فضل سورة البقرة على حياة العباد عظيم وهي تعد أفضل ما يمكن للعبد المسلم تحصين نفسه وبيته وأهله من خلال المداومة على قرائتها وخاصة بعضاً من آياتها ذات الأثر في الوقاية من شرور الشيطان وغوايته وقد ورد الدليل على ذلك فيما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).
قيل عن سورة البقرة أنها الكافية الحافظة، إذ أن قراءة آية الكرسي تكفي العبد وتحفظه من شرور كلا من الإنس والجان، وهو ما قال فيه أبو هريرة رضي الله عنه أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال (إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ).
قال النبي الكريم عن فضل سورة البقرة (اقرَؤوا سورةَ البقرةِ، فإنَّ أَخْذَها بركةٌ، وتركَها حسرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلَةُ)، ويدل قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن أخذها بركة دلالة على كافة أنواع الأخذ في الدنيا والآخرة، أما البطلة فيقصد بهم السحرة .
كما ورد في السنة النبوية الشريفة فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة التي قال فيهما الله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، والدليل على ذلك ما ورد عن الرسول الحبيب في قوله (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ).