“أزمة سد النهضة”.. تحرك مصري غير مسبوق وتصريحات سودانية شديدة اللهجة
"أزمة سد النهضة".. تحرك مصري غير مسبوق وتصريحات سودانية شديدة اللهجة
سد النهضة تلك الأزمة التي تؤرق الجميع، والتي يشهد فيها العالم على التعنت الإثيوبي والصبر والمرونة المصرية، يدخل الآن مرحلة فارقة في تاريخ الحل والعقد، فإثيوبيا التي تراوغ يبدو أنها مستمرة في مماطلتها لدولتي مصر والسودان بما يستدعي خطوات أخرى أكثر دفعا للحل، ويبدو أن تلك الخطوات بدأت بالفعل من الجانبين المصري والسوداني.
يبدو أن الرد السوداني أصبح أشد حدة، وهو ما جاء هذه المرة على لسان مجلس الأمن والدفاع الوطني السوداني، أنه لا مناص من التوصل لاتفاق شامل وملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة وكذلك المشروعات المستقبلية على النيل الأزرق، وفق ما جاء في تقرير خبراء الاتحاد الإفريقي الذى قدم في اجتماع القمة الإفريقية المصغرة بتاريخ 21 يوليو 2020، ورسالة الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا بتاريخ 4 أغسطس الحالي.
واعتبر المجلس أن هذا الاتفاق ضروري لتقليص المخاطر على سد الرصيرص وتقليل التداعيات البيئية والاجتماعية المترتبة على تشغيل سد النهضة على أكثر من 20 مليون مواطن سوداني يعيشون على ضفاف النيل الأزرق ونهر النيل، وأشار إلى أن أي ربط لهذا الاتفاق بمحاصصات تقاسم المياه أمر غير مقبول، وهو ما يحمل تعيرا في اللهجة السودانية على مستوى الدفاع.واستمع المجلس في اجتماع عقده الخميس إلى تقارير بشأن التطورات التي شهدها ملف التفاوض بشأن سد النهضة وتأثيرات ذلك على السودان، حيث أمن على أن التفاوض تحت مظلة الاتحاد الإفريقي هو خيار السودان، بما يسمح بالتوصل لحلول تلبي مطالب الدول الثلاثة المشاركة في المفاوضات وهي مصر وإثيوبيا والسودان، داعيا كافة قطاعات الشعب السوداني إلى التعامل مع هذه القضية باعتبارها ذات أهمية قصوى وترتبط بشكل مباشر بالمصالح الوطنية للشعب السوداني، وطلب من كافة الأجهزة الرسمية تقديم الدعم والمساندة الضروريين للفريق المفاوض، بما يحمي المصالح الوطنية للدولة السودانية.
وفي تقرير يحمل عنوان “على وقع أزمة سد النهضة رئيس وزراء مصر يزور الخرطوم”، أوردت العربية نت نقلا عن السلطات السودانية، تحرك مصري غير مسبوق، حيث أنّ رئيس الوزراء مصطفى مدبولي سيصل السبت إلى الخرطوم في زيارة رسمية تتزامن مع التوترات الناجمة عن بناء أثيوبيا سدّ النهضة على نهر النيل الأزرق.
وأعلنت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”، أنّ مدبولي سيزور الخرطوم “على رأس وفد يضمّ وزراء الريّ والموارد المائية والكهرباء والطاقات المتجدّدة والصحة والتجارة والصناعة وعدد من كبار المسؤولين في وزارات النقل والتعليم”.
وأعلنت أنّ الزيارة ستستغرق يوماً واحداً وسيتمّ خلالها “بحث التعاون في كافة المجالات الربط الكهربائي والطرق وربط السكة حديد والتعليم العالي والتجارة والصناعة”، لتكون هذه أول زيارة لرئيس الوزراء المصري إلى السودان منذ تشكيل الحكومة الانتقالية في الخرطوم في 2019. وكانت الخرطوم طلبت الإثنين تأجيل المفاوضات بشأن سدّ النهضة لمدة أسبوع لاجراء مشاورات داخلية.
وتبني إثيوبيا السد على بعد 15 كيلومترا من الحدود السودانية بتكلفة تقدر بنحو 5 مليارات دولار، ويتوقع أن يكون عند اكتماله أكبر سد كهرومائي في القارة الإفريقية، بطاقة توليد تصل إلى 6 آلاف ميغاوات