أسرار في تاريخ الجماعة التي تحاول السيطرة على سد النهضة
أسرار في تاريخ الجماعة التي تحاول السيطرة على سد النهضة
شهدت الأيام القليلة الماضية، عودة أعمال العنف إلى إقليم بني شنقول، الموجود في شمال إثيوبيا، والذي تضم أراضيه سد النهضة.حيث قالت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان المعينة من قبل الحكومة، مساء الأربعاء، إن جماعة مسلحة سيطرت على مقاطعة في شمال شرق إثيوبيا، وإن تقارير وردت عن ارتكابها أعمال قتل بحق مدنيين وخطف موظفين عموميين.
وأشارت تقارير إلى أن مقاطعة “سيدال” في منطقة “كماشي” بإقليم “بني شنقول” وقع تحت سيطرة شبه تامة لجماعة مسلحة منذ 19 أبريل 2021.
وتأتي هذه التوترات في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة أزمة سد النهضة، بعد فشل كل من مصر والسودان وإثيوبيا، في التوصل لاتفاق لحل هذه الأزمة.
وتسببت أعمال العنف في بني شنقول، في زيادة المخاوف في الداخل الإثيوبي من أن تتأثر أعمال بناء سد النهضة، التي تواجه العديد من التحديات.
وكانت السلطات الإثيوبية قد وجهت اتهامات لكل من مصر والسودان، بأنهم يقفون وراء هذه الأزمات، بحسب بيان صادر عن البرلمان الإثيوبي، في مارس الماضي، قال إن تلك “الأعمال “تم دعمها من قبل السودان ومصر”.
فمن هم بني شنقول الذين يهددون سد النهضة؟
تسيطر قبائل بني شنقول على الإقليم الذي يحمل إسمهم، وذلك طبقًا للدستور الفيدرالي الإثيوبي الذى ينص على تسمية الأقاليم بأكبر جماعة عرقية فيها.
وترجع أصول بني شنقول إلي المجموعات العربية، التي هاجرت إلي أقصي جنوب النيل الأزرق إلي إقليمهم الحالي ثم تزاوجوا من القبائل المحلية.
حيث يرى بعض المؤرخين أن أصل قبائل بنى شنقول سودانى، فروا من الحملات التي أطلقها محمد على باشا للاستعانة بهم للانضمام إلى الجيش المصرى.
ويظهر الأصل العربي بوضوح في عادات وتقاليد بني شنقول، الذين يدينون بالإسلام، والزى القومى لـ «بنى شنقول» هو الزي القومى للسودان.
حيث يرتدي الرجال الجلابية والسروال الطويل والطاقية، والنساء يرتدين “التوب السودانى”، وهو قطعة طويلة من القماش، تلفها السيدات حول وسطهن، ويلف طرفها حول كتف ورأس المرأة.
ويقطن إقليم بني شنقول قرابة 4 ملايين نسمة، معظمهم ذو أصول سودانية، وأكثر من نصفهم مسلمون، وما زالت عاداتهم وملامحهم سودانية.
وحملت هذه المنطقة اسم “بلاد الذهب” بسبب الذهب الذي اشتهرت به منذ القدم، ما تسبب في شن العديد من الدول حملات عسكرية لاحتلالها.
وتعتبر قبائل بني شنقول أن وصفها بأنها قبائل إثيوبية أي حبشية إساءة لها ولتاريخها، خاصة أن إقليم بني شنقول اجتماعيًا وجغرافيًا وسياسيًا كان جزءًا من الأراضي السودانية.
حيث كان إقليم “بني شنقول” ذا أغلبية مسلمة، ولم يخضع من قبل لسلطان أباطرة الحبشة، وكان جزءاً من مملكة الفُونج المسلمة.وبعد سقوط أم درمان في يد القوات البريطانية تدخلت إثيوبيا واحتلت منطقة فازوغلي والروصيرص، ولكن الإنجليز أجروا مفاوضات مع الملك منليك الثاني، وخرجوا باتفاق معاهدة أديس أبابا 1902.
ونصت الاتفاقية على أن يحتفظ الملك منليك الثاني بإقليم بني شنقول ذي الأغلبية المسلمة الذين يتحدثون اللغة العربية، وأن يسحب قواته إلي منطقة جنوب فازوغلي والروصيرص.وتعاملت إثيوبيا بطريقة سيئة مع سكان بن شنقول، واعتبروا مواطنين من الدرجة الثانية، وفى عام 1931، خاضوا أول تمرد رسمى على الأحباش، مطالبين بالعودة للأراضى السودانية وبحكم ذاتي، وهو ما قوبل بالرفض.