رجل قال له النبي “لا غفر الله لك”.. وحين مات لفظت الأرض جثته
رجل قال له النبي "لا غفر الله لك".. وحين مات لفظت الأرض جثته
لاشك أن التاريخ الإسلامي مليء بالدروس والعبر والعظات التي تكون وسيلة عملية لتعليم كثير من الناس أمور دينهم ،وعواقب أفعالهم سواء أكانت هذه الأفعال خيرًا أم شرًا .
ولعل من أروع القصص المعبرة والمبكية التي قد تحدث اثرًا كبيرًا في نفس قارئها ، هي قصة صحابي لفظت الارض جثته بعد دفنه ، وكلما حاولوا أن يدفنوه ترفض الأرض ذلك ،وتلقي بجثته خارجها ، حتى اهتدي الناس إلى إلقاء جثته بين الجبال لتأكلها السباع.
ولعل الجميع قد يتساءل عن هذا الرجل، وما قصته، ولماذا جاء نهايته بهذه الطريقة التي أوردتها كتب التاريخ ، بل أن علماء القرآن والمفسرون قالوا إن الاية الكريمة الـ94 في سورة النساء قد نزلت فيه ، وهي الآية التي يقول فيها الله -سبحانه وتعالى- ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)).
وعن قصة هذا الصحابي الذي يُقال أن اسمه هو “محلم بن جثامة” ، يُقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهز جيش المسلمين لفتح مكة ، وقد أراد ان يضلل أعدائه ذات يوم ويوهمهم أنه سوف يسير بجيشه في اتجاه غير الاتجاه الذي حدده لمسير الجيش ، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- باختيار سرية من الجند وجعل قيادة السرية “لقتادة بن ربيعي ” وأمرهم أن يسيروا في اتجاه خطأ حتى يتخيل الاعداء ان الجيش الإسلامي سيسلك هذا الاتجاه.
وانطلقت بالفعل السرية وكانت مكونة من 8 جنود وكان بينهم (محلم بن جثامة ) وساروا في الاتجاه الذي حدده النبي وبينما وهم يسيرون في هذا الاتجاه مروا على رجل يُدعي (عامر الأشجعي ) .
ألقي (عامر) عليهم السلام لكن أحد من أفراد السرية الثمانية لم يرد عليه السلام ؛ لأنهم كانوا يعرفون أن (عامر الأشجعي ) كان على خلاف وكراهية كبيرة مع زميلهم في السرية (محلم بن جثامة)، وظنوا أن “عامر الأشجعي” يخدعهم بأن قرأ عليهم السلام.
وهم “محلم بن جثامة ” علي “عامر الأشجعي” وقتله وأخذ بعيره ومتاعه وانهي السرية وعادوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم – وقصوا له ما حدث ، ونزلت الآية القرآنية ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)). .
فغضب الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم من “محلم بن جثامة” لقتله (عامر الاشجعي) بالرغم من انه ألقي عليهم السلام وتحية الإسلام ، فجلس (محلم ) بين يدي النبي يبكي ويستغفر الله علي فعلته ، ودعا النبي الكريم أن يستغفر له الله ، فقال له النبي :” لا غفر الله لك “.
بعدها مات محلم بن جثامة فحملوه الي قبره ودفنوه ، ولكنهم فؤجئوا أن الارض لفظت جثته ، وكلما أعادوه الي القبر ترفض الارض دفنه وتلفظ جثته ، فقاموا برميه بين جبلين والقوا عليه الصخور وتركوه حتي أكلته السباع.
وحين علم النبي -صلي الله عليه وسلم -بذلك قال:” إن الأرض قد قبلت من هو شر من محلم بن جثامة ، ولكن الله أراد أن يعظم من حرمتكم (حرمة الدم)” .
فقد قتل “محلم بن جثامة ” “عامر الأشجعي نتيجة بغضاء وكراهية وخلاف بينهما وليس دفاعًا عن دينه كما قال.