منذ بداية الأزمة الأوكرانية بينت المعطيات على أن الولايات المتحدة غير راغبة في ربط الملفين السوري والأوكراني في سياسة واحدة، على الأقل من أجل عدم التصعيد على المستويات كافة، فضلاً عن تباعد التداعيات المشتركة على المستوى الأمني لكلتا الدولتين العظميين.
وعلى الرغم من اشتداد المواجهة الروسية الأمريكية والدعم الأمريكي المفتوح للجيش الأوكراني إلا أن العقل البارد على المستوى العسكري ظل قائماً في سوريا دون أية عمليات احتكاك من شأنها أن تدفع البلدين إلى المواجهة، وهذا ما عبّر عنه رئيس القيادة المركزية الأمريكية في الجيش الأمريكي الجنرال مايكل إريك كوريلا بالأمس بتصريحاته الجديدة حول العلاقة الروسية الأمريكية في سوريا.
كوريلا الذي خلف جون ماكينزي كان أكثر حدة على المستوى الإعلامي من سابقه ماكينزي، إذ وجه انتقادات حادة للقيادة العسكرية الروسية، إلا أنها لم ترتقِ إلى مستوى التصعيد العسكري، وكشف عن ضغوطات جيوسياسية من أجل إعادة رسم بعض الخطوط الحمراء في سوريا -على حسب قوله-، مبيناً في تصريحات نقلتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن «آخر شيء تريد واشنطن القيام به حالياً هو بدء نزاع مع روسيا».
تصريحات كوريلا التي كشفت عنها صحفة «واشنطن بوست»، جاءت على هامش زيارة إلى قاعدة التنف في البادية السورية التي ينتشر فيها الجيش الأمريكي على الحدود السورية العراقية الأردنية، فيما لم تعلن القيادة الأمريكية عن هذه الزيارة في وقت سابق.
وهاجم القائد العسكري الأمريكي قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو، مشيراً إلى أن عودة تشايكو إلى الشرق الأوسط بعد فترة توقف فيها عن قيادة القوات الروسية في أوكرانيا، مضيفاً: «لا نعرف إن كان رجلاً متفلتاً يحاول إعادة تأسيس وفرض نفسه؟»، متسائلاً: «ما سبب بعض هذا السلوك الأكثر عدوانية -وفق تصريحات كوريلا- نقلاً عن واشنطن بوست؟».
هذه التصريحات الأمريكية تأتي بعد أسبوعين من اتهامات أمريكية للقيادة العسكرية الروسية في سوريا بشن هجمات على قاعدة التنف منتصف الشهر الماضي، الأمر الذي لم يتسبب بخسائر بشرية من الجانب الأمريكي أو القوات الحليفة لها في القاعدة، إلا أن واشنطن حمّلت روسيا المسؤولية عن هذه الهجمات دون أن توضح روسيا مسؤوليتها عن هذه الهجمة بالطائرات المسيّرة.
ويرى مراقبون أن العلاقة بين الملفين السوري والأوكراني على المستوى العسكري لا تزال بعيدة حتى الآن، إذ يحافظ كلا الطرفين على فصل المسارين حتى الآن من أجل تحديد قواعد الاشتباك على الأقل في الوقت الراهن.