ليبيا.. هل ينجز العسكريون ما فشل فيه السياسيون؟
ليبيا.. هل ينجز العسكريون ما فشل فيه السياسيون؟
اختتم رئيسا أركان الجيش الليبي وحكومة الوحدة الوطنية، وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) اجتماعهم بالعاصمة طرابلس بالاتفاق على أن يكون الاجتماع المقبل في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، لإتمام النظر في الجهود المبذولة لتوحيد المؤسسة العسكرية.
تم التغلب على أغلب النقاط الخلافية بين الطرفين، والتوافق على الخطوات المقبلة في اتجاه توحيد المؤسسة العسكرية، والذي سيكون منطلقاً أساسياً لتحقيق المصالحة الوطنية وتنظيم الانتخابات.
وبدعوة من رئيس أركان الجيش عبد الرازق الناظوري، سيؤدي رئيس الأركان بوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد زيارة إلى بنغازي، خلال الأيام المقبلة تسبق الاجتماع الموسع المنتظر تنظيمه في طرابلس أوائل أغسطس المقبل.
وقال المجتمعون في بيانهم الختامي إنه «انطلاقاً من واجبنا الوطني وحاجة البلاد لتوحيد المؤسسة العسكرية سيتم عقد الاجتماع الموسع في طرابلس خلال الفترة المقبلة».
وشدد المجتمعون على رفضهم التام والمطلق للعودة للاقتتال بيـن أبنـاء الـوطن الواحد، وأكدوا نبذ العنف والدعم الكامل لمدنية الدولة وإبعاد المؤسسة العسكرية عـن التجاذبات السياسية، كما أشادوا بجهود اللجنـة العسكرية المشتركة (5 + 5)، داعين إياها إلى الاستمرار فـي تنفيـذ مـا خلصت إليـه فـي اجتماعاتهـا السـابقة، وبينما طالب المجتمعون بضرورة المضي قدماً في برنامج المصالحة الوطنية وعودة المهجرين، أكد البيان أنه تم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ملف المحتجزين والمفقودين، للوصول إلـى نتـائج عملية في هذا الشأن.
ويرى المراقبون أن ما تحقق بزيارة الناظوري إلى طرابلس يمثّل انتصاراً للسلام والمصالحة بعد سنوات من الصراعات الدموية والانقسام المؤسساتي، مشيرين إلى أن المؤسسة العسكرية استطاعت أن تلملم شتاتها، لتقوم بواجبها الوطني كاملاً، ولتقطع الطريق أمام الأطراف المعادية لمفهوم الدولة الوطنية.
ويعتبر المراقبون أن العسكريين الليبيين نجحوا في تحقيق ما فشل في الوصول إليه أصحاب القرار السياسي، وهو ما أشار إليه اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي،
عندما قال: إن كل يوم يمر يثبت أن المكون العسكري في عموم ليبيا- مهما كان الاختلاف بينهم- الأقدر على التقارب وسد الهوة بينهم، وأضاف: إن المؤسسة العسكرية تنصهر فيها كل المكونات الاجتماعية الليبية، وتتلاشى فيها الانتماءات القبلية والحزبية والأيدلوجية والسياسية، لافتاً إلى أن المؤسسة العسكرية إحدى أهم ركائز الدولة الوطنية، التي لا تعترف إلا بالهوية الليبية كهوية جامعة لكل الليبيين.