قام الرئيس محمد انور السادات في عام 1975 بتعيين محمد حسني مبارك نائبا لرئيس الجمهورية، وكان القرار مفاجئا وغير متوقع من الجميع، وقد كانت اسباب اختيار السادات لمبارك هو ضمان تأمين النظام في ظروف تحولات حساسة تمر بها مصر، كذلك لضخ دماء جديدة في مؤسسة الرئاسة من جيل اكتوبر والتخلص من جيل يوليو المتمثل في النائب حسين الشافعي ولإرضاء المؤسسة العسكرية ولقلة خبرة مبارك بالسياسة واخيرا لأنه من محافظة المنوفية بلد السادات لكي يضمن ولاءه.
الرئيس السادات لم يكن يمتلك الصبر لقراءة التقارير والبريد اليومي التي تعرض علي رئيس الجمهورية وكان يري ان ما أثر علي صحة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر هو نهمه الشديد للقراءة ومتابعته للمعلومات والتدقيق في كل مايعرض عليه.لذا عندما عين مبارك اسند اليه مهمة قراءة التقارير والبريد والاعمال الادارية والتصرف فيها من هنا بدأ مبارك في استغلال الموقف وتكوين شعبيه له داخل مؤسسات الدولة.في ذروة المقاطعة بين مصر والدول العربية انتشرت تقارير تفيد الي انه ان تمت ازاحة السادات وتولية مبارك الحكم فسيكون التعاون الاقتصادي بين مصر والمملكة العربية السعودية بشكل اكبر وستشهد العلاقات تحسن ملموس، كما تحدثت صحف اجنبية عن صعود نفوذ مبارك ووجود صراعات علي السلطة داخل القصر الجمهوري، اشار تقرير للمخابرات الامريكية عن السادات وقال يكفيه 10 سنوات للحكم وعليه ان يترك الحكم لمبارك.
هذا ماجعل السادات يشعر بالخطر فنصحه المحيطين حوله بضرورة التخلص من مبارك ولكن السادات لم يكن يستطيع الاطاحة بمبارك بسهولة بدون تعقيدات من حلفائه لأن مبارك كان مدعوما من عدد من الدول الأجنبية.
عام 1981 حدث خلاف بين مبارك والسادات هذا الخلاف الذي اكد منصور حسن علي حدوثه،اشارت مصادر عديدة للخلاف بين السادات ومبارك واكدت ان الخلاف حدث بعد زيارة قام بها مبارك لأمريكا حيث ان مبارك بعد عودته اطلع السادات عن جميع زياراته ومقابلاته في امريكا ولكنه لم يخبره انه تقابل مع عناصر من المخابرات المركزية الامريكية حتي ان اشرف غربال سفير مصر في واشنطن الذي حضر جميع مقابلات مبارك في امريكا فيما عدا مقابلته مع عناصر المخابرات وهذا الذي سبب غضب السادات.
اشارت مصادر اخري ان سبب الخلاف هو اشتراك مبارك مع حسين سالم في شركة احتكرت شحن المعونات الامريكية لمصر وعندما طلب السادات مراجعة حسابات الشركة في 1981 اكتشف عمليات نهب واسعة وعمولات بالملايين وان مبارك كان شريك سري وتلقي عمولات من حسين سالم.قيل ايضا ان الخلاف بسبب تصعيد منصور حسن وقربه الشديد من السادات وحضور جميع لقاءات السادات واعداده ليكون نائب مدني له بالإضافة الي نشر جريدة الحوادث اللبنانية وبعض الصحف المريكية تحاقيق تفيد بأن منصور حسن هو الرجل القادم في مصر وهذا ماجعل مبارك في حالة شك وخوف علي منصبه.اعتكف مبارك في بيته واصدر السادات القرار 119 والذي يقضي بتعيين منصور حسن وزير لشئون رئاسة الجمهورية وان يطلع علي معظم الأمور الإدارية التي كانت قد اوكلت الي مبارك سابقا واهمها الاطلاع علي بريد رئيس الجمعورية وعرضها علي الرئيس السادات.ذهب الفريق الماحي الي السادات وكان وقتها قائد الحرس الجمهوري وكان بينه وبين السادات مصاهرة وقال له ان ماعملته مع مبارك اغضب القوات المسلحة وانصحك بألا تترك الأمور معلقة وان تسترضي الجيش بأي طريقة وبالفعل استجاب السادات للنصيحة وبدء جولته في الجيش وكان السؤال الأهم في اول اجتماع اين نائب الرئيس.ذهب السادات الي منزل مبارك وسأله عن سبب اعتزاله فرد عليه مبارك “قدمي مصابه” وعندما سأله عن سبب غضبه جاوبه مبارك بسبب القرار 119 فرد عليه السادات سوف الغي القرار.اشارت بعض المصادر ان مبارك طلب وساطة عثمان احمد عثمان للتأثير علي قرار الرئيس السادات وبالفعل نجح عثمان احمد عثمان في إنهاء الخلاف.
يقول الدكتور محمود جامع ان السادات كان ينوي قبل اغتياله عزل مبارك وتعيين الفريق “كمال حسن علي” بدلا منه ولكن في العرض العسكري خرجت رصاصة اغتالت السادات واغتالت قرار السادات بعزل مبارك.