انتهاء شهر العسل بين ترامب ونتنياهو.. أسرار الغرف المغلقة «صادمة»
انتهاء شهر العسل بين ترامب ونتنياهو.. أسرار الغرف المغلقة «صادمة»

أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تشهد حالة توتر غير مسبوقة، مختلطة بالتبعية، حيث يُنظر إلى ترامب ليس فقط كرئيس للولايات المتحدة، بل كشخص يسعى للتحكم بشكل مباشر في السياسات الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة أن نتنياهو ليس مفضلًا لدى ترامب كما يعتقد الكثيرون، فخلال الأشهر الأولى من إدارة ترامب، تمتعت حكومة نتنياهو بفترة “شهر عسل” سياسي مع البيت الأبيض، حيث كان ترامب داعمًا قويًا لإسرائيل، متبنيًا مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف، بل واقترح مبادرات تجاوزت حتى توقعات الحكومة اليمينية في إسرائيل، مثل خطة التهجير القسري لسكان قطاع غزة.
وأضافت أن مع هذه الأجواء الإيجابية، برز واقع أكثر تعقيدًا؛ فبدلًا من أن يكون ترامب شريكًا سياسيًا لإسرائيل، أصبح يُنظر إليه كمالك عقار، أو ربما ملك متسلط، يفرض إرادته السياسية على حكومة نتنياهو.
كواليس لقاءات ترامب ونتنياهو.. تابع له فقط
وأضافت الصحيفة أنه في لقاء جمع نتنياهو بترامب في البيت الأبيض، وجد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفسه أمام رئيس أمريكي يتخذ قرارات استراتيجية بالنيابة عنه، ومن خلال مبعوثه ستيف ويتكوف، الذي بدأ عمله حتى قبل تسلم ترامب منصبه، فرض البيت الأبيض المرحلة الأولى من صفقة اتفاق الهدنة، وهي اتفاقية كان نتنياهو قد رفضها مسبقًا، ورغم إمكانية إبرام هذه الاتفاقية قبل عام، فإن ترامب أجبر إسرائيل على تنفيذها الآن.
وفي خطوة مماثلة، يمارس البيت الأبيض ضغوطًا على إسرائيل للانخراط في مفاوضات بشأن حدودها مع لبنان، وهو أمر كان نتنياهو يعارضه عندما وقّع يائير لابيد، رئيس الوزراء السابق، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، والتي وصفها نتنياهو حينها بأنها “خيانة” وتعهد بإلغائها.
ورغم انتقادات نتنياهو السابقة، وجد نفسه الآن مضطرًا إلى قبول هدنة مع حزب الله، وهو ما اعتُبر بمثابة استسلام أولًا للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ثم استسلام آخر لترامب.
استسلام إسرائيلي كامل لإدارة ترامب وخوف من مصير زيلينسكي
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب لم يكتفِ بدوره كرئيس أمريكي، بل بدا وكأنه يسعى ليكون رئيس وزراء إسرائيل أيضًا، حيث استسلمت الحكومة الإسرائيلية حتى الآن لجميع مطالبه دون مقاومة.
في هذا السياق، تعرضت إسرائيل لضغوط أمريكية للدخول في مفاوضات مباشرة مع حركة حماس، وهي خطوة فرضها البيت الأبيض رغم معارضة إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أنه رغم فشل هذه المفاوضات في نهاية المطاف، فإن نجاحها كان من المحتمل أن يقود إلى مزيد من التدخل الأمريكي في القرارات السيادية لإسرائيل.
وأشارت إلى أنه فيما يتعلق بالمحتجزين، تبنى ترامب ومبعوثه ويتكوف موقفًا صارمًا ومتفانيًا لتحقيق وقف إطلاق النار وضمان إطلاق سراح المحتجزين، وهي جهود لم يتمكن نتنياهو من رفضها، وفقًا لما يراه الجانب الأمريكي.
وأفادت بأنه ما زاد من الضغوط على إسرائيل أنها أصبحت تتبع توجهات أمريكية في الأمم المتحدة، حيث صوتت لصالح روسيا وضد أوكرانيا، في خطوة أظهرت مدى تبعيتها للسياسات الأمريكية.
وتابعت الصحيفة أن نتنياهو يخشى أن يتعرض لمعاملة قاسية كالتي تعرض لها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، لأن استمرار خضوع نتنياهو لمطالب ترامب قد يكون السبب في نجاته سياسيًا، لكن أي محاولة للتمرد على هذه السياسات قد تعرضه لنفس المصير.
على الصعيد الداخلي، اندلعت مواجهات سياسية بين حزبي الليكود بزعامة نتنياهو وحزب “يش عتيد” بزعامة يائير لابيد، حيث اتهم “يش عتيد” حكومة نتنياهو بالتراجع عن وعودها السابقة بعد أن اتهم نتنياهو حكومة لابيد بـ”الخضوع” لحزب الله.
واعتبر حزب لابيد أن نتنياهو أصبح الآن يفاوض على أراضٍ إسرائيلية ويطلق سراح أسرى لبنانيين في إطار هذه التفاهمات.