المزيد

ألاف الإسرائيليين المشاركين رفعوا لافتات لا وجود للعرب في غزه

ألاف الإسرائيليين المشاركين رفعوا لافتات لا وجود للعرب في غزه

اعداد/جمال حلمي

في مؤتمر إسرائيلي تحت شعار “العودة إلى قطاع غزة”
ألاف الإسرائيليين المشاركين رفعوا لافتات لا وجود للعرب في غزه
الاستيطان في غزة هو فقط شعار، الموضوع الأساسي في مؤتمر اليمين هو الترانسفير
في مقالة للمؤلف نير حسون وصف ماحدث في القاعة المركزية لمركز المؤتمرات الدولية، توزعت يافطات رفعت تدعو آلاف المشاركين في المؤتمر إلى “العودة إلى قطاع غزة”، وإلى تسجيل أسمائهم في النواه الاستيطانية. وكان في إمكان المشاركين الاختيار بين “حسيد ألفايم”، نواة استيطانية حريدية، يخطَّط لإنشائها بالقرب من رفح، وبين “مجتمع غزة الجديد”، وهي خطة لإقامة مدينة خضراء ومتنوعة في القطاع. وجاء في أحد الإعلانات “لديك فرصة مرة في العمر للمشاركة في إقامة مدينة عبرية تكنولوجية وخضراء في غزة، مفتوحة أمام الكل، وتجمع كل أجزاء المجتمع الإسرائيلي”.
وبحسب إحدى المشارِكات في تنظيم المؤتمر، فإن عشرات العائلات سُجلت في واحدة من ست قوي استيطانية. وقد عُلقت على الحائط خريطة ضخمة لقطاع غزة، تتضمن أسماء مستوطنات “غوش قطيف” التي أُخليت في خطة الانفصال عن القطاع [2005]، وإلى جانبها المستوطنات المستقبلية الوهمية.
رئيس المجلس الإقليمي في شمال الضفة يوسي داغان أراد إثارة حماسة الجمهور، فصرخ من على المنبر: ردّدوا من ورائي: “اتفاق أوسلو مات، وشعب إسرائيل حيّ”. وردّد الجمهور هذا الشعار 3 مرات.

كان بين الجمهور وزراء رفيعي المستوى وأعضاء كنيست من الائتلاف، مثل بتسلئيل سموتريتش [وزير المال ووزير في وزارة الدفاع]، وأوريت ستروك [وزيرة البعثات الوطنية] (من الصهيونية الدينية)، وإيتمار بن غفير [وزير الأمن القومي]، وعميحاي إلياهو [وزير التراث]، ويتسحاق فاسرلوف [وزير تطوير النقب والجليل] (من قوة يهودية)، وحاييم كاتس [وزير الخارجية]، وعميحاي شيكلي [وزير الشتات والمساواة الاجتماعية]، وشلومو كرعي [وزير الاتصالات] (من الليكود)، وكُثر آخرون.
قال بن غفير في المؤتمر غير المسبوق: “هناك أمر صحي طبيعي موجود هنا، ناجم عن القوة والفرح والتمسك بأرض إسرائيل”… المشاركون في المؤتمر استقبلوا بن غفير كنجم غناء روك.

وبعد أن رقص بحماسة مع الجمهور، صعد إلى المنصة على وقع أصوات الصياح والصفير وشعارات “الموت للمخربين”. في كلامه أمام المؤتمر، دعا بن غفير إلى قتل “المخربين” وتشجيع الهجرة. “هم يدركون أن الهرب يؤدي إلى حرب، وإذا أردتم عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر، فيجب العودة إلى الوطن والسيطرة على الأرض، ومع اقتراح منطقي أخلاقي توراتي وفقهي، هو تشجيع الهجرة الطوعية، وإقرار قانون إعدام “المخربين”.

ثم توجه إلى رئيس الحكومة، قائلاً: “حرام أن ننتظر 19 عاماً أُخرى كي نفهم أنه يتعين علينا العودة إلى ’غوش قطيف’ وشمال ’السامرة’.

هذا هو وقت العودة إلى الوطن، إلى أرض إسرائيل، وإلى مزيد من الهجرة وقانون إعدام المخربين”.
الإجابة عن سؤال ما هو مستقبل مليونَي فلسطيني يسكنون في القطاع، يمكن أن نجدها في الكراس الذي وزعه منظمو المؤتمر. وفيه كتب المحامي أفيعاد فيسولي: “النكبة الثانية، أي الطرد الجماعي للعرب من غزة، له تبريره الكامل في قوانين الحرب”.

الحاخم عوزي شارباف، الأب الروحي لحركة الاستيطان في غزة، يشرح في الكتيب أن وصايا ورثة أرض إسرائيل “معناها احتلال كل أراضي أرض إسرائيل، وفق الحدود التي قيلت لإبراهيم أبينا، وتدمير ونفي كل مَن يعارض حُكم إسرائيل”.
وأوضح الوزير كرعي أن الترانسفير هو “الطريقة الوحيدة الحقيقية ليدفع ’النازيين من حماس’ الثمن، ومن أجل ضمان الأمن، هي الهجرة الطوعية”. وشرح مفهوم الهجرة الطوعية، قائلاً: ” حتى لو أن الحرب تحول الهجرة الطوعية إلى هجرة قسرية، وإلى أن يقولوا: نريد ذلك”.
على الرغم من أن شعار المؤتمر هو “الاستيطان”، فإن الموضوع الحقيقي هو الترانسفير. لقد قيل هذا على المنبر علناً. على سبيل المثال، دانيالا فايس، من منظمي المؤتمر، لم تترك مجالاً للشك في رؤيتها عندما قالت: “هناك احتمالان مطروحان، أن تصبح غزة يهودية ومزدهرة، أو تبقى عربية ومجرمة”، وتابعت “هناك ملايين اللاجئين في الحرب ينتقلون من بلد إلى آخر في كل العالم، فقط هؤلاء “القتلة”، يريدون البقاء مرتبطين بأرضهم؟ هم يريدون البقاء في هذه القطعة من البلد التي حولوها إلى جحيم؟ 7 أكتوبر غيّر التاريخ، غزة البوابة الجنوبية، ستُفتح على مصراعيها، وأهل غزة سيذهبون إلى كل العالم، وشعب إسرائيل سيستوطن في غزة”.
قد يسجل التاريخ هذا المؤتمر بسبب نقطة مهمة أُخرى، ألا وهي انحياز التيار اليهودي الحريدي الإسرائيلي إلى اليمين. فإلى جانب الوزراء وأعضاء الكنيست الكهانيين من أحزاب الصهيونية الدينية وقوة يهودية والليكود، كان هناك أيضاً وزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف، من حزب يهدوت هتوراه، الذي قال: “أؤيد إصلاح الظلم والعودة إلى ’غوش قطيف’ وقطاع غزة”، وتابع وسط تصفيق الجمهور: “إقامة مستوطنة ’غوش قطيف’ ستحرق وعي العدو، وستعزز أمن إسرائيل… وإذا اتخذت الحكومة مثل هذا القرار، فبصفتي وزيراً للبناء والإسكان، سأعمل على تنفيذ قرار الحكومة، والعودة إلى حيث كنا في السابق”.
كان آفي فرحان بين الحاضرين في المؤتمر، وهو من رموز الاستيطان السابق في القطاع. فرحان الذي يبلغ 77 عاماً، جرى إجلاؤه عن مدينة يميت في سيناء، وانتقل للسكن في شمال غزة. وقبل المؤتمر، أعاد نشر الورقة التي وزعها في سنة 2005، قبل الانفصال عن غزة، والتي دعا فيها الحكومة إلى عدم الانسحاب من 3 مستوطنات في شمال القطاع. لكن الحاخام شارباف هاجم فرحان والذين دعوا إلى البدء بجزء من القطاع، وقال: “عندما تتحدثون عن قطاع غزة، لا يمكنكم الحديث عن شمال غزة، أو وسطها، أو جنوبها، يجب التحدث عن كل شيء.

ما هذا؟ مناطق (أ) و(ب) و(ج)؟ ما هذا الكلام عن البدء بشمال غزة؟ كل هذه الأرض هي أرض واحدة”.
في نهاية الأمسية، صعد ممثلون عن النوى الاستيطانية المستقبلية في غزة إلى المنصة، ورقصوا مع عشرات الأولاد والكبار بالأعلام واليافطات. وأثار المغني أهرون رازل حماسة الجمهور عندما غنى” عائدون إلى ’غوش قطيف’، وبعون الله، سنغني هذه الأغنية في غزة قريباً”، وانضم عشرات الشبان الموجودين في القاعة إلى الرقص.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى