“إخوان ليبيا” يتبرؤون من الانتماء إلى التنظيم العالمي
"إخوان ليبيا" يتبرؤون من الانتماء إلى التنظيم العالمي
يرى مُحللون سياسيون، أنّ جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، تسعى إلى إعادة تجربة حركة النهضة التونسية، في التسويق لفكّ الارتباط بين تنظيماتهم الجديدة مع تنظيم الإخوان، لمسايرة التغييرات الإقليمية الجديدة.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، يوم الأحد، تحوّلها إلى جمعية تحت اسم ”الإحياء و التجديد“، وأرجعت ذلك القرار إلى ما وصفته بتعرضّهم للتشويه و التزوير.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تشبه إعلان حركة النهضة التونسية في مؤتمرها العاشر الذي انعقد مؤخرا، فصل الدعوي عن السياسي، والتبرؤ من الانتماء إلى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
واعتبر أمين عام حزب التيار الشعبي في تونس، زهير حمدي، أن تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا اختار تغيير شكله، دون تغيير مضامينه، وذلك على شاكلة حركة النهضة التونسية، التي بدأت منذ العام 2014 لإيهام بقطع العلاقات مع تنظيم الإخوان.
وقال زهير حمدي في تصريحاته: إن التنظيمات الإخوانية تراجعت في ليبيا، لكنها لم تنحسر بشكل لافت كما حدث ذلك في مصر و سوريا، معتبرا أن ”إخوان ليبيا“ مثل ”إخوان تونس“ يشتركون في المناورة لضمان بقاء مشروعهم أكثّر مدّة ممكنة.
وأضاف حمدي أنّ التنظيمات الإخوانية لها قدرة كبيرة على الايهام بالتغيير، لكسب الدعم المجتمعي و الدولي، مبينا أنّه لا يمكن تعليق آمال كبيرة على تراجع المشاريع الإخوانية طالما أنّ ميزان القوى ما زال في صالحهم في بعض الأقطار.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي باسل ترجمان أن جزءا من التنظيمات الإخوانية فهم أن الإدارة الأمريكية ترفض المراهنة عليهم، بعد أن تسببوا في خسائر كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية أكثر من نفعها، ولذلك يحاول إعادة ترتيب الأوراق للمحافظة على البقاء.
وقال باسل ترجمان في تصريحاته: إنّ حواضن التنظيمات الإخوانية بدأت في التخلّي عنهم، وهما أساسا تركيا و قطر، من خلال إعادة ضبط مضامين قنواتهم التلفزيونية، ومنعهم من النشاط السياسي، وبذلك سيبحث الإخوان عن أساليب جديدة، يعيدون بها إنتاج أنفسهم.
ويرى ترجمان، أن إخوان ليبيا يمارسون التقيّة، و إظهار ما لا يستبطنون بالطريقة نفسها التي تسلكها حركة النهضة منذ سنوات، لإيهام خصومها أنها قد انخرطت في العمل المدني.
من جهته، رأى المحلل السياسي رياض حيدوري أنّ إعلان إخوان ليبيا الانتقال الى جمعية مدنية، يعد تخطيطا من التنظيم للمشاركة في الانتخابات العامة في ليبيا نهاية العام الجاري، من خلال التخفّي وراء قائمات مستقلّة، قد تضمن عودتهم للسلطة.
وقال حيدوري في تصريحاته: إن حركة النهضة التونسية قد سلكت الخطة نفسها في الانتخابات المحلية لسنة 2018، وكذلك في الانتخابات التشريعية لعام 2019، عندما اختارت المراهنة على قائمات مستقلة، بعد تراجع قواعدها.
وبحسب حيدوري، فإن إخوان ليبيا يحاولون الاستفادة من تجربة حركة النهضة التونسية في البقاء في المشهد السياسي على الرغم من التغيرات الإقليمية و الدولية، و التي عجّلت بنهاية التنظيم في بلدان عديدة.