانيا
وقال المصدر التركي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن رحيل قيادات تنظيم الإخوان المطلوبين من القضاء المصري من سياسيين وإعلاميين، سيكون على الأرجح إلى دولة ماليزيا وبريطانيا.
وفيما لم يستبعد المصدر رحيل عدد من عناصر التنظيم الإخواني إلى دولة ألمانيا مع ماليزيا وبريطانيا، قال عدد من المراقبين إن ألمانيا لن تكون ملاذاً آمناً للإخوان الهاربين من تركيا، وأقصى ما يمكن حدوثه هو تمكن عنصر أو اثنين من حائزي التأشيرات الأوروبية من دخول الأراضي الألمانية، وتقديم طلبات لجوء.
وفي هذا الإطار، توقع المصدر التركي أن يكون موعد خروج الإخوان من تركيا في غضون شهر من الآن.
وأكد أن “هناك قرارا تركيا بضرورة اتخاذ خطوات عملية نحو التقارب مع القاهرة والبداية بوقف الهجوم الإعلامي، وهو ما تحقق بالفعل خلال الأيام الماضية”.
وقف التحريض
وبعد عدة إشارات من مسؤولين أتراك كبار حول رغبة أنقرة في التقارب مع مصر، يبدو أن تركيا بدأت بالفعل تنفيذ مطالب القاهرة عبر وقف التدخل بشؤونها الداخلية، في محاولة أكثر جدية نحو كسب الود وإنهاء الخلافات.وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة. إنه من خلال متابعته للمنصات الإعلامية العدائية الثلاث (الشرق ومكملين والوطن) خلال الأيام القليلة الماضية، بدا لافتا تخفيف حدة التحريض الإعلامي على مصر، ووقف استهداف الدولة المصرية بشكل واضح، ومعالجة قضايا وموضوعات بعيدة عن الشأن السياسي المصري.
مناورات تركية
وفي مسألة ترحيل الإخوان لبلد ثالث، قال فهمي إن الحكومة التركية ستناور لبعض الوقت قبل ترحيل قيادات الإخوان، وذلك وفق السياسة البرجماتية الواقعية التي يتبعها الأتراك.وتابع فهمي أن الإخوان يقومون في الوقت الحالي بترتيب أوضاعهم لمرحلة ما بعد تركيا، ولديهم العديد من الخيارات الواقعية، مرجحا حدوث تغييرات هيكلية ومفصلية في وضع تنظيم الإخوان في أنقرة في ظل سياسة الحكومة التركية الجديدة تجاه القاهرة.
وأوضح أن “وجهة إخوان تركيا المقبلة ستكون على الأرجح ماليزيا وإعادة التموضع مرة أخرى، مع عودة بعض العناصر الإخوانية لدولة قطر في هدوء، علاوة على وجهات أخرى ستكون مقبولة للتنظيم بينها لندن، واحتمال دولة من جنوب شرق آسيا “لم يذكرها”.
وقف طلبات تجنيس
وإضافة إلى التضييق الإعلامي على قنوات الإخوان، والترحيل المحتمل لعدد من عناصر التنظيم، لم يستبعد فهمي وقف حكومة أنقرة طلبات تجنيس العشرات من الإخوان من جيل الوسط الفارين من مصر، في إطار التودد للقاهرة.
لكنه توقع في الوقت ذاته منح الجنسية التركية للقيادات البارزة في الجماعة على الصعيد السياسي والإعلامي والأكاديمي، كورقة سياسية ربما تحتاجها أنقرة لاحقا.
وكررت تركيا محاولات التودد إلى مصر في الفترة الأخيرة، برسائل مغازلة وجهها مسؤولون أتراك بهدف إعادة العلاقات بين البلدين.
لكن مصر قابلت هذه المحاولات بشروط حددها وزير الخارجية سامح شكري في كلمته خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، قائلا إنه “لا تواصل خارج الإطار الدبلوماسي الطبيعي”.
وتابع “إذا ما وجدنا أفعالا حقيقية من تركيا وأهدافا تتسق مع الأهداف والسياسات المصرية التي تسعى للاستقرار في المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدول والاحترام المتبادل، ستكون الأرضية مؤهلة للعلاقة الطبيعية مع تركيا”.
وتابع أن “الأقوال وحدها لا تكفي” وإنما ترتبط بالأفعال والسياسات، والأفعال هي التي تعيد أي علاقات إلى وضعها الطبيعي.ومنذ 8 أعوام، تشهد العلاقات بين مصر وتركيا ما يشبه القطيعة بسبب ملفات عدة، أبرزها سياسة أنقرة في المتوسط ودعم الإخوان والتدخل في ليبيا.