أسرار تحركات مصر لإطفاء نيران الحرب الأهلية في السودان
أسرار تحركات مصر لإطفاء نيران الحرب الأهلية في السودان
تعيش السودان أيامًا حالكة، بعدما دخلت في موجة جديدة من الاضطرابات والاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التابعة الفريق الأول محمد حمدان دقلو المُلقب بـ«حميدتي».
ولا يخفى على أحد أهمية وخطورة حدوث اضطرابات في السودان الشقيقة والتي تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأمن القومي المصري.
ويرى الخبراء والمراقبون، أن الارتباك السياسي والعسكري الذي تعاني منه السودان حاليًا سيؤثر على عدد من الملفات الإقليمية على رأسها أزمة سد النهضة، خاصة وأن الجانب الإثيوبي ينوي إجراء الملء الرابع الصيف المقبل.
محاولة توريط مصر:
فيما يرى آخرون أن البعض يستغل الأوضاع في السودان وإعلان قوات الدعم السريع احتجاز عدد من الجنود المصريين أثناء وجودهم في تدريب مشترك داخل قاعدة مروي العسكرية، لتوريط مصر في التدخل عسكريًا لاستعادة أبناء القوات المسلحة المصرية وتقديم الدعم اللوجستي للجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لاستعادة هيبته وسيطرته على الأراضي لتحقيق مصالح مصر الاستراتيجية في السودان.
ويبدو أن القيادة السياسية أدركت الفخ سريعًا، وهو ما يظهر جاليًا في الرسائل التي حرص على توجيهها الرئيس السيسي خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي انعقد الاثنين الماضي.
رسائل الرئيس
وجاءت أولى رسائل الرئيس، من خلال تأكيده على عدم دعم طرف على حساب آخر في السودان، مشيرًا إلى أن مصر تسعى للحفاظ على عدم تصعيد الموقف هناك.
وأوضح الرئيس أن القوات المصرية كانت تتواجد في السودان ضمن تدريبات مشتركة مع القوات السودانية، وليس لتقديم دعم لأي طرف على حساب آخر.
وتابع الرئيس السيسي أن أزمة السودان ليست عابرة والتسوية ستنجح في هذه الحالة، مستطردا: «نؤكد ضرورة أمن وسلامة قواتنا في السودان».
وأشار إلى أن مصر تجري اتصالات مع الأطراف في السودان لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات، لافتًا إلى أنه تم إجراء اتصالات بالأمم المتحدة لبحث استعادة الهدوء في السودان، والتأكيد على أمن وسلامة القوات المصرية الموجودة في السودان.
أستاذ علاقات دولية: قوى إقليمية معروفة تريد إدخال مصر طرفًا فى الصراع السودانى
ثوابت الدبلوماسية المصرية
ومن جانبه يرى الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات السياسية والدولية، والمستشار السابق بجامعة الدول العربية، أن جوهر رسائل الرئيس السيسي خلال اجتماعه بالقوات المسلحة، التمسك بثوابت الدبلوماسية المصرية في التعامل مع الأزمات والصراعات الدولية والإقليمية وهي عدم التدخل في أي شئون داخلية.
وأضاف، أن من أهم الثوابت حرص مصر على استقرار الدول العربية الشقيقة مما يؤثر بشكل كبير على الأمن القومي نفسه.
وأوضح أن تصريحات الرئيس جاءت لتنهي الجدل وتغلق باب الشائعات ومحاولات توريط مصر في التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، مشيرًا إلى أن هناك قوى إقليمية وخارجية معروفة بعينها تريد أن تجعل الدولة المصرية طرفًا في هذا الصراع السوداني.
وتابع: «مصر تنأى بنفسها بعيدا عن التدخلات في الشؤون الداخلية للدولة السودانية، ومصر من أوائل الدول التي تحافظ على وحدة واستقرار الدولة السودانية، وبالتالي هذه الأقاويل ليس لها أي أساس من الصحة».
أستاذ قانون دولى يكشف تحركات مصر لاستلام الجنود المحتجزين بقاعدة مروى العسكرية
دول الجوار والحدود المشتركة.
فيما ترى نجلاء مرعي أستاذ مساعد بكلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر لن تتدخل عسكريًا في السودان، لا سيما بعد إعلان الرئيس السيسي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للخرطوم.
وأضافت «مرعي» أن مصر لا تتدخل عسكريًا في أي أزمات للدول الجوار إلا إذا كان هناك تهديد للأمن المصري على الحدود المشتركة.
وأضافت: «لا يجب أن ننسى أن مصر أعلنت عن المبادرة المصرية، ولا تزال المباحثات السرية جارية بشأنها مع الأطراف والأحزاب السودانية».