بينما تتصاعد وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية، وفيما تتجه أنظار العالم إلى الحرب التي أنهكت اقتصادات العديد من بلدان العالم على وقع ضبابية مستقبل الحرب التي جاوزت الشهر دون التوصل إلى حل رغم 4 جولات تفاوض على مستوى الوفود، ظهرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، في الأسبوعين الماضيين منشورات تدّعي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصدد زيارة إلى القاهرة، مع تحديد الاثنين على أنه موعد الزيارة، لكن أسبوعين انقضيا من دون أن يهبط بوتين في القاهرة، ومن دون أن يصدر أي إعلان رسمي عن زيارة من هذا النوع.جاء في المنشورات «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور القاهرة الاثنين المقبل» بهدف مناقشة «الأزمة الروسية والأوكرانية ومحاولة الوصول إلى حلّ سلمي». وظهرت هذه المنشورات على موقع فيسبوك الأسبوع الماضي وما قبله، ما يعني أن التاريخ المحدّد لهذه الزيارة المزعومة كان ينبغي أن يكون في 14 أو 21 من شهر مارس الحالي.
في هذا السياق أوضحت وكالة الأنباء الفرنسية عبر خدمتها لتدقيق الأخبار الزائفة «في ميزان فرانس» لأن الصورة المتداولة بشأن زيارة مرتقبة لبوتين إلى القاهرة زائفة، لافتة إلى أنها صورة ملتقطة من الشاشة في 24 مارس 2022 الحالي من موقع فيسبوك.
وأضافت الوكالة الفرنسية أن ظهور هذه المنشورات على وقع اهتمام الشارع المصري بتطورات الحرب الروسية ومتابعة ما أثارته هذه الحرب من حركة دبلوماسيّة ومساعٍ لوقف النزاع، موضحة أن الصورة المزعومة أعقبت نشاطًا وحراكًا دبلوماسيا شهدته منطقتنا؛ إذ ظهرت هذه المنشورات التي تتحدّث عن زيارة لبوتين إلى القاهرة «لمناقشة الأزمة» هناك في أعقاب زيارة خارجيّة تركيا مولود تشاوش أوغلو روسيا وأوكرانيا في محاولة من بلده الذي تربطه علاقات قوية بطرفي النزاع، أداء دور وسيط بينهما. وأيضًا عرض وليّ العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان على بوتين استضافة محادثات وساطة بين موسكو وكييف.
بوتين وزيارتان سابقتان إلى مصر
لكن التاريخ المحدّد لهذه الزيارة المزعومة، سواء في الرابع عشر من الشهر الحالي أو في الحادي والعشرين منه، انقضى من دون أن يتحقّق ما ادّعته المنشورات. إضافة إلى ذلك، ووفقًا لصحفيي وكالة فرانس برس في القاهرة، لم يصدر عن أي جهة رسميّة أو مصدر ذي صدقيّة إعلان عن زيارة قريبة للرئيس الروسي إلى القاهرة.
ويأتي تفاعل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مع هذا الخبر الزائف من وجود زيارتين سابقتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر؛ إذ تعود الزيارة الأخيرة التي أجراها بوتين إلى مصر للحادي عشر من ديسمبر من العام 2017؛ حين حطّ بوتين رحاله في القاهرة- بعد زيارة سريعة إلى قاعدة عسكريّة لقواته في سوريا- حيث استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتركّزت المباحثات حينها على «عدد من القضايا الإقليمية والدولية» إضافة إلى الشؤون الاقتصادية والتجاريّة، بحسب مصادر رسمّيّة. أما الزيارة التي سبقتها، فتعود إلى فبراير من العام 2015 تمّ خلالها توقيع مذكرة تفاهم لبناء محطة الضبعة النووية في شمال غرب مصر على ساحل البحر المتوسط.
وتتجه أنظار العالم إلى روسيا وأوكرانيا منذ بدأت موسكو «عملًا عسكريًا» في الأراضي الأوكرانية في 24 من فبراير الماضي عرض الأخيرة لسلسلة من العقوبات الدولية، لكن الزعيم الروسي تجاهل هذه العقوبات، قائلا: «لقد عاش الاتحاد السوفيتي تحت العقوبات وتمكّن رغم ذلك من تطوير وتحقيق نجاحات هائلة، لكن كييف ودول الغرب الداعمة لها تعول على أن تفضي جولات الحوار هذه إلى هدنة دائمة، وتوصل لاحقا إلى حل يرسي السلام بين الطرفين».
وشدد «الكرملين» أكثر من مرة على أنه لن يتراجع عن تحقيق أهداف العملية العسكرية التي أطلقها في 24 فبراير، والمتمثلة في تجريد كييف من سلاحها النوعي، الذي تعتبره موسكو مهددا لأمنها، ووقف توسع حلف الناتو في الشرق الأوروبي، فضلا عن وقف المساعي الأوكرانية للانضمام إليه، ما دفع العديد من المراقبين إلى عدم الأمل في التوصل سريعا إلى توافق بين البلدين.